الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطأ الامريكي في العراق استراتيجي ام تكتيكي ؟

علي جاسم

2008 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يتصور الساسة الامريكان بانهم الوحيدين الذين يمتلكون عقلية جبارة ، و الوحيدين القادريين على قراءة مستقبل العالم ، ويتصور ان العالم قطيع يسيرونهم كما يشاؤون ، في حين ان خدعهم السياسية باتت مكشوفة عند ابسط الناس في العراق ومن بينهم كاتب الموضوع ، فقبل ايام اجرت مجلة نيوز الاسبوعية النمساوية مقابلة مع مستشارالامن القومي ووزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر وهو احد عرابي السياسة الامريكية على مدار العقود الاربعة الاخيرة ، وانتقد خلال المقابلة ادارة الرئيس بوش قائلاً "انها دمرت تركيبة العراق برمتها ولم تكتف بالاطاحة بنظام صدام فقط ، وحذر من مغبة الانسحاب من العراق لان ذلك سيؤدي الى انتشار اعمال الارهاب في الشرق الاوسط" .
من خلال قراءة خاطفة لهذا التصريح نلاحظ ان كيسنجر حاول ان يمرر عبر وسائل الاعلام هذه المعلومة وهي ان ادارة بوش قامت بخطئ تكتيكي اي دمرت تركيبة العراق وبالتالي فان العراق مهيئ للتقسم حسب تركيبته الطائفية والقومية ،وبعض وسائل الاعلام سيما المناوئة للسياسة الامريكية "واظنها قليلة " اعطت لهذا التصريح اهمية كبيرة للتنكيل من سياسة بوش في العراق بيد ان كيسنجر سخر تلك الوسائل دون علمها لتعزيز الاستراتيجية الامريكية لانه بعث رسالة بان السياسة الامريكية لاتسعى الى تقسيم البلدان سيما الغنية بالموارد النفطية من اجل اضعافها ممايسهل السيطرة عليها والتحكم بمواردها وان ماحصل في العراق هو نتيجة اخطاء ادارة بوش اي خطئ تكتيكي وليس استراتيجي .
والذي يريد ان يعرف شيء عن الاستراتيجية الامريكية في هذا الشأن عليه ان يطلع جيداً على تاريخ السياسة الامريكية عندما كان كيسنجر مستشاراً للامن القومي ومسؤول السياسة الخارجية في عهد الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون عام 1974حيث قام كيسنجر بطرح دراسة بعنوان " مذكرة الامن القومي 200" ولا نريد الخوض هنا كثيراً في تفاصيل تلك المذكرة لاننا تناولنها في موضوع سابق جاء تحت عنوان "واشنطن ..أستراتيجية جديدة لتقسيم العراق الى ثلاثة دول طائفية وقومية" موقع الحوار المتمدن - العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 وشرحنا كيف يحاول هذا المتحذلق السياسي ان يقسم دول العالم الثالث الى اقليات عرقية ودينية لانه يعتبر زيادة اعدادها يشكل خطراً على بلدان اوربا والولايات المتحدة الامريكية ، اذن الاستراتيجية الامريكية ومنذ ذلك العهد وهي تتبع ماجاء بمذكرة كيسنجر ، وما جرى في العراق من اثارة للفتنة الطائفية ومحاولة لتقسيمه الى دويلات ليس محض صدفة او اخطاء ارتكبتها ادراة بوش انما هي تتبع مااطلقه كيسنجر نفسه قبل عدة عقود ، لذا فان محاولة التضليل والتشويش التي يتبعها هذا الرجل قد تكون مررت على بعض السياسيين والاعلاميين لكنها لن تمرر بسهولة على اناس عانوا لسنوات طويلة من الظلم وعاشوا تجربة الاحتلال المريرة وماصاحبه من ارهاب دموي .

اما تحذيره من مغبة الانسحاب فارى انها مكملة لتلك الاستراتيجية لان مع بقاء القوات الامريكية على الارض يعني وجود مبرر للاعمال العسكرية من جانب واضعاف ثقة العالم بالحكومة العراقية التي بدأت تحقق نجاحات اذهلت الامريكان انفسهم من جانب اخر ، اما خطر الارهاب فالامريكان قادرين على تشخيص منابعه وهناك العديد من الدول مسؤولة عن صناعة وتدريب الارهاب من ثم تصديره الى العراق الذي اصبح ساحة للارهاب وليس ارض لصناعته ، عدد من الدول العربية تدعم الارهاب مادياً ومعنوياً و"اعلامياً" والولايات المتحدة تدرك ذلك جيداً بل انها تغض النظرعنه ، فيما تتعسكر في العراق وكيسنجر يريد بقاء تلك القوات الى مالانهاية ، ينبغي ان تكون هناك قراءة عراقية معمقة للاهداف الامريكية ، فأي تصريح يصدرعن مسؤول امريكي سيما بوزن كيسنجر يجب دراسته من عدة جوانب ولاينبغي ان يمرعلينا مرورالكرام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د