الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهات إسرائيل الاستراتيجية بعد 60 عامًا على إقامتها -وثيقة مؤتمر هرتسليا الثامن 2008م

احمد محمود القاسم

2008 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) العدد رقم (44) من سلسلة "أوراق إسرائيلية"، وقد تناول هذا العدد، وثيقة المؤتمر الصهيوني الثامن، والمنعقد في مدينة هرتسليا الساحلية الشهيرة، حيث يكتسب هذا المؤتمر الصهيوني، اسم المدينة دائما.
يتضمن العدد، الملخص التنفيذي لمؤتمر (هرتسليا الثامن) حول "ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي"، والذي صدر في شهر أيار 2008م، وعلى أوراق عمل أخرى، جرى التداول بها من أهمها:
1-ورقة حول "تبادل الأراضي، كوسيلة لحل النزاعات الإقليمية بين إسرائيل وجاراتها.
2-ورقة حول مدينة "القدس، كقضية مركزية في مناعة إسرائيل القومية".
3-ورقة حول "المسؤولية الحكومية، اتجاه الدمج والمساواة بين اليهود والعرب في إسرائيل.
أمّا أبرز محاوره، فكانت التحديات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية في عصر العولمة؛ والتحديات السياسية الوطنية، على خلفية التغيرات الإقليمية، والبدائل والإستراتيجية من حالة انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط، والمقصود به الدولة الإيرانية، ومحاولاتها المتواصلة في إنتاج سلاح نووي، واتجاهات وغايات إسرائيل والشعب اليهودي في الأعوام الستين المقبلة.
اعتبرت الوثيقة، أن العام الستين، على إقامة الدولة الإسرائيلية، على استقلال إسرائيل- 2008م-هو عام حاسم في مواجهة التهديد النووي المتصاعد من جهة إيران، وهو عام مهم، في ما تعتبره "المحاولة الإضافية الأخرى، للتوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين، ولو على الصعيد المبدئي فقط".
كما تقول الورقة، فإن إسرائيل، لا تزال تواجه تحديات أمنية متصاعدة ومعقدة على المدى القريب، والمتوسط والبعيد، وإن القاسم المشترك للتحديات الأمنية، يتمثل في تفاقم التهديد المباشر على مجمل السكان المدنيين، بعد أن أصبحت المفاهيم الماضية، بشأن الجبهة الخارجية والداخلية القتالية غير نافذة، وأضحت الحاجة ماسة وملحة إلى الاستعداد، لحماية الجبهة الداخلية وضمان حياتها المنتظمة، وتطوير القدرات القتالية.
توضح الوثيقة، إلى أن الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية، يعرقل التحرك السياسي والأمني من جانب إسرائيل، وكذلك مساعي المجتمع الدولي، على التوصل إلى تسوية نهائية ودائمة مع الفلسطينيين، وثمة من يرى، في استيلاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة، وفي الانقسام الفلسطيني هذا، تحولا دراماتيكيا وجوهريا، لا يتيح أي تسوية مع كيان فلسطيني واحد، كما أن رئيس الحكومة، ووزيرة الخارجية ووزير الدفاع، لا يزالون، يعتبرون رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، شريكا للمفاوضات، ويفضلون خيار مواصلة الحوار السياسي معه.
هناك من يعتقد ويقول أيضا، أن البديل لمثل هذا الحوار، سيكون باستيلاء حماس على مناطق الضفة الغربية، وهي نتيجة غير مرغوب فيها، وفي ضوء الانقسام المذكور، ثمة شكوك كبيرة، حول قدرة أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وحركة فتح على إنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بصورة مطلقة.
أكد محرّر "أوراق إسرائيلية"، الدكتور أنطوان شلحت، في كلمات التقديم أنّ مردّ الاهتمام الذي يبديه مركز "مدار" بـ"مؤتمر هرتسليا" هو أنه منذ انعقاده لأول مرّة في العام 2000م، يستقطب اهتماماً واسعاً لدى مختلف الأوساط، المحلية والإقليمية والدولية، المهتمة والمتابعة للشأن الإسرائيلي، وهذا نابع أساسا من شمولية مواضيع التفكير الآني والإستراتيجي، التي تتخلله، وتتسم به أوراق العمل والمناقشات والأفكار والتوصيات، التي يتم تداولها في أعمال المؤتمر، ويصار إلى إجمالها في ملخصات ووثائق تصدر عنه، وربما الأهم، هو نوعية ومكانة الأشخاص القائمين على المؤتمر، والمشاركين في أعماله، كرئيس الحكومة، وكبار الوزراء ورؤساء وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية والأكاديمية وغيرهم.
يعتبر مؤتمر (هرتسليا) الصهيوني، بمثابة التئام لـ"العقل الجماعي الإستراتيجي المفكر" للدولة الإسرائيلية الصهيونية، على الرغم من أن هناك من بات يعتبر هذا المؤتمر، منصة مهمة لإسماع الآراء، من دون قدرة فعلية على أن يملي أجندة عامة.
مؤتمرات هرتسليا السنوية الصهيونية، هي من أهم المؤتمرات في تاريخ إسرائيل، منذ بدأت هذه المؤتمرات بالانعقاد، حيث يحضرها أعداد كبيرة من مندوبي اليهود الصهاينة، من كافة أرجاء العالم، و يتدارسوا فيه، وضع الدولة الصهيونية وما يواجهها من مخاطر ومهمات مستقبلية، سواء الآنية أو المستقبلية، ويرسموا الخطط ويضعوا السيناريوهات المحتملة لكل ما هو متوقع او غير متوقع، كما يصار الى دعم سياسات الدولة الصهيونية، والتي ترسخ ديمومتها واتساعها ويهوديتها، كالسياسة الاستيطانية المتواصلة، وتشجيع الهجرة اليهودية إليها، والمحاولات لفرض الأمر الواقع، والضغوطات الدولية، على الدول والحكام والمتنفذين بالسياسات الدولية، من اجل دعم دولتهم، في كافة المحافل المهمة.
الغريب في الأمر، أن معظم الحكومات العربية، لا تولي اهتماما لهذه المؤتمرات، وما يصدر عنها من توصيات ومناقشات، ولا تأخذها بعين الدراسة والاعتبار، حتى أن إعلامنا العربي والفلسطيني، و فضائياتنا لا تعطيها اهتماما يذكر، عن قصد أو بدون قصد، بل قد تمر عليها مرور الكرام، لجهلها بأهميتها وأهدافها، مع أنها تعطي هذه المؤتمرات مؤشرات هامة جدا، في رسم طريق السياسة الصهيونية، على كافة الصعد والمستويات داخليا وخارجيا.
يبقى أن نحيي ونشكر، جزيل الشكر، الدكتور أنطوان شلحت والمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) على الجهود القيمة المبذولة، من أجل توضيح وفضح السياسات الاسرائلية الصهيونية، اتجاه القضية الوطنية الفلسطينية، والقضايا العربية بشكل عام.
ملاحظة: المقال يستند الى العدد رقم (44) الصادر من المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية(مدار) والمتعلق أساسا بوثيقة مؤتمر هرتسليا الثامن 2008م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمكن للإرهاب أن يضرب الأمريكيين في ألمانيا؟ | الأخبار


.. فرنـسـا: هـل خـسـر مـاكـرون الـرهـان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. فشل إسرائيل يقوّي قبضة حماس.. ونتنياهو يحدد موعد نهايتها! |


.. إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية |




.. الناتو يقحم الصين في الحرب مع روسيا.. وأوروبا قريبا وحيدة |