الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فليعقد عقد شراكة .. الوطن سيبقى لنا- عربا ً وأكراد -

ربحان رمضان

2008 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


"إثر نشر مقالتي " فلتذهب أنظمة المســاومة إلى الجحيم " والتي أشرت فيها إلى أن مصالح الشعبين العربي والكردي تقتضي بأن يتحالف الشعبان من أجل سوريا ديمقراطية – علمانية يعترف في قوانينها دستوريا ًبكون الشعب الكردي " القومية الثانية " في البلاد ضمن الدستور وضمن القوانين التي توضع للبلاد ، وعبرت فيها عن رأيي بأن حلقة الصراع المركزية لجميع الفرق هي الصراع مع اميركا والصهيونية العالمية ، وعلى أنه وبالتأكيد ستبقى أميركا دولة غير صديقة لشعوب الشرق ، وغير صديقة للحركة الكردية التي يجب عليها أن تفرق بين عدو ، وصديق .. !!
وأننا (أي الحركة الكردية في سوريا) سنحافظ على موقفنا الثابت والمبدئي وسنواصل نضالنا من أجل الديمقراطية والعلمانية في بلادنا من أجل تحقيق تقرير المصير وحل قضية شعبنا الكردي في سوريا حلا عادلا ، هذه القضية التي أسميتها " بالسهل الممتنع " والتي اعتبرتها أنها جزء أساسي من المسألة الوطنية في البلاد .
تصدى لي أكثر من شخص .. قامت القيامة ولم تقعد ، ( ما الذي حشرك ؟ لماذا تعادي الاتفاق مع اسرائيل ؟ مالنا ولاســـرائيل وأنظمة الدول العربية .. رايحة للآخر ؟؟ ) .
حيث اتصل بي أكثر من شخص عبر الأثير ، وعبر الانتريت ، متسائلين وهم مندهشين عن موقف الحركة الوطنية الكردية في سوريا من مسألة علاقة الأنظمة العربية باسرائيل في الوقت الذي يعادينا النظام ولا يعترف لا هو ولا جبهته الوطنية الديمقراطية الشعبية الاشتراكية الوحدوية التقدمية المهللة .. إلخ ، ولا مدعي المعارضة في الخارج حيث لم يصدر موقف رسمي يعترف بوجود الشعب الكردي ولا بقضيته القومية – الوطنية العادلة والمشروعة ..
بالتأكيد لسنا ضد إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وفي بلدنا العزيز ، ولكن ليس على حساب كرامتنا وكرامة الوطن .
وللأسف كان غالبية معارضي المقال من ُأميو وأطفال السياسة ممن لم يستطيعوا التفريق بين العام الوطني في سوريا وبين القومي الخاص بنا كشعب كردي .
لم يستسيغ الكثير من القراء من أصدقاء وغير أصدقاء هذا الموقف ، ولم يستوعبوا مسألة أن شركائنا في الوطن وسندنا في نضالنا الكردي – الوطني العادل والمشروع هم (الجمهور ، والناس العرب) ، وليس النظام الذي مازال يتغاضى عن مطالب حركتنا الكردية الوطنية ، ويمعن في ظلم الغالبية من أبناء الشعب السوري من الكرد والعرب على حد سواء فيعتقل من يشاء وينفي من يشاء ، وينقل من المدرسين والموظفين الأكراد إلى مناطق تبعد عن اماكن سكنهم ومناطق نائية أشبه ماتكون بالنفي من يشاء ، حيث يؤكد وباستمرار على أنه نظام استبداد وقانون الطوارئ يشهد عليه .

ومن المؤسف أيضا ً أن البعض ممن كانوا قد عانوا من ظلمه بأيدي أجهزة قمعه يعتقدوا بأن هذا النظام سيكف عن الظلم في حال اتفاقه مع اسرائيل ، لأنه يكــّم أفواههم باسم معاداته لها ويسرق قوت الشعب باسم دعم المواجهة معها .
ولكنهم لو نظروا إلى الجارة الشمالية التي مدت أيديها ورقبتها لإسرائيل والتي انفتحت عليها انفتاح مابعده انفتاح ، لوجدوا أن النظام العسكري التركي بقي على منواله السياسي دون تغيير ، بل زاد من شراسته في إعلانه الحرب على الشعب الكردي وعلى حركته التحررية الوطنية .
لذلك ترى حركتنا الكردية في سوريا بأن مصلحة شعبنا ووطننا لا تأتي من تفاهم النظام مع اسرائيل بقدر ما هو انفتاح على السوريين بعربهم وكردهم ، وحركتهما السياسية (الوطنية) والتفاهم معهم .
فالنظام يدفع الناس في اتجاه خاطئ لا نعرف إلى أين يصل بسبب قمعه وتكرار اقدامه على جرائم ومجازر ضد الشعب السوري (بعربه وكرده) ولحركتهما السياسية، و كانت آخر تلك الجرائم لشهر تموز 2008 مجزرة سجن صيدنايا التي يندى لها الجبين .
ومع ذلك فاني ألفت النظر إلى أنه من الخطورة على الوطن وعلى قضيته الوطنية ، وعلى قضية الشعب الكردي التي هي قضية وطنية وكما أسلفنا " بامتياز" أن يبرر البعض علاقاتهم الفردية باسرائيل وأجهزة الأمن الاسرائيلي بحجة أن النظام مد يده لمصافحة أركان النظام الاسرائيلي .. فلا ضير عندهم من أن يتصلوا بسفاراتها في الخارج ويساعدوها على العدو المشترك كما هو الحال بالكثير من ضعاف النفوس الذين يعتبروا بأن العدو الأساسي للشعب الكردي هو العرب أو حتى القوميون العرب ، في حين أن بعض التقدميين والمتنورين العرب ( ومنهم قوميون عرب ) قد وقفوا ويقفوا إلى جانب قضيتنا العادلة ، وطالبوا بمطالب تجاوزت مطالب غالبية فصائل الحركة الوطنية الكردية نفسها (حزب العمل الشيوعي في سوريا ، الشخصية الوطنية المستقلة الدكتور هيثم مناع ، الأستاذ جورج حداد " صاحب دار الكاتب في بيروت " الأستاذ أنور البني ، الأستاذ جريس الهامس ، السيدة مريم نجمة ، الأستاذ منذر الفضل من العراق ، الدكتور عبد الحسين شعبان .. منظمات حقوقية سورية ، غالبية فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية .. وغيرهم الكثير ..
عندما ترفض حركتنا الوطنية الهرولة فإنها تقف إلى جانب الناس ، إلى جانب الشعب السوري الذي يبكي اسكندرونة ويطالب بإعادة الأراضي المحتلة إثر حرب 1967 .
الحركة الوطنية في سوريا بشقيها العربي والكردي لا تستطيع اللعب مع الكبار (أمريكا واسرائيل) وإن تمكنت فستقع بين مخالب أعداء َظلمة هم أعتى وأشرس من تلك الأنظمة المستبدة .
ومن هنا فإن أصدقاء شعبنا الحقيقيين هم الشعوب العربية والجماهير العربية التي ستبقى ، بينما الأنظمة ستتغير وستتبدل حسب مصلحة الحاكم ومصلحة حلفاءه المهرولون .
وبالمناسبة فإننا (الشعب الكردي في سوريا) وحركته الوطنية التحررية تنتظر المزيد من المواقف الشريفة من القوى السياسية ، والشخصيات المستقلة العربية تجاه قضيتنا القومية العادلة والمتمثلة بالاعتراف بالشعب الكردي ضمن الدستور ، وضمن القوانين التي توضع للبلاد ..
نريد موقفا مشرفا من المتحررون العرب تجاه أسوأ مرسومين صدرا بحق الشعب الكردي في سوريا تحديدا ً ألا وهما الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 ، والحزام العربي الجائرين .
نريد ان نجابه قوانين الاستبداد معا ً وعلى رأسها قانون الطوارئ السئ الصيت .
نريد أن تتوقف حالة التدهور الاقتصادي وأزمة الغلاء ..
نريد أن نأكل الرغيف مناصفة ..
نريد أن نعقد عقد شراكة حقيقية بين الشعبين ، فالوطن سيبقى لنا (عربا ً وأكراد" .

= = = = = = =
* كاتب وناشط سياسي – معتقل رأي سابق .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من