الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان ذو الوجدان الكوني

محمد عبد الستار الأبيض

2008 / 7 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يدخل الآن القرن إلحادي و العشرون بعد الميلاد على كوكب الأرض وقد حمل على كاهله حسنات وسيئات آلاف القرون السابقة عليه .


ولقد أدى اختلاط هذه الحسنات بغيرها من السيئات إلى أن أصبح الإنسان المعاصر ، وقد تحتم عليه ، أن يعيد النظر في طريقته في التفكير و التي ينبغي أن تحقق له حماية حياته ، واستمرارها ، وتطويرها ، والفرح بها . بصرف النظر عن العنصرية والجنسية والأثينية و العرقية والنزعة الدينية واللغوية والثقافية و اللون و الطبقات ..... نتحدث هنا عن الإنسان بما هو إنسان . له حق الحياة بقوة ويسر وفرح .



ولعل أهم ما يتبادر إلى ذهن سكان كوكب الأرض الآن هو هذا التساؤل :

هل ينشط الكون في واقعة العام من خلال شكل من أشكال الذكاء الكوني فيحمى نفسه وتستمر حياته ، وهل ينعكس هذا الذكاء الكوني على مفردات هذا الكون وبينها الإنسان باعتبار أن الجميع كيان واحد متكامل ؟



أم أن هذا الكون يمضى هكذا عبث في عبث ولا معنى له ، فهل الحياة عبثية ؟!

لقد أكتشف الإنسان وهو يدخل القرن إلحادي والعشرين بعد الميلاد ، أن is one cosmos The وهذا ما قاله الفيلسوف السويسري الفرنسي رائد المدرسة المعرفية جان بياجيه ، ومن ثم قد أصبح من العبث تناول أية جزئية من جزئيا ته بمعزل عن كليته ، ومن ثم أيضا ، أصبح علينا أن نعترف بأن ذكاء ما هو جزئي هو من ذكاء ما هو كلى .



و ها قد بدا، لنا الآن أن نحسم هذا الجدل الذي يشكك في ذكاء هذا الكون ، مما ينفى ما يدعيه البعض من أن أشكال الحياة في هذا الكون نوع من الخطاء البيولوجي ، وأن الإنسان سوف يستخدم المائة ألف سنة القادمة في تدمير نفسه وتدمير الحياة نفسها { تأملات أر نست ما ير العالم الأنثروبولوجي الألماني } ، وقد أصبح علينا الآن أما أن نثق ونؤمن ونعتقد [ أن الذكاء الكوني في كافة مستوياته إنما هو غائي له أهدافه المحددة ، وأما أن ننحى هذه الثقة ، ومن ثم نعبر محيطات العدمية والعبثية ونحن صاغرون ومستسلمون .

لقد أصبحنا الآن في مواجهة صريحة وجادة، مع ما يمكن أن نسميه بالإنسان المعاصر ، وهو الإنسان الذي أصبح وجدانه مشحونا بقدر هائل من المعلومات والمعارف والذي بات أيضا يبشر بما يمكن أن نسميه بالإنسان ذو الوجدان الكوني ، الذي لا يحافظ على بيته أو شارعه أو الحيي الذي يسكن فيه بل نريد تكوين الإنسان الذي يحافظ على كوكب الأرض بل الكون كله فهذه هي الأمانة التي أعطاها الله للإنسان وينتظر منه رد الفعل وكيف سوف يستثمرها ولكن ماذا فعل الإنسان ؟!



إذا نظرنا للتاريخ المصري العميق وجدنا بدايات للإنسان الحجري والذي كان يستخدم أدواته المعيشية من الحجارة منذ اكثر من سبعة آلاف عام والآن بعد آلاف الأعوام مع التقدم العلمي وما ذال الإنسان يقاتل أخيه الإنسان رغم كل هذه السنوات من الخبرات والتراكم المعرفي ماذا لت الصراعات تنشأ في عقول الناس فعلينا أن نحلم كما كان يحلم أفلاطون بمدينته الفاضلة ! علينا أن نبدأ حلمنا ، ونسأل كيف يصبح الإنسان المعاصر حاميا للحياة وليس مدمرا لها ؟! كيف يكون هذا الإنسان معرفيا ؟! أزعم أن لدينا بداية الطريق لمن يسأل ! فهل من مشارك فهل من تسأل ؟!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24