الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلوك السياسي وعلاقته بقيم المجتمع العراقي

نبراس المعموري

2008 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان كل الانفعالات او الاحكام التي تصدر عن الاشخاص حول موضوع ما يخص حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ،يفسر ما ينتج من سلوك اتجاه موضوع سياسي مطروح على الساحة وهذا يعني ان السلوك السياسي للانسان هو جزء من وجوده ،لذا وجب الاهتمام بما يصدره هذا الشخص من انفعالات واحكام اتجاه المشهد السياسي وافضل طريقة لتحليل السلوك السياسي هو اعتبار الانسان عنصر سياسي ضمن التكوينة المجتمعية بما تتضمنه من علاقات بين الاشخاص وقيم ومعتقدات تلعب دورا اساسيا في بلورة ثقافة الافراد وبالذات الثقافة السياسية التي تتبلور من النظرة الطبيعية للفرد وعلاقته وتوجهاته مع رفاقه التي بالتالي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتجاهات السياسية.
ويمكن تحديد القيم الاجتماعية التي تاثر على السلوك السياسي هي الثقة بين المجتمع وامكانية تقبل وجهات النظر المختلفة بالاضافة الى القدرة على التسامح ، وعند الحديث عن مسالة الثقة بين المجتمع هذه القيمة الاجتماعية التي بات من الضروري توضيح ماهي وكيف تكون في المجتمع العراقي،فهي التي تحدد الرغبة في التعاون مع الجماعات المختلفة واثبتت العديد من الدراسات بان هناك علاقة بين ثقة الناس فيما بينهم وبين سلوكهم السياسي ،فمقدار هذه الثقة هو الذي يساعد على التعاون والاندماج والتاثير في الحكومة ويلاحظ ان المجتمع العراقي ما بعد الثمانينيات سادت فيه ظاهرة الشك بالاخرين والتخوف من اثارة اي موضوع له علاقة بشان سياسي داخلي قد يفسر تفسيرا خاطئا ،يعر ض من طرحه لخطر والمطاردة من قبل السلطات وهذا بالتالي افرز عاهة في المجتمع العراقي هي عدم الثقة بين الافراد وتفكيك المجتمع وتلاشي امكانية خلق تجمعات اجتماعية تدافع عن حقوق المجتمع وتتوحد عند الازمات .اما القيمة الاجتماعية الثانية وهي تقبل وجهات نظر الاخرين وتبنيها فهي تختلف من محتمع لاخر ولكن مايهمني هو المحتمع العراقي الذي يتميز بصعوبة تقبل اراء الاخرين وان وجدت فتكون قليلة وذلك لان الفرد غالبا ما يكون حساس وعملية طرح وجهة نظر مخالفة قد تؤدي الى التوتر وعدم تقبل راي الطرف الاخر.لكن نجده من جهة اخرى هناك تاكيد على القيم التي تركز على المجتمع كالعطف والولاء الوطني والالتزام بالاخرين وفي كلا الحالتين فان التاكيد على القيم الفردية او القيم الجماعية يؤدي الى سلوك سياسي لا يشجع على الانخراط مع المجتمع او الجماعة وهذا ما يميز المحتمع العراقي الذي اظهر اهتمامه بهاياته الفردية وقلة اهتمامه بالنشاطات الجماعية مما ينتج ضعف لتبني وجهات نظر الاخرين .
واذا ما انتقلنا الى امكانية قبول الفرد لاي تجمعات تختلف عنه في الدين او الطائفة يتضح لنا ان التسامح هو احد القيم التي تعكس السلوك السياسي او الثقافة السياسية لذلك المجتمع .فعملية تقبل الفرد لاشخاص يختلفون عنه ينطوي تحت مفهوم التسامح واحترام الاخرين اما عدم التسامح فهو عدم تقبل الفرد لاعضاء يختلفون عنه وبالتالي هو انكار لقيمة المساواة بين الناس وهذا يؤدي الى النزاعات والحروب الاهلية وبما ان المجتمع العراقي يتميز بتعدد القوميات والاديان والطوائف فقد ساعدت عوامل داخلية وخارجية على تفعيل التعصب القومي والديني واصبح عدم التسامح واضحا على المجتمع العراقي ولتضح ذلك بسيادة روح الطائفية والانقسامات ،وابسط مثال على ذلك توقف قيم التسامح على صعيد الزواج المختلط بين فئات المجتمع العراقي .
لقد اتضح مما تقدم ان هناك ضعفا او غيابا لبعض القيم الاجتماعية في العراق والتي تعتبر ركنا اساسيا لصياغة سلوك سياسي ناضج ،ناتج عن ثقافة سياسية مشتركة الا ان ما يظهر سيادة الثقافة المنقادة لجهة معينة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة