الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصا لمن عصى والرصاص ايضاً .

ناهده محمد علي

2008 / 7 / 3
حقوق الانسان


إن لمعظم الأنظمة التعليمية في العالم المتحضر تسلسل في نظام العقاب التربوي للطالب المقصر أو المشاكس , وأضرب مثلاً على ذلك النظام التعليمي في نيوزيلندا . يتتابع هذا التسلسل إبتداءً من التنبيه السري ثم التنبيه العلني أمام الطلاب , ثم يعقب هذا إعطاء الطالب محاضرات جزائية يُعطى فيها واجبات مدرسية إضافية ونقل نصوص أدبية وغالباً ما تكون تربوية ذات محتوى أخلاقي وعلمي وذات مساس بمشكلة الطالب , ثم تأتي إجتماعات الطالب مع لجنة مدرسية متكونة من طبيب نفسي وباحث إجتماعي والمدرس المسؤول عن صف الطالب لمناقشة مشكلته وسبب رسوبه أو سوء تعامله مع الطلاب أو المدرسين والمشاكسة المستمرة , وحينما تستمر اللقاءات بدون تحسن ملموس يُحذر الطالب من رفع الكارت الأصفر بوجهه , فإذا تراجع عاد هذا الطالب الى حياته المدرسية والإجتماعية الطبيعية , وإذا لم يحصل ذلك يُقدَم له الكارت الأصفر ثم يُطرد من المدرسة , لا ليُلقى الى الشارع بل لتحتضنه الدولة في معاهد مهنية مختلفة وفي حالة عدم حصوله على عمل أو دراسة يدخل في نظام الإعانة والضمان الإجتماعي ويُمنح إعانة مالية لكي لا يسرق أو يتسول حتى يُقرر الطبيب النفسي أنه مؤهل للعمل فيُدفع وقتها دفعاً الى العمل دون صرخة ألم ولا قطرة دم واحدة , أما في دول العالم المتخلفة وأضرب مثلاً على ذلك وبكل أسف النظام التعليمي في العراق فالطالب قد تعود أن يُصفق ويهتف حيث لا حاجة ولا ضرورة لذلك , وأن يُلعَن ويُضرب حيث لا حاجة لذلك ايضاً , ويمتص الطالب من المجتمع العراقي الحالي حالة العُنف والهمجية ليُفرغها فوق ذاته والمحيطين به , وكما هو ضحية لهذا العُنف فهو مُمارس له , لكن هذا لا يُبرر أن يتحول النظام التعليمي والتربوي الى نظام يُمارِس القهر والعُنف على الطالب الذي عانى الأمرَّين في عهود طويلة ومن أنظمة تعليمية متخلفة عملت جاهدة على إذابة شخصية الطالب في شخصية النظام السياسي نفسه , يُريد ما يريده النظام ويُفكر بإيحاء منه , وكما هو الطالب الآن يُفكر بإيحاء من الجو الخانق المحيط به , وإذا إعترض أو عَبر عن كَم الظلم الذي يعيشه فقد يتلقى رصاصة في الرأس ( فحمداً لله كان في السابق عصا على الرأس وتطور اليوم فأصبح رصاصه في الرأس ) , وكأن النظام التعليمي العراقي متمثلاً بوزير التربية يقول لهذا الطالب وأمثاله من المعترضين , ألم أقل لك ( لا تفكر , لا تسمع , لا تتكلم ) , وإن إعترضت فأنا سأمحو هذا الرأس من الوجود كي لا يُقلدك أحد في المستقبل وينطق بما لا يُراد له .
يا أيها السادة :
إن لغة الرصاص المستعملة تخلع الأقلام من أيدي الطلاب لتضع بين أيديهم مسدسات تُخبأ في الجوارب والملابس الداخلية ويصبح الحرم المدرسي والجامعي ساحة قتال لا ساحة علم , ويتغلب ما تريدونه ويُرفع شعار ( البقاء للأقوى لا للأصلح ) .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س