الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التسامح على الطريقة العربية

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


العرف الجديد الذي ابتدعه الحكام العرب لثقافة التسامح واحترام الاخر ولحرية التعبير عن الرأي ، هو غض الطرف عن جرائم اسرائيل وتجاوز جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ، وأخذ رموز اجرامها بالاحضان .. وقد كان الرئيس الذي فرضه الاحتلال الامريكي على العراق ، جلال طالباني ، آخر حلقات هذه السلسلة الصدئة .
معروف ان قيادتي الحزبين القوميين الكرديين اللذين يتزعمهما جلال طالباني ومسعود برزاني ، تربطهما علاقات متينة مع اسرائيل ، يعود تاريخها الى مطلع سبعينيات القرن الماضي ؛ وهذا ما يتجاوز حدود التكذيب الصحفي ، لانه حقيقة مؤكدة .. الا ان جلال طالباني بوضعه الجديد ، كرئيس للعراق ، لم يعد يمثل نفسه او الحزب الذي يقوده ، ولذا فان مصافحته للمجرم ايهود باراك في مؤتمر ما يسمى بالاشتراكية الدولية ، جاء مقصودا ومخططا له بعناية ، كتمهيد لساعة اعلان افتتاح السفارة الاسرائيلية ( سواء تحت مسمى شعبة رعاية المصالح الاسرائيلية او المركز التجاري اوغيره ) في بغداد ، وهو التقليد الذي درج عليه الحكام العرب في اعلان علاقاتهم مع اسرائيل . المؤلم في الامر هو ان تأتي مصافحة هذا الاقطاعي للمجرم باراك برعاية ما يسمى برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، كما ادعى بيان مكتب حزب جلال طالباني و الذي اضاف تبريرا اكثر قبحا من فعلة جلال بالادعاء : ان مصافحة جلال لباراك لم تكن بصفته رئيسا لجمهورية العراق وانما بصفته نائبا لاميت عام ما يسمى الاشتراكية الدولية .
السؤال الذي يدحض هذا الادعاء ويكشف زيفه هو : ان عضوية جلال وباراك في هذه المنظمة البائسة تعود لسنين طويلة سبقت تنصيب جلال رئيسا للعراق ، فلماذا تأجلت مصافحتهما امام عدسات المصورين الى ما بعد تولي جلال لارفع منصب في الدولة العراقية ؟
اذن هذا هو ثمن تنصيب جلال طالباني رئيسا للعراق ،الذي لم يشك عراقيا واحدا بان تنصيبه انما جاء بتدبير امريكي – صهيوني ، لانه من القومية الكردية والعراق دولة عربية ، كما روجت ماكنة جلال الاعلامية حينها ،وانما لتاريخه المكشوف بعمالته للكيان الصهيوني اولا ، وثانيا لكونه يمثل – وفق نظرية المحاصصة التي اقيم على اساسها نظام العراق المحتل – أقل المكونات الثلاث عددا – التي تشكل نسيج المجتمع العراقي .من جهة اخرى ، فان هذه المصافحة جاءت كبالون اختبار لقياس درجة رد فعل الشارع العراقي على الخطوة الثانية – وهي الاهم – التي مهدت لها هذه المصافحة هو الاعلان الرسمي لافتتاح السفارة الاسرائيلية في بغداد
( مكتب رعاية المصالح الاسرائيلية او مكتب رعاية مصالح اليهود العراقيين او المكتب التجاري اواي تسمية اخرى ) .. وعليه فان الواجب يحتم على جميع الاحزاب والقوى الوطنية واليسارية العراقية التصدي وبحزم لهذه الخطوة والاعلان الصريح الرفض لاي شكل من اشكال التواجد الصهيوني في العراق ومطالبة مايسمى بمجلس النواب العراقي باصدار بيان استنكار وشجب لخطوة جلال هذه واستداعئه للمثول امام نوابه لمساءلته عن حقيقة واهداف عمله هذا وفي جلسة علنية يطلع الشعب العراقي على ادق تفاصيلها . واخيرا نتساءل : اذا بات مفروضا علينا كعرب ان لا يحكمنا الا من يستطيع اجتياز البوابة الخلفية لوزارة الخارجية الامريكية ، فهل بات مفروضا علينا فهم ان ثقافة التسامح واحترتم الاخر لا تأتي الا عبر السكوت وتقبيل يد من يذبحنا ويعيث فسادا بامننا ويدمر اقتصادنا ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى