الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتدرب في عالمنا العربي

هشام اعبابو

2008 / 7 / 6
الادارة و الاقتصاد


كل واحد منا, كان يوما ما, أو سيكون متدربا في يوم من الأيام بإحدى الشركات والمقاولات, وهو منصب في أغلب الأحيان غير مدفوع الأجر و هي تجربة يلجأ لها الشباب و المتخرجين من الجامعات و المعاهد و حاملي الشهادات, لزيادة تجاربهم و الإحتكاك مباشرة و عن قرب , بسوق العمل و متطلباته, تجربة يفتخر كل متدرب بنشرها و عرضها في الوثيقة التي تصاحب طلب العمل و التي تعطي معلومات هامة عن مسار المتخرج الدراسي و الثقافي و التجارب المهنية التي مر بها ذاك المتخرج أو حامل الشهادة, و تكون له سندا في الحصول على وظيفة, يبدأ بها مشواره المهني , لهذا الغرض, نجد في الدول الغربية و المتطورة كاليابان وألمانيا غيرهما من الدول المتقدمة, يعطون أهمية كبيرة لفترة التدريب و للمتدرب, فتجدهم يوفرون له كل الوسائل اللازمة و الضرورية لتدريبه, من تقنيات حديثة و طرق و علوم متخصصة حتى يجعلون المتدرب يحصل على كل ما سيحتاجه في فترة تدريبه, باعتبارها مرحلة جد هامة, في تكوين المتدرب و انطلاقة لغزوه عالم العمل المليء بالصعوبات و التعقيدات و التحديات, وتكون فترة التدريب تلك, بمتابة حجرأساس يبني المتدرب منه أساسات مستقبله المهني, حتى يكون فردا فاعلا و فعالا و منتجا, في المستقبل و قادرا على رفع التحدي.أما في بلداننا العربية, فالعكس هو السائد للأسف الشديد, فالمتدرب في عالمنا العربي من خليجه إلى محيطه, ينظر له على أنه شخص متطفل على الشركة أو المؤسسة و هو شخص غريب غير مرغوب فيه, بل أكثر من ذلك, فالعديد من موظفي الشركات ينظرون للمتدرب على أنه شخص شرير أتى ليأخد منصب و وظيفة أحدهم, خاصة إن كان ذلك المتدرب أصغر سنا و أكثر كفاءة , فتجد الجميع يستقبلونه بالوجوه المعبسة والمكشرة, و بفضاضة في القول و الأفعال و يذهب البعض منهم إلى تهميشه و تجاهل وجوده حتى يمل و يستفز و يعدل عن فكرة قضاء فترة تدريب في تلكم الشركة أو المؤسسة,أكثر من ذلك فتجدهم في بعض الأحيان يرفضون تدريبه و تعليمه أدنى شيء في فترة تدريبه مقتصرين على جعله يقضي لهم حوائجهم من تسخيره و جعله يقوم بأعمال لن تفيده بتاتا في تدريبه أو مساره التكويني و المهني , و إن سألتهم عن سبب قساوتهم و سلبيتهم تلك, يقولون لك بأنهم هم بدورهم مروا من نفس الممر, حيث مورست عليهم كل وسائل التعسف و الإدلال, عندما كانوا بدورهم شبان متدربون و هكذا ..لتبقى الموارد البشرية و العنصر البشري هو الضحية الأولى و الكل يعلم خاصة في الدول المتقدمة بأهمية و مكانة الموارد البشرية, باعتبارها ثروة أساسية والمحرك الرئيسي و الأساسي, في إنتاج الأرباح والثروات و في ازدهار الشركات و المقاولات و بالتالي اقتصادات الدول, إن تمت العناية بها و تشجيعها و إلهامها,أنتجت و أثمرت و أعطت أكلها, و إن تم تحقيرها و تهميشها,كما هو الحال في أقطارنا, تهاوت و تحطمت و رأت في الهجرة إلى الخارج,سبيلها و ملاذها الأخير, تاركة وراءها, اقتصادات متدهورة و ضعيفة, بسبب إهمال و تحطيم أهم و أثمن عنصر في سلسلة الإقتصاد, ألا و هو العنصر و المورد البشري و الذي بدونه لا وجود لقتصاد و لا لدولة قوية من دونه..
هشام اعبابو









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الساعة | رئيس الصين يزور فرنسا وسط توترات اقتصادية وتج


.. الاقتصاد أولاً ثم السياسة .. مفتاح زيارة الرئيس الصيني الى ب




.. أسعار الذهب اليوم الأحد 05 مايو 2024


.. رئيس مجلس النواب الأميركي: سنطرح إلغاء الإعفاءات الضريبية عن




.. ملايين السياح في الشوارع ومحطات القطار .. هكذا بدا -الأسبوع