الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن الطلباني، بل من اجل الحقيقة: لنتخلى عن النفاق والدجل في موقفنا ضد اسرائيل!

سليم مطر

2008 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في الأيام الاخيرة اثيرت زوبعة ضد السيد جلال الطلباني رئيس الجمهورية، لانه التقى الرئيس الاسرائيلي الاسبق، في مؤتمر الاشتراكية الدولية، بصحبة الرئيس الفلسطيني.. نعم لاحظوا جيدا، بصحبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس!!!!
بغض النظر عن خلافنا المعروف مع السيد الطلباني والقيادة القومية الكردية بسبب سياستهم العنصرية التوسعية الانفصالية، الا اننا رغم ذلك، نعتبر هذه الزوبعة الاعلامية السياسية ضد أي حوار مع اسرائيل، تعبير عن ذروة النفاق والدجل الذي يسود العقل السياسي العراقي.
بالله عليكم، قليلا من الصدق والضمير،اعرضوا المسألة التالية حتى على الاطفال:
ـ الحكومة الفلسطينية الشرعية والبرلمان الفلسطيني والقوى الحزبية الفلسطينية، كلها تعترف بأسرائيل وتتعايش وتتحاور معها بصورة علنية ورسمية!
ـ جارتنا العزيزة الاردن، نفس الحالةّ!
ـ جمهورية مصر، زعيمة العالم العربي وماسكة الجامعة العربية، نفس الحالة!
ـ حتى ليبيا زعيمة الامتين(الجماهيريتين الخضراويتين) العربية والافريقية، نفس الحالة!
ـ غالبية الدول العربية، لها علاقات سرية وعلنية مع اسرائيل على مختلف الاصعدة!!
طيب ، لماذا نحن فقط، علينا وحدنا يطبق هذا التحريم والمنع، ونتهم بالخيانة والمروق والكفر كل من يصافح مسؤولا اسرائيليا؟!
يا اخوان، دعونا لمرة واحدة في حياتنا نمتلك الشجاعة ونكون عراقيين حقيقين وننظر الى واقعنا ونتخلص من الزعيق بالشعارات والبطولات والمحرمات التي يفرضها علينا الآخرون من خارج بلادنا، وكأننا نحن ابناء العراق (ولد الخايبة)، يطبق علينا وحدنا، ما لا يطبقه الآخرون على انفسهم.
لماذا نحشر رؤوسنا في الاطيان. كفانا جعجعات وخطابات منافقة نصرخ بها رغم عدم ايماننا بها ابدا. كم من الاعوام ضيعناها في حروب تافهة من اجل شعارات ثورجية لا ناقة لنا بها ولا بغل:
ـ شعارت الوحدة العربية من الخليج الثائر الى المحيط الهادر.. وتدبير الدسائس والمؤامرات والانقلابات والحروب ضد الاشقاء والجيران من اجل ادخالهم بالقوة الى بيت الطاعة البعثية العروبية..
ـ شعارات تحرير فلسطين وتجييش الجيوش المليونية التي آذت الشعب الفلسطيني ولم تنفعه ابدا..
ـ اخيرا ومنذ سنوات،اتتنا شعارت الامة الاسلامية لتحولنا الى مطايا تابعة الى القوى الاسلامية العالمية، ايرانية وسلفية بن لادنية، وهلم جرى..
ـ طبعا، يضاف الى كل هذا، شعارات كردستان الكبرى وتكوين الامبراطورية الكردية العظمى الممتدة من البحر الابيض شمالا الى الخليج العربي جنوبا، التي ستستولي على ثلث العراق وربع ايران وثلث تركيا وربع سوريا؟؟!!
كل هذه الشعارات العنترية الخيالية هي السبب الاول والاكبر في كل معانات شعبنا منذ اجيال واجيال، لانها ادخلتنا في صراعات وحشية فيما بيننا وكذلك ضد جيراننا، وجلبت لنا العداوات الداخلية والخارجية.
اني اتحدى أي من هؤلاء الزاعقين برفض اية علاقة عراقية مع اسرائيل، ان يصرح بكلامه هذا ضد الاردن او مصر.. علما بأن غالبية هؤلاء العروبيين والاسلاميين الثورجية لهم علاقات حميمة مع مصر والاردن، بل الكثير من قادتهم يقطنون هناك؟؟!!
لماذ هذا النفاق، لماذ هذا الدجل؟!
* * *
نرجو ان لا يفهم من كلامنا هذا، على انه دعوة لدعم سياسة اسرائيل ومعادات حقوق الشعب الفلسطيني. لا ابدا. بل بالعكس، ان تجربة كل من مصر والاردن مع اسرائيل، بينت بأن العلاقات الرسمية والدبلوماسية، يمكن ان تساهم بالضغط السياسي والدبلوماسي على اسرائيل لتعديل سياستها وكذلك دعم حقوق اخوتنا الفلسطينيين.
ثم ان العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين العراقية والاسرائيلية، لا يمكن ان تمنع القوى الحزبية والمدنية العراقية من الكفاح الانساني والسياسي لدعم حقوق اخوتنا الفلسطينيين.
ان تجربة الاعوام الستين من الحروب والقطيعة مع اسرائيل، بينت بصورة حاسمة استحالة حل المشكلة الفلسطينية بهذا الاسلوب العنفي العدائي. فلا موازين القوى لصالحنا، ولا القوى العالمية تسمح بذلك. وكانت حصيلة هذه السنين الطويلة من العداء والحروب، كوارث رهيبة على شعوب الشرق الاوسط وعلى الشعب الفلسطيني خصوصا. ان جيوشنا(الجرارة) وعنتريات قادتنا الاشاوس، بدل ان تلقي اليهود في البحر، حسب ادعاءاتهم، ادت الى القاء نصف الشعب الفلسطيني في متاهات الاذلال والتشتت في انحاء العالم.
يكفينا ان نذكر بالحقيقة الدامغة التالية التي تتحدى كل ادعاءات الثورجية :
ـ ان غالبية ضحايا الفلسطينين قتلت على يد الجيوش والميليشيات العربية في الاردن ولبنان؟؟!!!!
نعم، لقد آن أواننا نحن ابناء العراق الجريح، ان نعلن كلنا بصوت واحد، قادة ونخب سياسية ودينية وثقاقية، عرب واكراد وتركمان وسريان، حداثيون ودينيون:
ها نحن بعد هذه السنين الطويلة العجاف من الخيبات والكوارث، قد نضجنا وتخطينا عمر الطفولة والمراهقة واصبحنا قادرين على التحرر من تبعيتنا الذليلة للقوى الخارجية، عربية واسلامية وعالمية..
ومن اولى علامات نضجنا وتعقلنا، اننا تخلصنا الى الابد من تلك الشعارات المنافقة العنترية الغوغائية الطنانة الفارغة القاتلة، واصبحنا نحكتم الى العقل والواقع ونتبع سياسة برغاماتية وسطية معتدلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط