الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مام جلال ...إسرائيل ... والثوريون

هفال زاخويي

2008 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


محظورات السياسة في العراق كثيرة ولا زالت تقليدية تعود الى قائمة محظورات بداية سبعينيات القرن القاضي وصولاً الى توقيع اتفاقية كامب ديفيد مروراً بإغتيال محمد أنور السادات وليس وقوفا عند اتفاقية اوسلو ( بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية " رابين - عرفات" في 13 سبتمبر 1993 والتي وقعت في واشنطن بعد محادثات سرية مكثفة امتدت سنتين من مدريد فاوسلو فواشنطن)، بعد كل هذه التطورات وعشرات القبلات والمصافحات بين الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والزعماء الاسرائيليين وبعده بين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية والاسرائيليين ، وبعد تبني منظمة التحرير الفلسطينية نهج التفاوض السلمي والحوار للوصول الى حل للقضية الفلسطينية تماشياً مع روح العصر واعتقاداً منها بأن الوسائل العسكرية لم يعد بمقدورها حل هذه القضية ... في وقت حدث ويحدث كل هذا ما زال في العراق من يعتقد او يوهم الآخرين من خلال خطاب سياسي بائس انه بالإمكان رؤية فلسطين محررة من خلال فوهة بندقية كلاشينكوف روسية الصنع وبدماء عراقية ، كما ان نفس هؤلاء الساسة الراديكاليين الثوريين (فقط في خطبهم وتصريحاتهم) ما زالوا يحتفظون بقائمة طويلة من التهم الجاهزة لاطلاقها والصاقها بالآخرين ... ولا أدري لماذا لحد هذه اللحظة لا يخونون عرفات ومحمود عباس وكذلك الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال والرئيس المصري محمد حسني مبارك وأمير قطر ...! بل أنا واثق بأن هؤلاء الساسة العراقيون لايصدقون بأنهم في دقيقة او نصف دقيقة سيحضون بمصافحة هؤلاء الزعماء او مدراء مكاتبهم في حين انهم يرتبطون باسرائيل بمعاهدات صلح واتفاقيات تجارية وعلاقات دبلوماسية .

ليس دفاعاً عن مام جلال ، وقد أكون أنا كاتب هذه السطور من المختلفين مع بعض طروحات ورؤى مام جلال وتصريحاته سواء على المستوى العراقي او الكردي او الأقليمي ، وهذا شيء أحتفظ به لنفسي ، لكن ان تخلق مصافحته مع ايهود باراك في مؤتمر الاشتراكية الدولية هذه الضجة الكبرى لدى البعض من ثوريي العراق القديم الجديد لهو شيء مثير ومضحك في الوقت نفسه ... ترى الم ير هؤلاء ان الذي توسط في مشاهد التلفزة والصحافة بين مام جلال وباراك هو المناضل الثوري العتيد الفلسطيني محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية...؟!

لا أحد يعتقد ان مشكلة بلدنا تكمن في تلك المصافحة ، ولا يكمن الحل في عدم المصافحة العابرة تلك في مناسبة قد يضطر فيها مام جلال لمصافحة الجميع سيما هو نائب رئيس الإشتراكية الدولية ... بل مشكلة بلدنا تكمن في رؤى وطروحات (الساسة الثوريون) الذين يتوزعون بين القاهرة وعمان والدوحة ودبي ودمشق وكل هذه العواصم تمتاز بعلاقات جيدة مع اسرائيل وتعد محميات أميريكية ( بإستثناء دمشق التي بدأت بتعبيد الطريق كي تسير على نهج هذه العواصم وبوساطة تركيا التي تمتاز بعلاقة جيدة مع اسرائيل وترتبط بها باتفاقية عسكرية استخبارية)...؟! فأين مواقف هؤلاء الساسة العراقيين من هذه الدول ...؟ أليست عربية واسلامية ...؟ اليست هذه الدول امام التزامات أخلاقية وتاريخية تجاه القضية الفلسطينية...؟! أي كيل بمكيالين هذا ...؟ وأية ازدواجية مفضوحة في هذا الخطاب السياسي البائس ، ولماذا لانرى هذا الحماس لديهم لإنقاذ العراق من محنته ...؟!

العراق جريح ولم يعد بمقدوره ان يتصدر قائمة الدول الثورية لمواجهة أميريكا أو اسرائيل من خلال أهازيج ثورية تهاوت وغدت ذكريات في صفحات بعض الكتب يغلفها التراب على رفوف الأرشيف الثوري العقيم ... العراق بحاجة الى تطييب الجراح وبحاجة الى توحيد الخطاب السياسي الوطني بصيغ عصرية جديدة نابعة من روح العصر ... يفترض بهؤلاء الساسة ان يتبنوا نهجاً وطنياً خالصاً ويتحركوا ضمن ثوابت وطنية عراقية بدل التحرك ضمن دائرة اكبر قومية او دينية ندفع بسببها اغلى ثمن ثم نكون فيها من الضائعين ... كما يفترض بهم تبني النهج الوطني بدل هذا التشرذم وهذه الخلافات التي تطيح بمستقبل البلد وعليهم إستثمار الوقت لإعادة الحياة الى العراق بدل إضاعته في تصريحات نارية وخطب رنانة حول مصافحة مام جلال - باراك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة