الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كان الزواج مؤسسة

هشام اعبابو

2008 / 7 / 3
العلاقات الجنسية والاسرية


فصل الصيف,فصل الحر و العطل وهو كذلك فصل الزيجات و الأعراس,أعراس تكون بمتابتة إنطلاقة لحياة جديدة حياة لاتشبه تلك التي كان المتزوج و المتزوجة يعيشانها في بيت والديهما,فالوقت حان الآن ليعيشوا نمطا جديدا و شكلا جديدا من الحياة أساسها المحبة و التشاور و التعاون و المسؤولية..
تعتبرليالي الأعراس بالنسبة لأغلبية شبابنا و خاصة شاباتنا فرصة ذهبية لستعراض جمالهن و جاهن و ذوقهن ورتبة عائلاتهن نفس الشيء ينطبق على معظم شبابنا فليلة العرس بالنسبة لهم ليلة سيكونون نجومها بامتياز فتجدهم يتفننون في اختراع مظاهر يكون لها تأثير و و قع كبير على العائلة و الضيوف فهذا يريد إضهار مكانته و مكانة عائلته الإجتماعية و المادية و ذاك يريد رد الصاع صاعين لمن تخلت عنه و الأخر هدفه تحطيم الرقم القياسي لأحسن و أفخم ليلة عرس في المدينة ...يمكننا أن نتخيل نتيجة وحصاد هاته الزيجات و التي تتحطم على أول صخرة تواجهها في بحر الزواج ليكون لتتوج بالفشل و الطلاق,فليس غريب أن نلاحض نسب كبيرة للطلاق في مجتمعاتنا العربية المعاصرة و ذلك بسبب انعدام أو قلة الوعي بثقافة الزواج,فالزواج و للأسف لم يعد له أسس و أساسات كما كانت لدى أجدادنا و أبائنا,على الرغم من أنهم إن قارناهم بالاجيال التي جاءت من بعدهم و التي هي أكثر تعليما و وعيا فإن الاجداد نجحوا إلى حد بعيد في زيجاتهم و في تأسيس أسر و رفع التحدي,فما هي أسباب نجاحهم في ذلك؟
أظن بأن للتربية و التنشأة دور كبير في ذلك حيث نجد بأن الوالدان كان لهم دور كبير في غرس قيم الزواج و أهدافه والمنتظر منه في أبنائهم باعتباره مؤسسة أجتماعية عظيمة و مقدسة إن هيء لها الفرد نفسيا و أخلاقيا واجتماعيا فالنجاح و السعادة سيكونا حليفانها,كيف ذلك؟
كانت الأم تربي إبنتها زوجة و أم المستقبل على أن الزواج هو بيت المرأة وعش سعادتها و سعادة من فيه و على أنه حصنها الحصين ورأس مالها ومنبع فخرها و عزتها,و على أن زوجها هو نصيبها وهو معيلها و حامي عزتها و شموخها و هو حاميها من غدر الزمن و ذئابه,فكلما أحسنت في تعاملها معه كلما زاد حبه و احترامه و تشبته بها و إن ساءت له و فرطت في ذلك فستكون منبودة منه من عائلتها بل أكثر من ذلك فهي تعد عاقة لأن عقوق الزوج بمتابة عقوق الوالدين و تؤكد الأم لإبنتها بأن زوجها زوج و أب في نفس الوقت و سعادته مفتاح و سر نجاح بنائها و مؤسستها الزوجية مدى الحياة.
نفس الشيء كان يلقنه الأب لولده زوج و أب المستقبل فلم يكن يبخل على إبنه بالنصائح و التوجيهات كأن يوصيه بالإعتناء بزوجته و باحترامها وحمايتها باعتبارها شريكة حياته و غطاءه من حر و برد الحياة وهي بركته و تاج رأسه كلما أحسن لها و شرفها كلما بارك الله له في ماله و صحته و في زواجه..,للأسف الشديد انقرض كل ذلك كما انقرض كل ما كان جميلا و مشرقا في مجتمعاتنا العربية فاسحا المجال للماديات والخزعبلات والتقليد الأعمى للغرب و المظاهر الجوفاء و التي لا تسمن و لا تغني من جوع,و النتيجة تهاوي زواج وراء آخر أمام أعين الأطفال الضحايا الأولين محدثا لهم ذلك الفشل الأسري خللا عاطفيا و نفسيا و اجتماعيا يصاحبهم مدى الحياة..
هشام اعبابو










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال