الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن وجنوبه وبداية الاهتمام الخارجي

رداد السلامي

2008 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يقاوم جنوب اليمن النظام الحاكم سلميا بضراوة شديدة منذو سنة وشهران و12 يوما تقريبا ،باستمرار كبير ومتزايد ،بالتزامن مع يوم 7/7يوليو الذي مثل بالنسبة لهم يوم موت الوحدة اليمنية،لكنه بدا بالخفوت خلال الثلاثة الاشهر الماضية بسبب القمع الشديد الذي مارسه النظام اليمني الحاكم ،ويتوقع كثيرا من المراقبين أن وراء ذلك الخفوت ربما دفع الحراك الجنوبي الى شكل جديد من المقاومة لايتمناه أحد .

فمنذو ما بعد حرب صيف94م التي هزمت فيها قوات الرئيس صالح نظيره الذي حكم جنوب اليمن وكان شريكا أساسيا وفاعلا معه في تحقيق الوحدة اليمنية عام1990م –الحزب الاشتراكي اليمني- ومواطنوا الجنوب اليمني مستاؤون من مآلآت تلك الحرب التي ادت الى إقصاؤهم من السلطة وتهميشهم وتغييب وجودهم الفعلي من السلطة ليبقي على وجود شكلي لحلفاء منهم وقفوا الى جانبه ابان الحرنوكذلك نهب الثروات ،بالاضافة الى اتهام النظام بالعنصرية والمناطقية وحصر الزعامة في أسرته والمقربين منه ،وكذلك نهب الثروات وإطلاق أيدي مسؤليه من وزار وقادة عسكريين وأمنيين نهب أراضيهم ،وكان صالح إثر اشتداد الحراك الجنوبي بأشهر وتفاقمه بقوة ليقمع بالقوة العسكرية وآلياتها ،كان كلف لجنة لتقصي الحقائق عن أسباب ما يحدث في الجنوب ترأسها وزير التعليم العالي -صالح باصرة- الذي ينتمتي الى محافظة حضرموت الجنوبية ،خرجت تلك اللجنة بتقرير مفصل وشامل عن أهم الاسباب و أن 16وزيرا يمنيا هم السبب في كل ما يحدث ،وكان قال معارض سياسي يمني بارز ،أن صالح خير بين أن يختار الوطن أو الــ16وزير فاختار على ما يبدو الانحياز الى جانب هؤلاء الـ16.

إضافة الى ذلك يرى مراقبون خارجيون أن اليمن يمر بالزاوية الحرجة بسبب ما يعانيه من مشاكل وصفت بالجسيمة –اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية- وهو إن اجتاز تلك الزاوية فلن يكون موحدا ربما كما هو اليوم.

كما أن شمال اليمن يغوص في أتون تمردات وحروبا مستمرة في صعده لم تهدأ حتى اللحظة رغم خمس اتفاقيات لم تسفر سوى عن اشتداد جديد للحرب واستمرار لها لتصل الى الخامسة لتقترب من العاصمة صنعاء على بعد كيلو مترات في منطقة "بني حشيش" ،وتتحدث بعض الصحف اليمنية عن سقوط العشرات من الضحايا ،وتناثر العديد من الجثث من قبل الطرفين وجلهم من الابرياء أيضا، وهي الحرب الخامسة على التوالي .

كما تعاني اليمن على الصعيد السياسي انسدادا سياسيا مخيفا بين السلطة والمعارضة السياسية ،التي تاهت مع النظام في دوامة حوارات يصفها سياسيون بالعاقرة التي لم تفضي الى حل معها ،خصوصا حول تشكيل اللجنة العليا للانتخابات .

وتتهم المعارضة اليمنية نظام صالح الحاكم أنه شكلن الحياة السياسية اليمنية والديمقراطية والتف على خيارات الاصلاح ،كما يعلب بالتناقضات ويخلق الازمات وينتج ذاته عبر إنتاجها ،وهو ما تراه المعارضة سببا رئيسيا للوصول باليمن إلى حافة الخطر والانهيار الوشيك .

لكن المعارضة بحسب مراقبون ضعيفة ومصابة بنفوذ ومشائخ وتجار تجمعهم مع سلطة صالح مصالح ،وباالتالي أضحت لا تشكل بالنسبة للنظام قوة قادرة على دفعه باتجاه الرضوخ لخياراتها ومطالبها الساسية التي تبدو أنها عادلة ودستورية والتي منها الاخذ بالديمقراطية كمنظومة متكاملة تسعى المعارضة بجدية لارغامه نحوها .

غير أن اليمن لم يكن يتمتع من قبل بأي أهمية في التفكير الاستراتيجي لقوى الهيمنة العالمية ودول الجوار التي طالما أبقت اليمن دون مستوى النهوض والتنمية المطلوبة لتقدمه ،كالمملكة العربية السعودية التي ساهمت بفاعلية في جعله بلدا فقيرا و متخلفا يسوده الصراع ويلعب به النفوذ القبلي والسياسي وعملت على مد قوى تقليدية قبلية بالمال وغذت الصراعات الداخلية عبرها، كما ساهمت مع دولة الكويت إبان حرب صيف 1994م في الدفع بالجنوب نحو الانفصال عن الشمال.

إلا أن اليمن كما يبدو بدأ يثير اهتمام القوى العالمية المسيطرة ويدرج في خانة اهتمام المنظومة العالمية والعربية نظرا لما يتمتع به من أهمية جغرافية تقع بمحاذاة ممر مائي هام ورئيس للنفط.
فقد قالت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية أن مضيق باب المندب جنوب غرب اليمن أحد الاسباب التي دفعت الغرب وايران والسعودية الى الاهتمام بهذه المنطقة من الشرق الاوسط التي تم تجاهلها من قبل ،وقالت أن الجنوب الي يحتضن هذا الممر "باب المندب" وبعض حقول النفط الرئيسية في البلاد ،يطالب الآن مزيدا من الاستقلال.

اليمن كما يرى البعض ربما يقسم الى يمنات وهو ما تؤكده هذه التناولات الصحافية لليمن في الصحف الامريكية ، غير أن النظام اليمني بزعامة صالح هو من سيهيء لمزيد من التدخل الاجنبي في اليمن ليتم تشريحه وفق مزاج ومصالح القوى الكبرى وتلك المؤثرة إقليميا ،لكن الامل في أن يبادر النظام الحاكم لقطع الطريق أمامها كبيرا ، ويتمثل في الاعتراف بقضية مواطنوا الجنوب اليمني والاصلاح الحقيقي والشامل لاوضاع البلاد ،وعدم مراكمة أسباب الانهيار وترحيلها إلى زمن لن يستطيع معه تدارك ذلك.

---------------------------------------------------
*صحــافي يمني









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #