الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض الاتفاقية الاستعمارية الامريكية الجائرة

محمد الموسوي

2008 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تحل بعد ايام الذكرى اليوبيلية لثورة 14تمـوز التي لاشـك سـتبقى خـالدة في نفوس وأفئدة الملايين مـن العراقيين وخاصـة الذين عاصـروا تلك الثـورة وعاشـوا أحداثها رغم إنها أجهضت قبل أن تكمـل عـامهـا الخـامس بانقلاب 8 شـباط الأسود الفاشـي وها نحن نعيش اليوم على أعتاب مرحلة خطيرة ة وحسـاسـة من الممكـن ان تترك آثارها على سـنوات طويلة قادمـة وحتى على أجيال لم تولـد بعـد. وتأتي الخطورة من النوايا الشـريرة التي تضمرها إدارة بوش ونائبه ديك تشـيني عبر ضمان الهيمنة العسكرية والسـياسـية والاقتصادية على العراق المحتل قبل رحيله في الانتخابات الأمريكية قبل نهاية العام الحالي.

اعتقـد ان بداية المخاطر الحالية قد حلت بالعراق منذ ان وقع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، بالأحرف الأولى، على ما عُرف بـ"الشراكة الإستراتيجية"، في أواخر تشرين الثاني/2007و يمكن اعتبار ذلك البداية المعلنة بوضوح للمعاهدة "المشئومة"، التي تسمح بوجود عسكري طويل الأمد في العراق بزعم حمايته من "تهديدات خارجية للعراق وضمان استقراره الداخلي". لقد برر رئيس الوزراء توقيع هذه "الاتفاقية" بقوله: "كان لابد أن ندخل في حوار مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل أن نحقق المطالب وهي أولاً: خروج العراق من البند السابع، ثانياً التمديد الأخير للقوات المتعددة الجنسيات فقط لعام 2008 ينتهي معها وجود العراق تحت البند السابع.... هذا كله يحتاج إلى اتفاقية ولقد أبرمنا اتفاقية تعاون مع الولايات المتحدة تعهدت بموجبها إخراج العراق من البند السابع"، فهل ً تعهدت فعلا الولايات المتحدة بذلك؟ إن إخضاع العراق للبند السـابع هـو ضـمن قرارات الأمم المتحـدة فلمـاذا هـذا التمـويه المتعمـد والربط المصـطنع بين إخراجنا منه وبين اتفاقية أمريكية تكرس الذل والعبودية؟ والذي لا يبدو انه يشـكل جزءا من الاتفاقية الجديدة ، وماذا لو حاول الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن ابتزازنا بنفس الطريقة الأمريكية وعدم الموافقة على إخراجنا من البند السـابع وهل إن قيود ذلك البند هي أسوأ من اتفاقية الاسـترقاق الأمريكية؟

إن أخر ما تفتق به جعبة احـد وزراء الحكومة العراقية هو تصريحه من واشـنطن بعد تأكيده على "أن المفاوضات العراقية الأمريكية للتوصل إلى اتفاقية إطارية إستراتيجية وأمنية حققت تقدما كبيراً و”أشرفت على نهايتها”، بأنها سـتحقق للعراق “مكاسب كبيرة” وسيكون “محسوداً من دول العالم” حال التوقيع عليها –عين الحسـود بيهـا عـود !- ولا أدري على أي من مصـائبنا سـيحسـدنا العـالم ؟ هـل سـوف نحسـد على خمسـة سـنوات مـن الاحتلال الغاشـم الذي كرس أبشع الأمراض الاجتماعية وترك أبواب العراق مشـرعة أمام عصـابات القاعـدة وغيرها من الصـنائع الأمريكية! ام ان العالـم سـوف يحسـدنا على مـا ارتكبه الأمريكان مـن فضـائع في سـجن أبو غـريب وامتهـان كرامة الإنسان العراقي وقتل الأبرياء بدم بارد مـن مرتزقته/؟ هـل سـوف يحسـدوننا على اختفاء 23 ثلاتة وعشـرون مليار دولار مـن إيرادات النفط المودعـة بعهدة الأمريكان حسـب تقرير ألبي بي سـي؟ ام هـل سـوف يحسـدنا العالم على مئات القـواعد الأمريكية الدائمة وآلاف الجنود الأمريكان الذين ينوي الاحتلال إبقائهم في العراق إلى اجل غير مسـمى وغير خاضعين لأي قانون عراقي وبحصـانة تامة شـانهم شـان القوات الأمريكية المتواجـدة في اليابان وألمانيا وكـوريا الجنوبية ولأكثر من خمسـين عـامـا ولكن بشـروط أكثر إجحافا.

لنطرح سـؤالا سـاذجا لو سـمح به القائمين على أمور العراق الجريح او سؤالين لو سـمحوا وهـم المصـممـين كمـا يبدوا على تسـليم مقادير العراق ومسـتقبله على طبق من فضـة كمكافأة لبوش وسـلطته على حربه الغير شـرعية في العراق والسـؤال هـو هـل بإمكان حكومة ضـعيفة مفككة كحكومة العراق وفي ظـل الاحتلال ووجود أكثر من ربع مليون جندي أجنبي ومرتزق أن يفلح في التفاوض على معاهدة متوازنة تحمي مصالح العراق؟ اعتقد إن أي منصف لا يمكنه الإجابة إلا بكلمة كـــلا. السـؤال الآخر إذا كان العالم سـيحسـدنا على الاتفاقية كمـا تزعمـون فلمـاذا يجري التفاوض حولهـا في الظلام وخلف الأبواب الموصدة ومن وراء ظهر الشعب ومـا قيمة عرضها بعد الاتفاق عليهـا على برلمـان محكوم بالمحاصصة الطائفية ولا يهتم أعضائه بأي شـيء أكثر من اهتمامهم بامتيازاتهم ومصـالحهم الذاتية ، ولمـاذا لا تجرأ الحكومة على عرض هذه المعاهدة على الاسـتفتاء الشـعبي والذي تدل كـل المؤشرات على أن الشـعب العراقي سـيرفضهـا بامتياز.

إن المطلوب من العراقيين الحريصين على مصلحة الوطن والطامحين لاسـترجاع سـيادته أن يستلهموا ذكـرى ثـورة الرابع عشـر مـن تمـوز حـافزا للقيـام بحملة مـن المظـاهـرات والندوات ونشـر الدراسـات لفضـح الأهداف الاسـتعمـارية للاتفاقية الأمريكية الغاشـمة والحيلولة دون توقيـعهـا والمطالبة باسـتفتاء شـعبي عـام. أليس من حقنا وأملنا أن نعول على العراقيين الذين افشـلوا معـاهـدة بورت سـموث عـام 1948 واسـقطوا حلف بغـداد العدواني بثورة 14 تمـوز 1958 ، بأن لا يسـمحوا للمعـاهـدة الاسـتعمارية الجـديدة ان تمـر مهمـا حـول المتعاونين مـع الاحتلال مـن نشـر الأكاذيب عن حسـناتهـا ومهمـا حـاول المرتبطين بعجلة الاحتلال وسياسة المحافظين الجـدد من أن يفلسـفوا بفذلكـاتهم أهميتها لحمـاية امـن العـراق وتطـوير قـدراته العسـكرية. لقـد أثبتت تجـربة السـنوات الخمسـة المنصـرمة بان وجـود قـوات الاحتلال هـو جـزء (إن لم نقل الكل) مـن المشـكلة وليس الحـل. إن على العراقيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم أن يتخذوا موقفـا مـوحدا في رفض الاتفاقية وان يكونوا حذرين من التصـريحات المموهة التي تسـتهدف وتمـرير الاتفاقية وعليهم أن يقولوا بصوت واحـد ... كلا للاتفاقية وان تطالب بجدولة خروج قوات الاحتلال والخروج مـن البند السـابع قبل أن يجري الحديث عن أية اتفاقيات قادمة مع المعتدي الأمريكي الذي دمـر العراق ومـا تواجـد فيه مـن صـناعة والذي تحمله الاتفاقيات الدولية مسـؤولية إعادة تعميـره وليس كمـا يطالب الاحتلال بأن يتحمل العراق تكاليف بقـاء قـواته في العـراق.

ان مـا ترشـح مـن معلومـات موثقة عـن أهداف الحرب العدوانية على العراق وغزوه واحتلاله هـو كثير فعلا ويشـير بوضـوح إن الهدف لم تخليص العراق مـن صـدام حسـين والذي بجب ان لا ننسـى أبدا انه كـان صنيعة أمريكية ، وجاء تخليص العراق منه كناتج ثانوي او عرضي والهدف الاستراتيجي المثبت من قبل مجموعة المحافظين الجدد ومنذ فترة طويلة هـو الهيمنة على العراق كهدف أساسي من أهداف الهيمنة الكاملة على الشـرق الأوسط ، وقد أعدت خطط غزو العراق منذ إدارة جورج بوش الأب عـام 1992 من قبل تشـيني ووولفوفتز وزلماي وليبي بهدف أساسي هـو السـيطرة الكاملة على نفط الخليج ، وجرى تبني هـذه الخطة رسـميا في 20 يناير 2001(أي قبل سـبعة أشهر مـن أحداث 11سـبتمبر) ضمن خطة العهـد الأمريكي الجـديد والتي اقرها مجلس الأمن الوطني الأمريكي بعـد عشـرة أيـام كخطـة تبيح اجتياح العـراق.

ولا تزال الإدارة الأمريكية مصـرة على تمـرير قانون النفط الذي يتيح لشركات النفط المشـاركة ونهب ثرواتنـا النفطية والتي مهـد لهـا بريمـر بمسـودة القانون الذي أعدتها شـركات النفط البريطانية والأمريكية (حـاميهـا حـراميهـا!). كيف يمكن اذن ان نصدق مهمـا كنـا سـاذجين بوجـود أية نـوايا طيبة مـن قبل الإدارة الأمريكية تجـاه العـراق بعـد كل هـذا الخـراب والدمـار.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ