الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير

شاكر الناصري

2008 / 7 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بلا شك ، أن جلال الدين الصغير هو من الشخصيات التي أفرزتها مرحلة سقوط النظام البعثي واحتلال العراق وهي المرحلة التي جعلت العراقيين يتلمسون بأيديهم ويكتشفون دون لبس، أي أشخاص وأي قوى سياسية انتهازية وذيلية تتحكم بمصائرهم وتسعى دون إبطاء لإيصالهم إلى هاوية سحيقة لعل من ابرز معالمها سيادة التعصب والاقتتال الطائفي والقومي والسعي للثار وممارسة كل ما من شأنه تحقيق المصالح الحزبية والطائفية وأن كان ذلك في إحلال الخراب والدمار ودفع الإنسان لفقدان قيم الأمان والسلم الاجتماعي جلال الدين الصغير من الاشخاص الذين أمعنوا في أستغلال الدين بكل الاشكال والوسائل من أجل تحقيق أهداف سياسية معينة، أو أنه جعل من الدين أداة ووسيلة لخدمة مشروعه السياسي ومشروع حزبه. الدين لدى الصغير هذا أداة لاعلاء شأن المظلوميات وتحقيق مصالح طائفة دون أخرى وحزب دون آخر، الدين لدى الصغير يعني سلطة الدولة الاسلامية( التي بدأت تتكرر كثيرا في خطابات وتصريحات الكثير من الشخصيات السياسية الرسمية من أعضاء مجلس النواب ومحافظي المدن العراقية كالناصرية والبصرة....) وسحق الحريات والحقوق الفردية والمدنية وتهميش الآخر المختلف أي كان توجهه وأنتماءه السياسي والفكري ، يعني فرض الشريعة وتغييب كل الملامح المدنية للمجتمع العراقي وتجريده من تاريخ حافل بالمدنية والرقي الاجتماعي والثقافي .

كثيرة هي التصريحات التي أطلقها جلال الدين الصغير الا أن الحس الطائفي السموم يشكل القاسم المشترك لكل تصريحاته وخطاباته التي يسعى من خلالها لتضخيم المخاطر التي تحيق بشيعة العراق جراء ممارسات بعض القوى السياسية التي تريد النيل من الانجاز الذي تحقق لقوى الاسلام السياسي الشيعي والمتمثل بوصولها الى السلطة الساسية والتحكم بمقدرات البلاد. لم يكن تصريحه الاخير أو دعوته القائلة بأنتخاب قائمة أسد العراق الكبير السيستاني ، مختلفا عن تصريحاته السابقة لولا أنه قد اختار الوقت والمكان المناسبين لدعوة وتصريح كهذا، فالمكان هو مدينة العمارة والوقت هو الحملة العسكرية التي تقوم بها الحكومة العراقية وقوات الاحتلال الامريكي التي أتخذت من بسط الامن وفرض القانون في المدينة المذكورة او المدينة المنكوبة باحزاب الاسلام السياسي الشيعي ، شعارا لها لكن الهدف من الحملة هو القضاء على التيار الصدري واتباعه ومليشياته الاجرامية وتحجيم نفوذه في المدينة كونه القوة الرئيسية في المدينة او التيار المتحكم بكل الدوائر والمجالس البلدية .

الصغير وعبر تصريحه هذا أراد ان يقول لسكان مدينة العمارة أنقلوا مرجعيتكم وتبعيتكم الدينية والطائفية والسياسية من مقتدى الصدر الى السيستاني ... ولم لا وهو أسد العراق الكبير...!!!! أنقلو تبعيتكم من التيار الصدري وجيش المهدي الى الائتلاف الموحد ومليشيا بدر الذي ستخضعون لسلطته بمجرد القضاء على أتباع مقتدى. وفي نفس الوقت فأن الصغير وعبر تصريحه هذا قد اطاح بكل الادعاءات والمناورات الحكومية وممارساتها وتصريحات رموزها والقائلة بمنع أستخدام الرموز والشخصيات الدينية في الحملات الانتخابية وحيث يصر الصغير وحزبه وائتلافه على ان تكون صورة السيستاني بكل ما تعنية من دلالات وآثار معنوية لدى بسطاء الناس ، رمزا لهم أو شعارا خلال الحملات الانتخابية السابقة واللاحقة.

لم تكن دعوة الصغير هذه موجهة لأهالي مدينة العمارة فقط، بل أنه قد قد ألبس السيستاني ثوبا عراقيا خالصا وتكرم بمنحه الجنسية العراقية وجعل منه أسدا كبيرا للعراق ويدعوا العراقيين لانتخاب من يمثلون السيستاني ورسالته والمتكرمون بفرض ظله على العراقيين ، رغم ان السيستاني قد قال خلال الانتخابات الاخيرة لمجلس النواب أنه يتمنى ان يشارك في هذه الانتخابات ولكن لايحق له ذلك كونه ليس بعراقي.

من المؤكد أن أحداث السنوات الماضية في العراق قد أفرزت قطعانا من الاسود والحملان مثلما افرزت قطعانا من الفاسدين والمفسدين، من القتلة والمجرمين، من الانتهازيين ومصاصي الدماء، من المتحذلقين والمتلاعبين بمصائر الابرياء وسارقي ثروات ومقدرات العراق، من الادعياء والكذابين ، من الدجالين والمعممين وزارعي بذور الرجعية والتخلف والجهل والخرافة في اوساط البسطاء ، من المتاجرين بالمظلوميات والساعين لان يقوم العراقيون بدفع دية جريمة لم يشاركوا بها ولم يرتكبوها.

أن كان السيستاني هو أسد العراق الكبير كما يدعي جلال الدين الصغير ، فأن ثمة حملان تتساقط هيبتها ويتزايد أنحطاطها كلما تزايدت حدة نبرتها الطائفية المقيتة وكلما سعت للتشبث بأسود فقدت هيبتها وفضحت كل مساعيها بعد ان تحولت الى أداة في تمرير مشروع خطير لايجني منه العراق وأهله سوى الفرقة والدمار . ان الأسود الحقيقية ، الأسود التي لاتريد ان يتواصل أقصائها وتهميشها هم العراقيون الذي تلمسوا اي دمار حل بحياتهم بعد أن خدعوا بالادعاءات الزائفة لرجال السياسة والدين وفتاواهم المظللة والرجعية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. يديعوت أحرنوت: ليبرمان يفضل انتظار خوض الانتخابات المقبلة |




.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص


.. انهيار مبنى سكني في #إسطنبول #سوشال_سكاي




.. وول ستريت جورنال: إسرائيل أعادت النظر في خطتها في رفح لتفادي