الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل نقله نوعية لنقابة الصحفيين

سلام خماط

2008 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك الكثير من الاشراقات والعلامات المضيئة التي تميزت بها الصحافة العراقية في ما تطرحه وخاصة بعد سقوط النظام السابق ,وكان عملها سيرتقي الى ارفع المستويات لو انها مارست دورها المهني المتصف بالحيادية وبعيدا عن التاثيرات والضغوط التي تمارسها بعض القوى الداخلية والاقليمية اتجاه العمل الصحفي ومحاولة التدخل في شانه,والادهى من ذلك بعض الضغوط التي تمارسها بعض دول الجوار والتي كان اخرها الرسالة التي وجهتها السفارة الايرانية مباشرة الى رئيس تحرير صحيفة الدستور العراقية والتي تضمنت عبارات احتجاج قاسية وقد وصفه مرصد الحريات الصحفية بالسابقة الخطيرة في مجال التدخل في عرقلة ممارسة وسائل الاعلام العراقية لحرية التعبير والنشر المكفولة دستوريا ,وقد ابدى المرصد في بيان تلقت الصباح نسخة منه ونشرته في عددها (1429) الصادر في 1/7/2008 .
وبما ان الصحافة اصبحت في العراق مهنة المخاطر وليس مهنة المتاعب كما تسمى في اكثر دول العالم ,وعلى الرغم من الاستقرار الامني الذي يشهده العراقبعد طرد فلول القاعدة وبعض الجماعات المسلحة الاخرى وما اسفرت عنه صولة الفرسان وام الربيعين وبشائر السلام من ارتياح وتعاون شعبي واسترداد الدولة لهيبتها والقانون لسلطتهالا ان عمليات القتا والاختطاف التي يتعرض لها الصحفيون لا زالت مستمرة .
ان الصحافة العراقية تمر بمرحلة هي من اخطر المراحل منذ تاسيسها عام 1898 حتى الان ,وهذا يتطاب جهود استثنائية من اجل احداث نقله نوعية تصحح ما ترسخ في ذهنية المواطن من تصورات خاطئة من ان الصحافة تمثل واجهه من واجهات السلطة ,والسبب في هذا التصور يرجع الى ما خلفته الانظمة الدكتاتورية من صور مشوههعن الصحافة ,لذا فاننا اليوم احوج ما نكون الى صحافة تعبر عن دور الرقيب ونقل الحقائق بحيادية تامة بعيدا عن التزلف والمصالح الشخصية والانانية ,وعلى نقابة الصحفيين ان تراعي في تسجيلها للصحف التي تصدر بين الحين والاخر وتكون على معرفة تامة بالاشخاص الذين يقفون وراء هذه الصحف وخاصة رئيس مجلس الادارة او رئيس التحرير وان تخضعهم للاختبار او على اقل تقدير ان تكون لهم اسماء معروفة في الساحة الاعلامية ,فالكثير من هؤلاء ليس لديهم القدرة على كتابة عمود صحفي ان لم نقل مقال في اي صحيفة من صحف النخبة المعروفة .
فالصحفيين اليوم بحاجة الى ممثلين عنهم يمتلكون الشجاعة الكافية كي ياسسوا الى نظام داخلي جديد يلغي بعض القوانين التي اكل الدهر عليها وشرب ,فهل من المعقول ان لا يمنح اعلامي معروف كمحمد عبد الجبار الشبوط هوية عضو عامل لانه لم تمضي على انتمائه للنقابة فترة ثلاثة سنوات بينما نجد هذه الهوية عند اعضاء لم يعرفهم احد وام نسمع بهم اصلا ,وحسب قانون النقابة المذكور يحق لهؤلاء ان يشاركوا في الانتخابات كمرشحين او كناخبين بينما يحرم كبار الاعلاميين من ذلك .
والصحفيون اليوم بحاجة كذلك الى ممثلين لديهم القدرة على ايقاف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها زملائهم من ضرب وشتم واعتقال لا لشىء الا لانهم ينقاون الحقيقة من ارض الواقع ,من هنا نستطبع القول ان محاولة تعطيل العمل الصحفي ما هو الا طريقة قديمة قد مارستها الانظمة الدكتاتورية لتكميم الافواه وهذه
الاساليب تقوم بها حاليا دكتاتوريات جديدة لا تمثل بالضرورة السلطة او الحكومة بل تتجاوز ذلك الى امور سياسية او طائفية او قومية ,ومع هذا فان الاغلبية تلقي بالمسؤولية على عاتق الحكومة كونها المدافع الاول عن الامن والتي من واجباتها الحفاظ على الحريات ومن بينها الصحافة ,الا ان بعض اجهزتها لاسيما الامنية قد ساهمت في التضييق على عمل الصحفيين من دون محاسبة تذكر .
نتمنى من الزملاء الصحفيين ان يختاروا من يمثلهم تمثيلا حقيقيا بعيدا عن المزايدات السياسية والمصالح الذاتية ونتمنى كذلك ان يكون الانتخاب حرا وديمقراطيا خدمة للكلمه الصادقة والاعلام الحر والمستقل .


سلام خماط










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية