2

قال لنا معلم الوطنيّة
في مدرسة قريتنا النائية النائمة على تلّ من الإهمال
يا أولاد الفقراء!
مساءنا لا يشبه أبداً مساءَ الغرب
ولا حذائنا البلاستيكي المطرز بالوحل حتى الكعب
 و إذا نمتم ليلة العيد كأولاد الغرب تحت ضوء الشموع
فحلمكم ليس إلا دعاء سجين بانتظار عفو عرس السجّان
أو يحفظ قلب الدّفان سرّاً رقم قبره الدارس...

3

انتبهت المارة المسكونة بالصمت
ليافطة معلقة أمام مدرسة خربه!
وتحتها كومة من الأنامل الطرّية
الذين خدعونا منذ عقود بالحرية والاشتراكية
 نادتهم الروح الحيّة تحث الثرى
ادانتهم المقابر الجماعية أمام صمت العالم بالأدلة الدّامية
 أهكذا تدفن المرأة والرضيع في مرابع الوطن؟!..

4

وسادةٌ كانت حبلى بأسرار حسناء
جامعتها الأخيلة في خطوط السفر
فأنجبت ليلتها كراهية مؤانسة الرجال...

5
الجدار الآيل للسقوط في وسط البلد
ادهش سائح الملذات وسايس خيول الرئيس
وفي أعلى الجدار ثمة نقوش لمكابدة امرأة خطفتها
 صرامة رَجُلٍ ابتاع سرّاً
في مجالس الشرف جيفَ الدّماء...

6

في المدينة المضبّبة بدخان القنابل
في أول استراحة لموكب الرئيس
وزعوا على الُعميان أطنان من النظارات الشمسية،
وللأطفال مقاس أحذية الرجال! صوت من السّماء مدّوياً
خذوا حذركم !
البلد مفعمٌ بشظايا الحقد على مناهج المدارس...

                                                             عبد الحكيم نديم
                                                                  السويد