الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصفيات الجسدية للصحفيين العراقيين !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 7 / 10
الصحافة والاعلام


الديمقراطية التي تدعيها الاحزاب العراقية المشاركة في العملية السياسية هي ديمقراطية اقصاء الاخر ! واسكات الاقلام الشريفة التي تنطق بالحق في ظل الفلتان الامني والسياسي والاقتصادي الذي يعيشه العراق ، وعملت وتعمل احزاب المنطقة الخضراء بكل جهدها الاستثنائي لأزاحة كل العقبات التي تقف امامهم وتكشف عوراتهم ! ولا يتورعوا بالقتل ليزيحوا العقبات التي امامهم وبايادي خفية ! وقد تفشت المحاصصة الطائفية في الحياة السياسية العراقية واصبح من الصعب الخروج من هذا المستنقع الذي بنيت عليه العملية برمتها ، لقد نجحت الاحزاب العراقية التي تحكم العراق أن تتخلص من الكثير من الصحفيين الذين كانوا لها بالمرصاد بمعالجة قضايا الفساد والرشاوى والتأجيج الطائفي الذي ذهب ضحيته آلاف العراقيين الابرياء !

ويعتبر العراق من أكثر البلدان خطورة في العالم على حياة الصحفيين وسجلت ارقام اغتيالاتهم بنسب عالية جداً ، وحتى نقيب الصحفيين شهاب التميمي لم يسلم من هذه الايادي الخفية التي تتستر باحزاب المنطقة الخضراء فتم أغتياله بطريقة جبانة ومعيبة على الحكومة العراقية قبل أن تكون معيبة على الجناة ! وقد تعرض التميمي الى تهديدات عدة أجبرته على التواري عن الانظار لكنه عاود نشاطه في مجلس نقابة الصحفيين بعد حصوله على ضمانات من الحكومة العراقية في حماية الصحفيين من عمليات القتل العشوائي ! والحقيقة انه ليس قتل عشوائي ، انما قتل مبرمج ومقصود تماماً !

واستطاع الصحفي العراق في الفترات الاخيرة ان يكشف بوضوح تام مدى خطورة التدخل الايراني على الساحة العراقية التي ظلت تغلي لسنوات ما بعد السقوط ، فاضحاً كل الاحزاب المرتبطة بالجارة ايران وتتسلم الاوامر منها بالتصفيات الجسدية المتمثلة بضباط الجيش العراقي الذين خاضوا ضمار الحرب مع ايران ! والاطباء والاساتذة والعلماء ورجال الدين والصحفيين وغيرهم ! الامر الذي ادى الى أفراغ العراق من النخب المثقفة اما بالقتل او الهجرة خارج البلاد ، وهذا للاسف الشديد ما حدث واصبحت الساحة العراقية خالية الى احزاب المنطقة الخضراء التي تتخبط بكل تصرفاتها ونقاشاتها المملة والتي في الغالب ما تكون قراراتها في صالح هذه الاحزاب الذين يجلسون داخل البرلمان العراقي او في حكومته المتهرئة ! ولم يتمكنوا على سبيل المثال من انجاز شيء يذكر في صالح المواطن العراقي !!

ولعل ما كتبه الصحفي الشجاع سيف الخياط من العاصمة بغداد في حلقاته حول ما حدث في اروقة نقابة الصحفيين العراقيين وفضحه للكثير من الامور التي جعلت الصحافة العراقية بعيدة عن المهنية التي عرفت بها منذ اكثر من قرن من الزمان ، وشملها في عملية المحاصصة الحزبية والطائفية التي عمت كل مرافق الدولة ، هذه الكتابة جعلتهم في خوف من الحقائق التي لابد لها ان تظهر فاصدروا اوامرهم بقتله ! ليزيحوا هذا الصوت الذي يقلق مضاجعهم في كل وقت ! لكن الله كتب له النجاة ، وقد تكون محاولة للتنبيه والتوقف عن الكتابة بفضحه لما يدور داخل النقابة التي رحبت بوفد السفار الايرانية المعترضة على فضح الدور الايراني التخريبي داخل العراق !

لقد كشفت لعبة الاحزاب المرتبطة بالجارة ايران خاصة تلك التي يمارسونها ضد الكتاب والصحفيين ، فالذين داخل العراق امثال شهاب التميمي رحمه الله او سيف الخياط انجاه الله يكون مصيرهم القتل وذلك لقدرة هذه الاحزاب من التمكن منهم في اي وقت ، اما الكتاب الذين يقطنون خارج العراق ويتمتعون بفضاء الحرية فيجندوا لهم بعض المرتشين والذين باعوا ضمائرهم ليكتبوا ضدهم في الكثير من مواقع الانترنيت وباسماء مستعارة ليكيلوا لهم التهم وقذفهم بالشتائم في محاولة بائسة لاسكاتهم ، حتى وصل بهم الامر الى تهديد عوائلهم التي تسكن العراق ! واجبر الكثير من كتاب الخارج على التواري وترك الكتابة ! انها محاولات مكشوفة ورخيصة في ذات الوقت لا يقبلها الا الذين ارتضوا لانفسهم الدنيئة ان تسلك هذا السلوك الجبان !

وانه لامر مؤسف حقاً ان تقع نقابة الصحفيين ضحية للمحاصصة الطائفية التي تتقاسمها احزاب بنيت عروشها على دماء الابرياء فضلاً عن السرقات والنهب الذي تمارسه في كل يوم من ثروات العراق الطائلة ! هذه الاحزاب تريد السيطرة على كل شيء وباي ثمن ، لكنهم لم يتمكنوا ابداً من السيطرة على الاقلام النزيهة التي تعادل فعل كلمتهم اكثر بكثير من فعل الرصاصة الخارجة من فوهة البندقية في ساحة المعركة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة