الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-دكتور إشاعة-

سلوى غازي سعد الدين

2008 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


إن التصديق بالإشاعة والترويج لها أصبحت ظاهرة منتشرة بين أوساط المجتمع الشرقي والعراقي على وجه الخصوص، وبات الترويج لها أمرا واقعيا مسلما به اجتماعيا. إن تاريخ الإشاعة قديم جدا و موجودة و متداولة في كل المجتمعات المتخلفة فقبل عشرات السنين كانت الإشاعة من صنع النساء فقط و يصدق بها الرجال أما اليوم فصناعة الإشاعة والرعب هي من صنع الرجل و النساء تصدق بها.
خصوصا بعد تحرير العراق و دخول الجيوش الغربية إلى العراق فقبل أيام ظهر طبيب على شاشة قناة بغداد بطلعته "البهية" و قبل أن يدخل في أي موضوع "طبي"!! بث إشاعة خطيرة جدا من خلال برنامج صحي متهما القوات الأمريكية بالقيام بخطف الأطفال العراقيين المصابين بعاهات و أمراض قلبية إلى الولايات المتحدة ونسي هذا الطبيب أن إشاعته باءت بالفشل لأنه أصبح واضحا أن قناته الفضائية هي التي تقتل الأمل في نفوس العراقيين وان هذا الطبيب هو نفسه الذي كان يعمل على إبقاء و إطالة أمد حكومة صدام و إشاعة الأكاذيب و الفوضى والحقد والكراهية ضد الغرب ولا أدري ماذا يريد هذا الطبيب المختص بالإمراض القلبية.
يبدو أن هذا الطبيب في حقيقته دكتور "إشــاعة" خريج قسم الإشاعات في مخابرات البعث و هناك عدة أسئلة نطرحها على الطبيب:
ماذا ستفعل مع هؤلاء الأطفال المرضى المساكين الذين هم بأمس الحاجة إلى المستشفيات و الأجهزة الطبية و الأطباء الذين يملكون أرقى الخبرات الإنسانية.."؟
هل تتركهم على الأسرّة الجلدية الملوثة و الممزقة لكي يموتوا؟ أم سترش عليهم المواد الكيماوية لكي تستريح منهم؟ أم تود أن تبقى معاناة هؤلاء الأطفال الأبرياء سرا في بئر من آبار صدام ومنع وسائل الإعلام عن كشف قضيتهم، مثلما كان يفعل صدام و البعث النازي بالمرضى إذ بان العهد البائد؟ هل ستقوم بمعالجة بعضهم حسب الدرجة الحزبية أو التطرف المذهبي البعثو قومي؟ أم سيقوم "هذا الطبيب"!! بإقناع هؤلاء الأطفال بتفجير أنفسهم ثم يلقي التهمة على "أمريكا" و "إسرائيل"!!.
وأمثال هؤلاء الذين يبثون السموم من خلال برامج وقنوات فضائية فاسدة تعمد على بث الفوضى وإشغال العقل العراقي عن روح المحبة والسلام وأخيرا نأمل من العراقيين أن ينبذوا أمثال هؤلاء المصابين بالإسهال الثقافي الذي يعتمد على الأكاذيب وإشاعتها وهذا النوع من التهريج ليس طارئ ووارد اليوم بل هو امتداد عاشه وعانى منه العراقيون في عهد السابق حينما كان صدام يجوع ويحرم أطفال العراق من الدواء والمعالجة في الخارج ويقتلهم بالآلاف ويلقي باللوم على الغرب وإسرائيل.
Email: [email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة