الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء طالباني - باراك والتبرير الغبي لمكتب الرئيس

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في لقاء حميمي بين الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس وزراء اسرائيل السابق ايهود باراك ضمن مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي عقد يوم أمس في العاصمة اليونانية ( أثينا ) ، بعد أن بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم ايهود باراك لمصافحة الطالباني وكانت ابتسامة الرئيس العراقي عريضة وهو فرح على ما يبدو بهذا اللقاء التاريخي الذي لم يجرأ عليه رئيس عراقي سابق طيلة تأسيس الدولة العراقية !!

ذلك كون ايهود باراك الذي يشغل منصب وزير الدفاع حالياً وسابقاً رئيسا لوزراء اسرائيل يعتبر في نظر العرب والعديد من دول العالم جزار الفلسطينيين واللبنانيين ، وكم أرتكب هذا الباراك من المجازر التي يندى لها جبين البشرية ، فجرائمه لا تعد ولا تحصى ، واللقاء معه يعني أحتقاراً للضحايا من الاطفال والشيوخ والنساء والشباب الذين قتلتهم آلة الحرب الاسرائيلية باوامر من قبل ايهود باراك ! وكم من الابرياء العزل من السلاح سحقهم هذا السفاح من دون اي شعور بالانسانية ! واذا كان الفلسطينيون يعتاشون على المساعدات الاسرائيلية والامريكية وهم ينعمون بهذا الاحتلال منذ اكثر من ستين عام ، فأن العراق بلد ثري بثرواته الطبيعية والبشرية ولا يستجدي المال والعطف من أحد !

وما هذا اللقاء الذي أظهره الاعلام العالمي عبر وسائل الاعلام والذي جعل من الاسرائيليين ان يفرحوا كثيراً لكون اول رئيس عراقي يصافح وبحرارة قاتل الابرياء والمنكوبين باراك ، وبالمقابل فقد غضت الطرف قناة العراقية التابعة للحكومة العراقية عن هذا الخبر المهم وجعلته في طي النسيان وكأن الشعب العراقي غبي ولا يكترث لهذه الامور الحساسة جداً !

والمضحك بالامر فقد سارع مكتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني في بغداد لتبرير هذا اللقاء بانه جرى ما بين الطالباني الذي يتزعم حزب الاتحاد الكردستاني وما بين باراك الذي يتزعم حزب العمل الاسرائيلي ، فكان لقاءً حزبياً وليس حكومياً !!

تبرير تافه من قبل مكتب الرئيس ولا يمت للحقيقة بصلة ، وطبعاً هذا التبرير صادر من قبل الحزبيين الكرديين اللذين دائماً يجدوا مبررات غير مقنعة لافعالهم التي جرجرت العراق الى مطبات وانزلاقات خطيرة ستكون نتائجها وخيمة وليست في صالح العراق ، ومن قبل طالباني فثمة هوشيار زيباري الذي صافح سليفان شالوم وزير خارجية اسرائيل في هيئة الامم المتحدة ! ويتضح من هذه اللقاءات التي بدأت تتكرر ما بين الحزبيين الكرديين وما بين الحكومة الاسرائيلية انهما تربطهما علاقات متينة على عكس ما تحاول هذه الاحزاب نفيه منذ سنوات من تهم تغلغل الموساد الاسرائيلي داخل مناطق النفوذ الكردي في شمال العراق !

كما وان لقاء باراك وطالباني لا ضير فيه كون ان الزعيمين كلاهما يداه ملطخة بدماء الابرياء ! فباراك قتل الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم وارتكب افضع المجازر ، بينما جلال الطالباني بطل مجزرة بشتاشان ومجازره أخرى كثيرة داخل شمال العراق ! وهنا يكون اللقاء ذات مبرر معقول ، أما التبرير بلقاء حزبي فهذا ما لا يقبله العقل على الاطلاق !

والمهم بالموضع ليس التبريرات التي اطلقتها الاحزاب الكردية عبر مكتب رئيس الجمهورية والذي لم يعترف به العراقيون كرئيس لهم وهو يعرف ذلك جيداً وتعرفه المنطقة الخضراء أكثر من غيرها ، لكن التبرير اكد أن جلال الطالباني ليس رئيساً للجمهورية فهو زعيم حزب فقط ! وهذه الطابة أكدت على مدى سذاجة مكتب الرئيس والذي كتب التبرير له !!

لكننا لم نسمع أي شجب او استنكار لهذا اللقاء التاريخي بالنسبة لاسرائيل والمخزي بالنسبة للعراق من قبل البرلمان العراقي او من قبل الحكومة العراقية ! وهذا يعني ان الحبل على غاربه ولا شعور بالمسؤولية التاريخية والوطنية وكل المؤشرات تؤكد أن الاحزاب الكردية عازمة على تدمير العراق اكثر فاكثر ، وقد يقول قائل أن بعض العرب تربطهم علاقات وسفارات مع اسرائيل ؟ وهذا معروف للجميع لكن العراق وضعه الامني والسياسي والصراعات الدينية والسياسية التي في داخله والذي تحول من خلالها الى ساحة لتصفية الحسابات والنزاعات على حساب الشعب العراقي المغلوب على امره ، لا تسمح له تلك الظروف باقامة علاقات مع هذا الكيان المجرم على الاقل في هذه الظروف الصعبة ، إلا ان تصرفات الاخوة في الحزبيين الكرديين ، هي تصرفات الهدف منها تدمير الشعب العراقي وانشغاله بالنزاعات الداخلية التي تعتاش عليها الاحزاب الكردية باستمرار ، ويبقى السؤال فاغراً فمه هل ثمة حكومة وبرلمان داخل العراق يدافعوا عن الوطن والشعب ؟ والجواب واضح ثمة لصوص وعملاء وجبناء من الدرجة الاولى داخل المنطقة الخضراء فقط !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو