الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق النظام الايراني وما يهمنا نحن العراقيين

عزيز العراقي

2008 / 7 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد سلسلة الرفض التي ابداها النظام الايراني خلال السنوات الماضية بشأن التوقف عن عمليات تخصيب اليورانيوم , اظهر هذه المرّة مرونة جادة و(مرتبكة ) في جوابه على سلة الحوافز التي جاء بها ممثل السياسة الخارجية الاوربية خافير سولانا . وهذه المرونة ليست بعيدة عن سلسلة العقوبات التي صدرت بحق النظام من قبل مجلس الامن والامريكان , واخيراً الاتحاد الاوربي الذي فاجأ ايران بشدة الاجراء الذي اتخذه , والقاضي بتجميد ودائع بنك " ملي " الايراني في اوربا وايقاف التعامل معه . هذا التطويق والعزلة التي بدءت تعاني منها ايران انعكست في ارتفاع اسعار جنوني للمواد الغذائية والاستهلاكية في السوق الايراني , مما ولد حالة تذمر تنذر بعواقب وخيمة على تماسك وسلامة النظام . وقد اربكت هذه الوضعية وحدة الاداء لدى مراكز القوى في النظام الايراني , وتضاربت التصريحات لدى ممثلية . ولاول مرّة ينسحب رئيس الجمهورية احمدي نجاد من الساحة الاعلامية ولم يظهر بتصريحاته النارية خلال الاسبوعين الماضيين , ووصل الارباك لاجبار شخصية بثقل " ولايتي " وزير الخارجية السابق والمستشار السياسي للولي الفقيه علي خامنئي , لتغيير تصريحه في اليوم الثاني ومن خلال التلفزيون الرسمي بعد ان عكس قبول النظام لسلة الحوافز الغربية في اليوم الاول .

ومما لاشك فيه ان حالة الارباك هذه تجسد الصراع الذي اخذ يفكك وحدة عمل مؤسسات اتخاذ القرار السياسي الايراني , والتي ترجع صيغة بناء عملها للتأثير الحاسم للامام الراحل الخميني , وتعتمد في الاساس على تبعية هذه المؤسسات لكاريزما الامام الراحل وقوة شخصيته , وتمثل اغلب رجالات النظام لارادته حيث يعتبر الخروج عليها خروج على الشريعة . وبوفاة الخميني فقد النظام اكبر دعائم استمراره , رغم وجود هياكل المؤسسات الدستورية , ومن بينها " مجلس الخبراء " الذي ينتخب المرشد الاعلى .
ان مجرد عملية( انتخاب ) المرشد الاعلى , سيضع هذا المركز الرئيسي لادارة النظام في دائرة التجاذبات السياسية والمصلحية , ويفقده السطوة الروحية التي هي سبب قوته . والنظام الايراني وفق هذا البناء سيتعرض لاشكالات تنهيه باسرع مما يتوقع مناصروه . ولولا وصية الامام الراحل الخميني بتنصيب السيد علي خامنئي لما تمكن " مجلس الخبراء " ولا كبار رجال الدين من الاتفاق على شخص واحد , والحركة الشيعية في ايران فيها الكثير من الاتجاهات السياسية بما فيها اليسارية .

ان الوضع المأساوي الذي خلقه النظام الايراني - قبل ان تشتعل الحرب لاسامح الله - افقده تماسكه امام مشكلة الاستمرار في تخصيب اليورانيوم والسير نحو الهاوية , كما تبدت في الحصار السياسي والاقتصادي الذي انعكس في تجويع الملايين من الشعب الايراني . او التوقف عن التخصيب وتلبية طلب المجتمع الدولي , والعودة لاعادة بناءالثقة وتأهيل النظام مرة اخرى , وهذا له ثمنه الفادح ايضاً , والذي سيدفع هذا الثمن اكثر هو الجناح المتشدد في السلطة , والذي يقبض على مفاتيح القوة في النظام , وسوف لن يسمح بهزيمته المخزية باي ثمن .
ولعل التحذير المنشور في صحيفة " الحياة " يوم 20080704 الذي اطلقته المحامية الايرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام , يوضح ( الحيرة ) التي تلبست الوجود الايراني , سواء النظام ام الشعوب الايرانية المغلوبة على امرها . وتؤكد عبادي من ان " كارثة " ستنتج من حرب على ايران , او من عقوبات اقتصادية جديدة تفرض عليها بسبب برنامجها النووي . وقالت عبادي في كلمة القتها في طهران : " لانعارض عملاً عسكرياً ضد ايران فحسب , بل كذلك العقوبات الاقتصادية . فهي ستنشر البؤس في ايران , وسنبذل اقصى ما يمكننا لتجنب هذه الكارثة " .

ان الذي يهمنا نحن العراقيين هو ان لاتتعرض الشعوب الايرانية الشقيقة والصديقة ل" الكارثة " التي تحذر منها داعية السلام الايرانية شيرين عبادي , والتي يراها كل ذي عين بصيرة , نتيجة السياسات المجنونة للنظام القومي الطائفي الايراني الذي يحفر قبر بيديه , وحاله ليس افضل من حال النظام الصدامي في ايامه الاخيرة مهما حاول من اظهار التماسك , او ( القبول ) بجرعة الموافقة على سلة الحوافز الاوربية . وعسى ان تنتبه ذيوله في بعض الاحزاب الشيعية العراقية , وتكف عن تجنيد نفسها لخدمة اجندته , وتنفيذ مشاريعه الدموية في العراق .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني