الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخر صيحات المنطق

ميروز الصفار

2008 / 7 / 9
الادب والفن


جلست على السلم ...تسترد انفاسها ...
ستصل بعد قليل ... بدلو الماء الثقيل هذا ...

وبعد ساعات ...
ارض مبللة لغرفة عتيقة ...
نامت عليها ببطن خاوية ...
اطراف اصابعها المتورمة تؤلمها ...
لكثرة مراوح سعف النخيل التي صنعتها ...
الا انها كانت مرتاحة سعيدة ...
فصغيرها نائم بين ذراعيها ...
وقد اخذ اخيرا حمامه ...
والاهم تناول عشائه ...

جاء الصباح ...
أبقته عند الجيران يلعب مع اطفالهم...
كما في كل يوم ...
وذهبت لافتراش موقعها المعتاد على قارعة الطريق تبيع مراوحها ...
الشمس كانت حارقة ...
لكنها متحمسة للبقاء الى ان ينقطع المارة ...
فاليوم الرزق وفير ...
ستبتاع مايكفي من الطعام لهذا اليوم بشكل تفارق الجوع ولو مؤقتا ...
كما ستتمكن من ابتياع الحلوى الرخيصة الثمن لملاكها الصغير ...
اللهفة تبتلعها لرؤية قفزاته المرحة وهو فرح بها ...

وصلت ...
لم يكن هناك ...
المكان يعج بالفوضى ...
فردة حذائه البالية ...تسبح وحيدة بدمائه ...

احشاؤها ملتهبة ...
كل بحور الدنيا تهرب من حريقها ...
انفض المعزون من حولها مرددين ...
منطق ...
كان طفل صغير ... ستنجبين غيره ....!!!!!!!!!

.......................

جلست على سريرهاالوثير ...
تحدق بعمق في حلقات دخان سكائرها ...
بعد ان حررتها شفاهها ...
كل واحدة من هذه الحلقات ...
شاشة لذكريات العشرين عاما ...
التي كان فيها يكبر ويكبر ...
يدرس ويدرس ...
وتردد وتردد ...
سيتزوج وينجب ...
وحيدها ...
ابتلعه وحش الغربة من عشرين عاما تلت الاولى ...
لم تشهد زواجه ...
ولم يلهوا حولها اطفاله ...

رن الهاتف ...
انه يومه ...
لم يكن هو ....فانتصرت دموعها .....
احتجوا و( صاحوا ) حولها ...
بمنطق ...
حي يرزق في مكان ما على هذه الارض ......!!!!!!!!!!!

..............

رتبت ... غيرت الترتيب...
ثم اعادت الترتيب الأول ...!!!
مجموعتها الفضية القديمة ...كانت اخر ما اهدته لها ...
قاد تفكيرها ذهنها بعيدا ...زمانا ومكانا ...
يوم وضعت راسها على كتفها واغمضت عيونها ...
تنشد القوة والدقيء ...
الذي يمتليء به هذا الجسد الغالي ...
النامي بين منارات الغري المهيبة ...
- كم اشتاقك جدتي
- شكرا صغيرتي
- تشكرينني ؟؟؟ ليتني اوفيك حقك ...
أومأت مؤكدة ترسم على وجهها احلى ابتسامة ...
- لا يمكنني وصف الشعور بالسعادة الي منحتيني اياه وانا ارى اطفالك يملأون المنزل لهوا ولعبا ...
التصقت بها اكثر تملأ نفسها من عطرها الحبيب ...
- انا وهم اكثر ...لا تدرين كم نترقب زيارة المدينة لرؤيتكم ...
- ربما لن تجديني الزيارة القا ..........
قاطعتها ......
- أشششش ...اياك ان تكملي ... كل زيارة ...
عليك ان تكوني هنا ...ارجوك ... لاجلي فلن احتمل فقدانك يوما...

لم تستطع الوصول لانقاذها ...
ماتت بين ايدي الاهمال والطمع الطبي ...

عاد تفكيرها حيث الأواني ...
لتحضنها بشدة ...با الهي كم اشتاقها ...
استطاعت اخيرا ان تجهش بالبكاء ...
رفعت راسها ...
لتصفعها نظراتهم مستنكرة ( تصيح ) ...
بمنطق ...
أمرأة مسنة دفنت جسد كامل .....!!!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية