الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنوات الضياع

وفاق الجصاني

2008 / 7 / 8
كتابات ساخرة


ربما يتصور البعض إن مايكتب هذه المرة له علاقة من قريب أو بعيد بحلقات مسلسل تلفزيوني تركي مدبلج تبث بضع مقاطع منه وسط كم هائل من الاعلانات التجاريه التي تدر الأرباح على احدى القنوات الفضائيه,
مع أمنيات الكثير من الشباب العاطل عن العمل بالذهاب الى حي غازي في اسطنبول والعيش فيه, فهنالك تهبط الثروات على الفقراء وبقدرة قادر ومن غير حساب وكأنهم في عراق مابعد التحرير وبدون لجنة نزاهه.. مع لهفة الجميع إلى معرفة نهاية المسلسل. خصوصا بعد ان عرف المسلسل بمعجزاته وانجازاته الخارقة التي يقبلها العقل البشري حينما لا يكون امامه خيار اخر غير القبول..
ولكن سنوات الضياع التي اكتب عنها هي الأغرب والاعجب في كل مايقبله العقل ويصدق به مرغما.. بل وأكثرها غرابة.. وهي خمسة سنوات دمويه من تاريخ العراق, تلت حقبة الإجرام ألبعثي السوداء التي استمرت لثلاثة عقود ونصف من الحروب والإعدامات والتصفيات والتهجير ألقسري والمقابر الجماعية والمحاكمات الصورية ومصادرة الحريات والممتلكات وجرائم كثيرة يندى لها جبين الأنسانيه وهي معروفة للقاصي والداني ولا حاجة للتذكير بها فهي وصمة عار ولطخة سوداء مثل وجوه البعثيه المصخمه ...
وكان الكثير منا ممن يدعو ا الى التفاؤل.. وانا احد المتفائلين طبعا.. أرى من خلال بصيص ضوء الأمل.. إن القادم هو الأحسن.. وماراح وولى لم يكن سيئا فحسب, بل هو الأسوء على الإطلاق. وأي بديل مهما كان, هو أفضل للعراقيين, على اعتبار ان حقبة البعث ألصدامي بالذات من أتعس الحقب التي مرت على العراقيين وكلفتهم طاقاتهم مجتمعة, وثروة بشريه تقدر بمليونين من العراقيين.. وارجعت العراق خمسة عقود الى الوراء.. واعتقد ان الكثير منكم يشاطرني نفس الشعور باستثناء البعثيين وحدهم ومن معهم من المجرمين.. لم تحمل هذه السنوات الخمس للعراقيين سوى رائحة الدم والبارود ودوي المفخخات و للفقراء وذوي المفقودين والأرامل والأيتام سوى الصدقات التي تتصدق بها عليهم مؤسسات شبه رسميه وسط حالة الفوضى العارمه وعاصفة الحوسمه.. ولا اعرف بالضبط مصدر هذه الأموال ومن أين لهم هذه الإمكانيات المالية الخلاقة؟ خصوصا ونحن في العراق نتميز بافتقادنا إلى روح العمل الطوعي بل انعدامها التام ..اما مسألة التبرع فهي غير موجودة من الأساس, أي معدومه مثل التيار الكهربائي والمائي والتيار الليبرالي المستقل والمحايد الذي يعمل على الساحة ألسياسيه دون انطوائه تحت راية احد الأحزاب أو الجبهات أو التيارات والتكتلات او المليشيات.. فهو أشبه بحلم قيلولة في صيف تموزي.. بعد أكلة تشريب دسمه مع طاسه لبن حامضة وساخنة.. كون الكهرباء والماء منقطعين ومفقودين تماما كما هم دائما.. مثل الفهم المفقود بين الحرية والديمقراطية.. فالحرية الجديدة في العراق هي أن يعمل الواحد أي شئ كما يحلو له دون خوف أو رادع... أما ألديمقراطيه أصبحت الرداء الذي يلبسه أصحاب الحريات كما يحلو لهم.. فهم مره يلبسونه كي يستر عوراتهم ومرة كي يستروا به سرقاتهم .. التي اصبحت مكشوفه ومعروفه للجميع ..قبل فترة اتصل بي احد العاملين في احدى القنوات الفضائيه المحليه ولا اعرف طبعا نوع عمله بالضبط فهو يعمل في اعداد البرامج او شئ من هذا القبيل وسألته ان كانت ظروف عمله تسمح له بالعمل والتحرك بحريه, فكان جوابه لا بالتاكيد فهو عليه ان يساير منهج القناة التي تعود الى احدى الشخصيات السياسيه المرموقه, اما نفقات المحطه والارسال والموظفين والمبنى تكون تغطيتها حتما بعد ان اضطر السياسي المعروف الى بيع ممتلكات اهله مجتمعه وكذلك بيوت اقاربه ومعارفه وربما جيرانه ايضا.. حيث تم اسكانهم في القصور الرئاسيه وبلا حسد بعد ان تم تقاسمها حسب الحصص الانتخابيه .. كل هذا كي يسدد المخضرم الأمين تكلفة قناته الفضائية التي مجرد ان تشاهدها تحس بالشبع كون ارغفة الخبز المحمص والكباب المشوي تخرج على المشاهد من الشاشه كي يلتقطها بفم مفتوح وعقل مقفول.. المهم ان صاحبي المحسوب ظلما وجورا على طبقة العاملين في الأعلام الجديد.. وهو بعمر لايتجاوز الاثنين وعشرين عاما طلب مني طلبا عجيبا غريبا فحواه هو تكوين وتأسيس منظمة مدنيه او تجمع مدني في المانيا.. فسايرته كي اصل الى زبدة كلامه وماذا يريد.. والخطوة التي تليها هي أقامة تظاهره وتجمع في مكان عام ما. ترفع فيه الشعارات التي تحيي وتؤيد ألقائمه الضرورة و يحملها أطفال وشباب ونساء ورجال وليس مهما من يكونوا.. وتكون مدعمة بالصور وموثقه وأقوم بدوري بإرسالها إليه.. وهو يقدمها الى صاحب الدكان الإعلامي والذي سيفرح حتما كثيرا بهذا النشاط.... وقلت له ماذا بعد؟ قال لي ان فرح وابتهج فأبشر بالخير الوفير فسوف يصلك الدعم المادي من حيث تحتسب او لا تحتسب.. واترك لكم ان تكملوا الحلقه الاولى كل حسب اختياره للنهايه التي تعجبه – انتهت الحلقه الاولى
والى اللقاء في ألحلقه ألثانيه من مسلسل سنوات الضياع
وستكون خاصة حول احدى وزارات عراقنا الجديد المتوقفه عن العمل
فترقبونا.......
وفاق الجصاني
[email protected]

إعلان غير تجاري
دعوه مفتوحه الى الذين باعوا ضمائرهم. وهم كثر...الى قواد العالم المتحضر والمتخلف..الى كل من لدية تصفية حساب مع الاخر.. تعالوا وهلموا... الفرصه سانحة.. فلا تفوتكم ..اسرقوا ..اقتلوا هجروا ..فخخوا.. ودمروا... اعملوا مايحلو لكم وجربوا... فالساحةالعراقيه مفتوحة امامكم... والإنسان العراقي مشروع دائم للموت او الشهاده مرة فداء للعروبه واخرى حارسا لبوابة الشرق .. لايهمكم التسميه... التجربه خير برهان... والدعوه عامه للجميع...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????