الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


باعتقادي أن العراقيين الآن هم على السكة الصحيحة باتجاه إيجاد فعل ديمقراطي حقيقي على أرض الواقع، و ذلك أن من أهم أُسس العملية الديمقراطية هو اختبارها كممارسة على أرض الواقع، و إذا كانت هناك استثناءات على أرض الواقع من أحزاب طائفية و قومية عنصرية، و إذا كانت هناك مجاميع تقف بالضد من الممارسة الحرة لعملية الاختيار المنطقي التي تتم عبر آليات الديمقراطية! فإن الممارسة بحد ذاتها كفيلة بالقضاء عليها.
و من جملة هذه الظواهر ـ الديمقراطية و نقيضها ـ ما تشهده الساحة العراقية من قضيتي "انتخابات مجالس المحافظات" و "استخدام الرموز الدينية في الانتخابات"، فالبعض استثنى مناطقه ـ ذات النمط الواحد ـ من الانتخابات لا لأن ذلك يتعلق بمسألة قانونية بل فقط كراهية للديمقراطية و خوفا من أن يستيقظ المواطن المنوم مغناطيسيا على جبل المشاكل التي يعاني منها و الكم الهائل من حقوقه المسلوبة، و هذا الطرف الذي يعتبر كلمة ديمقراطية عدوا فكريا و سياسيا يروج منذ الآن و رغم أنه مستثنى من عملية الانتخاب، يروج للقوائم المغلقة و بشتى الحجج و التبريرات و ذلك تحضرا للمستقبل الأسود الذي ينتظر الأحزاب القومية بعد أن فقدت مبررات وجودها بعد نهاية الدكتاتورية و قيام نظام قانوني مبدأه المساواة بين كل المواطنين.
و طرف آخر يتعامل مع مسألة استغلال الرموز الدينية بطريقة تثير فعلا استهجان و سخط المواطن الذي بدأ يتعرف على آليات الديمقراطية و كيفية بناء نظام قانوني حقيقي عبر الممارسة، فهناك حزب وحيد الآن يرفض و بعناد ذلك الإجماع الوطني و حتى موقف المرجعية التي صرحت بما لا يقبل الشكّ أنها محايدة و تقف على المسافة نفسها تجاه كل العراقيين و ترفض استغلال اسم المرجعية ـ ممثلة بالسيد السيستاني ـ من قبل أي حزب كان، لكن هذا الحزب أو التنظيم السياسي "ذو القيادة الوراثية ـ و ستثبت الأيام ذلك من خلال قرب تغير الوجوه في هذا التنظيم" يحاول الدخول في العملية الانتخابية عبر اللعب بالعواطف الدينية و استغلال الشعور الإيماني و كأن الحكومة و البرلمان هو مكان لإفساح الطريق أمام الناس نحو الآخرة، بينما المواطن يريد أن ينتخب مرشحين يحملون لهم وعودا و برامج ينتظر تنفيذها على أرض الواقع، فالمواطن لم يعد بحاجة إلى الحسينيات و الصلوات و الشعارات الدينية التي أصبحت بديهية بحكم الحرية المتاحة.
من العيب و المشين على هذه الأحزاب الطائفية و القومية أن تستمر في الاستهزاء بالمواطن و احتقاره و كأن هذا المواطن ليس إنسانا ذكيا يعيش في عصر العولمة و التطور و بالتالي يمكن لهذا المواطن الاطلاع على خفايا الأحزاب و التنظيمات السياسية التي تعمل بالضد من مصلحة المواطن أو لا تهتم إلا بالغنائم التي تجنيها بعد كل عملية انتخابية.
أنا متفائل جدا بالعملية الديمقراطية رغم كل محاولات المستبدين الأقزام الذين يحاولون وضع الإشكالات و الألغام الطائفية و القومية لإيقاف عجلة التطور الديمقراطي في العراق، إلا أن الممارسة الديمقراطية و آلياتها المعقدة التي تفوت على المستبد كل فرصة لاحتوائها أو تحييدها على الأقل بما يمنع من انتزاع الحقوق من أيدي المستبدين، فقوة الديمقراطية تكمن في تعقيدها و تعددها و الذي يكفل رغم كل نواقصها كتجربة بشرية من أن تتوقف حسب رغبة فئة أو مستبد من المستبدين.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستأخذك إلى عالم أخر.. استمتع بمقطع من الأغنية الشهيرة -بيلا


.. ميليشيات الحوثي تنشر فيديو لحظة استهداف السفينة -توتور- وتؤك




.. عرض ماسك.. سيارات تسلا تبدأ من 25 ألف دولار


.. الاتفاق الدفاعي بين روسيا وكوريا الشمالية يثير مخاوف -الناتو




.. العازفة التونسية مديحة ناشي تتألق في العزف للأغنية التونسية