الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية

خضير حسين السعداوي

2008 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الإذاعة العراقية كوسيلة إعلامية مهمة في ذلك الوقت والتي لعبت دورا كبيرا في حياة الشعب العراقي في المجال السياسي والفني والإعلامي ونظرا لأهميتها أصبحت هدفا مهما لكل مغامر عسكري يريد أن يقلب نظام الحكم ويستولى على السلطة بالقوة فكثير من المحاولات نجحت ليس بسبب دقة الخطة الموضوعة للانقلاب وإنما بسبب السيطرة على الإذاعة واذاعت البيان الأول والذي غالبا ما يبدأ بعد البسملة بمخاطبة الشعب العراقي أيها الشعب العراقي الكريم بعد الاتكال على الله وبمؤازرة المخلصين تم القضاء على الزمرة الباغية.........الخ حيث إن السيطرة على الإذاعة وإعلان البيانات عبرها يشجع العناصر الموالية للانقلاب أن تأخذ دورها في السيطرة على الأماكن الحساسة وكذلك وسيلة لإصدار الأوامر بإقالة الضباط الموالين للحكم إضافة إلى ذلك إن السيطرة على الإذاعة واذاعت البيانات يفت من عضد العناصر الموالية للحكم وغالبا ما يصدر الانقلابيون بيانات عارية عن الصحة تمويها أو تشجيعا لمناصريهم ويصبحون مناضلين أنقذوا الشعب من الظلم والفساد وتؤلف عن حركتهم الكتب ويتحدثون عن أنفسهم وبطولاتهم في قيام هذا الانقلاب والذي يتحول إلى ثورة شعبية بقدرة قادر أما في حالة فشل الانقلاب فيتحولون إلى زمرة من العملاء والمرتبطين بالاستعمار وأذنابه ويصدر الحكم بيان يؤكد به قيام مجموعة من المغامرين من أعداء الشعب والوطن ممن ارتبطت مصالحهم بالاستعمار وإذنابه بمحاولة انقلابية فاشلة للإطاحة بحكومتكم الوطنية ولكن يقظة الخيرين من أبناء قواتكم المسلحة و بمؤازرة الشرفاء من أبناء الشعب تم قبر المؤامرة الدنيئة وسينال المجرمون القصاص العادل على يد أبناء الشعب ......
وهنالك شواهد على أهمية الإذاعة في نجاح أو فشل الحركات الانقلابية ......
1- ثورة 14تموز عام 1958لولا السيطرة على إذاعة بغداد من قبل القوة المعدة لذلك بقيادة عبد السلام محمد عارف وإذاعته البيان الأول والذي مكن الجماهير الشعبية الموالية للثورة أن تكون قوة إضافية للحركة الثورية لتمكن النظام الملكي أن يقضي على الحركة دون شعور أو علم الجماهير والقوى المؤيدة للحركة وأحبطها كما في حركة العام 1941..
2- حركة عبد الوهاب الشواف العام 1959فشلت على الرغم من حصول هذه الحركة على إذاعة لاسلكية إلا أنها ضعيفة وبقيت إذاعة بغداد بيد الحكومة تذيع البيانات المناهضة للحركة وتصدر الأوامر عبرها
3- انقلاب 8شباط العام 1963 وكان هذا الانقلاب نجح بسبب سيطرته على الإذاعة وإذاعته البيانات الكاذبة عن مقتل المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم مما فت في عضد المناصرين من القادة العسكريين
على الرغم من إحاطة الجماهير الشعبية الموالية له بوزارة الدفاع ومطالبتها بالسلاح حتى إن آخر أمل كان للزعيم هو الشريط الصوتي والذي أراد إيصاله إلى الإذاعة ولكن الإذاعة كانت بيد الانقلابيين.....
4-حركة حسن سريع في معسكر الرشيد في تموز العام 1963 فشلت الحركة على الرغم من أن الحركة استطاعت أن تسيطر على المعسكر إلا إنها لم تستطع من السيطرة على الإذاعة لذلك انتهت هذه الحركة ولم يعلم بها احد إلا من خلال بث الخبر من الإذاعة بعد القضاء على الحركة..
5-انقلاب 18 تشرين الثاني العام 1963والذي أطاح بالحكم ألبعثي أيضا نجح بسبب سيطرته على إذاعة بغداد وإذاعته البيان الأول مما مكن الانقلابيين من القضاء على حكم البعث وتخليص الشعب من شرور الحرس القومي والذي عاث في الأرض فسادا ..
6- انقلاب 17 تموز عام 1968على الرغم من ضعف الحكم العارفي في تلك الفترة وتوقع وقوع حركة انقلابية في أية لحظة ولكن بقي للإذاعة دور مهم في هذا الانقلاب عندما أعلن البيان الأول..
من كل ما تقدم نخلص إلى إن وسيلة التغيير في الأنظمة الدكتاتورية هي الانقلابات العسكرية وما يرافقها من ضحايا أبرياء والسيطرة على الإذاعة حتى صار لدى المواطن شعورا أن أي انقطاع للبث الإذاعي حتى لو كان بسبب خلل فني فانه يتوقع حدوث حركة انقلابية......
هذه الانقلابات والمؤامرات لها الأثر الكبير في حالة التخلف في كافة المجالات وخاصة المجال السياسي لأنها شرعنت للحركات الانقلابية إنها الوسيلة الوحيدة والمثلى لتغيير أي نظام سياسي وهذه الحالة لم تقتصر على العراق وإنما معظم البلدان النامية كذلك رسخت ثقافة القوة في الوصول إلى سدة الحكم وأبعدت الجماهير ذات المصلحة الحقيقية قي قيام نظام ديمقراطي يقوم على مشاركة الكل في صنع القرار السياسي، ولذلك إن ما نواجهه اليوم أن قسما من القوى الوطنية تعيش بالعقلية السابقة وهي عقلية القوة وليس عقلية قبول الأخر الذي أيضا له الحق في إدارة الدولة وصنع القرار، علينا أن نرسخ ثقافة الديمقراطية والتي شطبت من القاموس السياسي في بلادنا طيلة العقود الماضية و كذلك ثقافة الحوار لأننا في مركب واحد وليس هنالك رابح فيما لا قدر الله لو أن رياح الفتنة الطائفية والإرهاب وأعداء العراق تمكنوا منا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م