الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصافحة طالباني لبراك , ليس عملا يستحق الاعتذار , بل سنة نبوية

علاء الهويجل

2008 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا اعرف تماما ما الذي دفع الرئيس العراقي جلال طالباني الى تقديم تبرير لقيامه بمصافحة رئيس حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك ولا اعرف ما الذي دفعه الى القول بان المصافحة كانت بصفته رئيس حزب وليس بصفته رئيسا للعراق وكأن الامر عيب يلقي به من كاهل الرئاسة الى كاهل الحزب .
طالباني الذي برر المصافحة في بيان مطول لم يكن مجبرا على فعل المصافحة بداية كما انه لم يكن مجبرا في النهاية على التبرير , فليس في الامر من خطا ولا تجاوز ولا مخالفة , والامر مقبول شرعا وعقلا ونقلا وقانونا وادبيا .
انا هنا لا امدح او احث على مصافحة مسؤول يهودي لكن في المقابل اقول ان المصافحة ليست امرا معيبا كما ان المصافحة لا تمثل باي حال من الاحوال موقفا سياسيا ولا دينيا فالرسول محمد امر بالقاء السلام على اليهودي والنصراني واتباع الاديان الاخرى بل وحتى العدو داخل محافل السلم والهدنة , مهما كانت قوميته ودينه .
كما ان الشريعة الاسلامية لا تدعو لمعاداة اليهود لكونهم يهود بل ربما على العكس تدعو الى محاربة بعض المسلمين المنافقين وتنهى عن محاربة اصحاب الاديان الاخرى , وان قال قائل ان باراك هو عدو مقاتل متمترس , وقتاله ليس لمجرد انه يهودي بل لانه قاتل سالب للحقوق , فالقول مردود لان السلام يلقى على العدو في ساحات السلم والهدنة , فكلا الرجلين توجه الى المؤتمر المذكور بنية الحث على السلام والامن .
ثم ان طالباني لم يخالف سنة الرسول ولا سنن الصالحين من الخلفاء من بعده حين صافح يهوديا بل انه لم يخالف سنن الزعماء والقادة والرؤساء العرب ابتداء برئيس (ام الدنيا) حسني مبارك ومرورا برئيس دولة المقاومة والصمود على الطريقة البعثية , بشار حافظ الاسد وليس انتهاء بدول الخليج كقطر فكلهم صافح وقبّل ومسّح واثنى وتملق وتغنى .
ثم ان الرسول الكريم (ص) كان نموذجا في علاقته مع اليهود فقد رهن درعه لدى يهودي بمبلغ قليل من المال اليهودي , فكانت إشارة الي أن هناك علاقات اخوة وتعاون، رغم ان اليهودي لم يكن مؤمنا بنبوة محمد .
كما لا يخفى إن أول وثيقة في العالم للتعايش بين الأديان كتبها النبي محمد بعد هجرته الى المدينة المنورة وسماها (الصحيفة) , تضمنت نصاً اعتبرت اليهود مع المسلمين (أمة واحدة )، بحيث عومل اليهود كمواطنين في المجتمع الإسلامي الجديد.
ورغم هذا نعود ونقول ان رب معترض يرى ان الفرق هنا ان باراك عدو مقاتل ولا تجوز مصافحته ,لكني اقول لو كان هذا العدو مسلما او حتى مسيحيا فهل تضج الدنيا عند مصافحته كما ضجت مع اليهودي, فمثلا لو صافح طالباني اي زعيم مسلم او مسيحي معادي للعراق او معادي للاسلام ,هل تضج الدنيا كما ضجت بمصافحة اليهودي؟.
المسالة هي العداء المتاصل لكل يهودي فنحن قوم لا نرى ان لليهودي حق بالحياة مثلما للكلب وللهرة حق في الحياة , نحن قوم اصابنا العمى السياسي حتى بات احدنا لا يعرف اين الخطا واين الصحيح في التعامل السياسي مع العالم باسره ومع اليهود خاصة وهذا هو سبب خساراتنا المستمرة امام اسرائيل.
وهنا نذكر مثلا كيف قامت الدنيا ولم تقعد ضد الزعيم انور السادات وكيف وصفه الكثير بالعميل والمجرم والمنحرف والخائن , حين ابصر سياسيا وعرف ان اسرائيل دولة مثل غيرها من الدول ممكن ان تكون عدوا في وقت ما وممكن ان تكون صديقا في وقت اخر ولكن لا يمكن ان تكون عدوا مطلقا .
اقول كلنا لعنّا السادات ولكن لا اعرف من يثني اليوم على سياسة السادات وقراراته الحكيمة حين نرى ساسة حماس يلجؤون الى مصر ( لان لها علاقة طيبة مع اسرائيل ) من اجل توقيع هدنة او من اجل فتح معبر , لا ادري من اين ستحصل حماس على هدنة وعلى الكازويل والمواد الغذائية لولا حكمة السادات.
في الختام اجدد ما كنت بدات به , وهو ان على العرب ان يتعاملوا مع اسرائيل بنظرة قابلة للتغير قابلة للتسييس قابلة للحركة , وان نرفع عن بصيرتنا كلمة يهودي فلقد حرف المتاسلمون الجدد معنى هذه الكلمة وجعلوها مقارنة لكلمة كافر , وهذه ليست الحقيقة التي جاءت في القران وفي سنة محمد , فاليهود مثل النصارى ومثل كل الاديان الاخرى يمكن ان يكونوا في يوم من الايام اصدقاء للعرب وممكن ان يكونوا اعداء .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. يديعوت أحرنوت: ليبرمان يفضل انتظار خوض الانتخابات المقبلة |




.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص


.. انهيار مبنى سكني في #إسطنبول #سوشال_سكاي




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل أعادت النظر في خطتها في رفح لتفادي