الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين الابداع والمتلقي

صبيحة شبر

2008 / 7 / 6
الادب والفن



قبل التحدث عن نوعية العلاقة ، التي تربط بين الإبداع والمتلقي ، لابد من توضيح ما هو الإبداع ؟ وما هي الأسباب التي تجعل المبدع ، يلجأ إلى نوع معين من الأنواع : كيف يعبر عن نفسه ، واصفا العقبات التي تفسد عليه بهجة الحياة، وتحول بينه وبين التمتع فيها ، ثم يبين السبل الناجعة للخروج من الأزمات المتلاحقة ، التي تحيط بمن كان ذا رؤيا خاصة ، لا تنسجم مع وجهات النظر، المهيمنة على المجموع ، والتي لا تتوافق مع الرأي العام ، وسواء أكان الإبداع فنا او أدبا ، فلكل مبدع طريقته الخاصة للتعبير ، عما يجده من سدود مانعة ، ولماذا يبدع الإنسان ، ومن هم الأشخاص الذين ، يحرص على مخاطبتهم وكسبهم ، للوقوف في صفه إزاء عدد من القضايا ، التي يجد نفسه مرغما على التوافق معها ، خوفا اغلب الأحيان أو اضطرارا او رغبة.
أظن أن كل مبدع بحاجة ، إلى من يتلقى منه الإبداع ، فالأديب يرغب أن يقرأ الناس نتاجه الأدبي ، والرسام يطمح إلى أن تطلع فئة من الجماهير ، على رسوماته ، والعازف يأمل وصول ألحانه ، إلى من وضعها من أجلهم ، والممثل يحب ان تصل رسائله ،إلى عدد كبير من الناس ، وان كان للإبداع رسالة معينة ، يحرص المبدع على إبلاغها ، وانتقاء الطرق الجميلة ،لوصول هذه الرسالة للمرسل إليهم ، وان كانت هذه القاعدة لا تخلو من استثناء ، فقد وجد مبدعون لا يحبون أن يطلعوا الناس على نتاجهم الفني ، فماتوا وعرف بعد رحيلهم ، أنهم مبدعون.
الإبداع مختلف ومتعدد ، وقوانين تلقيه والإعجاب به ، قد تتشابه رغم اختلاف طرق توصيله ، وأدواته الفنية ، الحرص على الجمال والسمو بالمعاني ، والسعي نحو العواطف النبيلة ،والارتقاء بذوق الجماهير المتلقية.
فهل استطاعت الفنون العربية ان تجد متلقيها ؟ وما هي نوعية تلك العلاقة بينهما ؟وهل تمكن الأدب العربي( باعتباره يحظى بجل الاهتمام مقارنة بالفنون الأخرى) هل نجح الأدب العربي في توطيد العلاقة بالمتلقي ؟ وما نوعية ذلك المتلقي، في ظل هيمنة الأمية ،على اغلب الجماهير العربية ، وتخليها عن حماستها نحو الكتاب العربي ، التي كانت تحملها له في العقود الماضية ، وسيطرة الثقافة الواحدة ، التي تسعى إلى فرض مثال واحد ،ومبادئ معينة ، وإلغاء الأنواع الأخرى ، وكيف يتمكن الأديب العربي ، شاعرا ام قاصا ام روائيا ، من الوصول الى الجماهير العربية ، ومخاطبتها ، بعد أن سادت ثقافة الفضائيات ، ولغة الهجوم على الآخر وتشويه آرائه ؟ وهل يستطيع القراء على قلتهم ان يستجيبوا للأفكار والرؤى التي يدعوهم إليها الأديب العربي ؟ ولا سيما من كان يمتلك ثقافة واضحة ، وهل ان خطاب الأديب يمتلك الوضوح ؟ والعناية بالفن في آن واحد ؟ ولماذا أصبح الأدب العرب في واد ، والجماهير المتلقية في واد آخر ، قد يكون مغايرا ومتناقضا ، ومن يستطيع ان يقرب العلاقة بين الاثنين ؟ هل هي الصحافة ؟ أم الناقد الأدبي ؟ ونحن نشهد ان الساحة الأدبية ،قد تخلو منه ، الا بعض الأقلام القليلة جدا ، ويمكن ان نطلق عليها صفة الاستثناء.
كيف يمكن للأديب ان يتواصل مع جمهوره ؟ هل الصحافة الالكترونية التي تنتشر فيها الكتابات الغث منها والسمين ، أم الصحافة الورقية التي تكاد تحتكر النشر للأقلام المشهورة جدا فحسب.
وكيف تتطور العملية الإبداعية ؟ أليس بنقد المتلقي الدقيق والمدروس ؟ وهل يستطيع كل قاريء ان يحسن النقد ويجيده ، أليس هناك شروط كثيرة قد لا يتقنها العديدون.
وهل أن الإبداع حقيقة ثابتة ام متغيرة ، ككل المفاهيم التي تتعرض للتطور والتغيير ، في عالمنا المعاصر ، فالقصيدة التقليدية الكلاسيكية ، لم يعد لها تلك القداسة، التي كانت تجعلها تستحوذ على الألباب ، وظهرت فنون أخرى تستحق الإعجاب ، فما هو الفيصل في تحقق العملية الفنية او عدمها ؟ هل هم فئة تتميز بالثقافة العالية ،من المثقفين والمبدعين ، أم الجمهور المتابع لعملية الإبداع ؟ ، وكيف يمكن للإبداع ان يستمر ، على كونه ثوريا يدعو إلى تغيير العلاقات الحاكمة للمجتمع ، في ظل هيمنة الفكر الجمودي الراهن ، والذي يدعو الى سلطة الراهن ، والإبقاء على السائد ، رغم ما يمثله هذه الأخير من بقاء الظلم ،والاستحواذ على مناطق النفوذ ، دون تمكين القوى المستحقة كي تنال ما تطمح إليه من نفوذ ، لتصل مع الجماهير الشعبية ،الى تحقيق المكتسبات الثقافية والفنية
لم يعد الأدب العربي يحظى بالاهتمام ، كما كان في العقود التي مضت ،فما هي الأسباب ؟ وكيف يمكن ان تعود له البهجة المفقودة ، والألق القديم ؟ أظن بعودة الكتاب مجددا الى الصدارة في الاهتمام ، وتشجيع الناس على القراءة ، وتحفيز المبدع على الكتابة والطباعة والتوزيع ، ومضاعفة الدعم المقدم للكتاب
صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف