الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرح اليوم أو مسرح الستين كرسيا

سميرة الوردي

2008 / 7 / 5
الادب والفن


تتصاعد الأنفاس وتتحلق العيون المعدودة وبرغم من صغر المساحة يصر القادمون ويوافقون على الوقوف فالستين مشاهدا يتضاعف عددهم لمشاهدة العرض المسرحي بشغف ورغبة حقيقيتين ، يتحرك الممثلون على تلك الخشبة الصغيرة والتي لايفصل بينها وبين الجمهور أي فاصل سوى قوة الإرادة بتقديم أعمال مسرحية هادفة . وبالنتيجة أعمال مسرحية خلاقة تتجسد فيها قدرة الممثلين والإداريين من مخرجين ومنتجين على تقديم أعمال عالمية ومحلية قد تعجز فرق أخرى عن تقديمها بالرغم مما يتوفر لها من سبل إنتاج مادية ومعنوية .
إنها إحدى التجارب ، مع مسرح اليوم أو مسرح الستين كرسيا ، التي غطتها سنون الغربة ولكنها لم تستطع اقتلاعها من وجيب القلب والفكر .
سنين رحلت لتترك في الروح شوقا الى تلك الأماسي التي كان من الممكن أن تستمر لولا نزوات الطغاة ومحاربتهم لكل ما هو خير وجميل .
المسرح عالم سحري نستكمل منه ما ينقصنا في حياتنا .
فالفنون نسغ الحياة وتوهجها ، من منا لم يقف مذهولا أمام لوحة فنية ، أو مقطوعة موسيقية أو لحن من حنجرة مبدع ، ومن منا لم يخرج بفكرة نابضة بالحياة والحب إثر قراءة كتاب أو سماع حكمة .
الفن ذلك القائد الساحر المنقذ للروح مما يعلق بها من هموم وميقظ لها من سطوة الواقع المرير الذي نٌرغم على قبوله ولكنه يحفزنا لرفضه ، فمقياس رقي أي مجتمع هي فنونه ، فإشاعة الفن في المجتمع هي إشاعة للسلام وللمحبة والتآلف بين كل مكونات الناس .
كم جميل أن نرى طوابير الخارجين من المسرح أو من معارض الفنون التشكيلية أو من حدائق اتحاد الأدباء إثر لقاء أدبي .
الندم عملية سهلة لوكان ما نندم عليها نحن سببه ولكن كيف الندم على حياة انقضت ضمن سياقاتها الظرفية ، كيف نُحمل أنفسنا وزرا لسنا مسببيه .
( لا تندم على ما فات )
نعم الجميع لا يندم على ما فات لو كان ما فات قليلأ، ولكن ما فات عمر بأكمله ، ما فات هو الحياة بكل جمالها وروعتها وطموحها ، بل هو خروج من الحياة ودخول لظلام لم تكن له نهاية .بل رعب دائم لم يخففه سوى الغربة داخل الوطن وخارجه ، ففي الداخل تحملنا الحرمان من كل أنواع الفنون الا الهابط منها والمتملق ، وتحملنا الحصار وملاحقة الموت لنا في كل وقت وحين . وفي الغربة تلاحقنا الهزيمة والإندحار فمهما قدمنا وارتقينا فنحن غرباءٌ عنهم وبعيدون عن وطننا وأحبتنا ، وستبقى مشاعر الغربة تلاحق كل من تغرب .
المسرح هذا العالم الجميل الممتلئ بالحيوية والحياة أثار لدي ذلك الحنين الدفين لتلك الأيام التي قدمنا فيها مسرحية الحفارة وروح اليانورا وهي نصوص عالمية من الأدب السوفيتي ،
وقد أثار لدي شعور قوي أن لا حياة بدون فن ، فالفن هو الواجهة الحقيقية للحياة ، وأي مجتمع يخلو من الفن يخلو من الحياة .
حلم أن نحيا !
حلم أن نعمل !
حلم أن نكون !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ