الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا نصافح باراك ؟

طارق الحارس

2008 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قبل البدء بالحديث عن المصافحة التي جرت بين الرئيس العراقي جلال الطالباني ووزير الدفاع الاسرائلي باراك لابد لنا من تسليط الضوء على قضية مهمة وهي أن العراق لم يعترف بشكل رسمي لحد هذا اليوم باسرائيل ، فضلا عن ذلك فأن أي مسؤول حكومي عراقي لم يقم بزيارة اسرائيل بشكل رسمي ، وأن أي مسؤول اسرائيلي لم يقم بزيارة العراق بشكل رسمي .
نسوق هذه المقدمة لأن الجميع يعرف أن هناك بعض الدول العربية تقيم علاقات رسمية مع اسرائيل ( مصر ، والأردن ، والمغرب ، وموريتانيا ) وهناك دول عربية أخرى لديها علاقات مع اسرائيل بطريقة مختلفة ( قطر ، وتونس ) ، فضلا عن أن دولة فلسطين صاحبة القضية الرئيسة في خلاف الدول العربية مع اسرائيل تقيم علاقات سياسية ، واقتصادية مع حكومة اسرائيل .
علاقة هذه الدول العربية الرسمية وغير الرسمية تتيح لمسؤوليها الاجتماع ، واللقاء ، والمصافحة مع المسؤولين الاسرائليين .
يحصل هذا الأمر دون ضجة اعلامية ، لكن حينما يصل الأمر الى مسؤول عراقي تقوم الدنيا ولا تقعد ويبدأ الطبالون بعزف ألحانهم النشاز ضد العراق .
هذا ما حصل مع المصافحة التي حصلت بين الرئيس العراقي والوزير الاسرائيلي مع العلم أن جميع الطبالين يعرفون تماما أن المكان الذي حصلت فيه المصافحة لم يكن له علاقة رسمية بحكومة العراق فالطالباني ذهب الى أثينا للمشاركة في مؤتمر الاشتراكية بصفته الشخصية كعضو في الاشتراكية الدولية ، وليس الرسمية كرئيس لجمهورية العراق . لقد أوضح هذا الأمر مكتب الرئيس بشكل صريح . لا ننسى الاشارة هنا الى أن المسؤول الأول في فلسطين كان حاضرا خلال هذه المصافحة ، نعني الرئيس الفلسطيني محمود أبو عباس .
السؤال الآن هو : ماذا يريد العرب من العراق في قضية اسرائيل ؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال لابد لنا من تسليط الضوء أيضا على أن الجامعة العربية وفي مؤتمر القمة الذي عقد في بيروت في العام 2000 طرحت مشروعا للسلام قدمه ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز ( ولي العهد آنذاك ) ومازالت هذه الجامعة تواصل خطواتها لتحقيق السلام من خلالها بشكل مباشر، أو عبر قنوات دولية أخرى ، فضلا عن أن دولا عربية أخرى تواصل مفاوضاتها ، بشكل فردي ، مع اسرائيل آخرها سوريا .
على هذا الأساس فأن جميعهم ، أعني الدول العربية تبحث عن السلام مع اسرائيل ، لكن عندما يصل الأمر الى العراق فان جميعهم يطالبنا برفع السيوف ضد اسرائيل .
السؤال الآن هو : هل علينا أن نرفع سيوفنا ضد اسرائيل ؟
مع أن العراقيين ، أغلبهم ، يعتقدون أن لا مشكلة مباشرة لهم مع اسرائيل ، إذ أن اسرائيل لم تؤذ العراقيين مطلقا فقصف مفاعل تموز النووي في بداية الثمانينات كان في مصلحة الشعب العراق ( لو تم اكماله لقصفنا صدام به مثلما قصفنا بالسلاح الكيماوي ) ، وفي الوقت ذاته فان أصحاب القضية ، نعني فلسطين ، في مفاوضات مستمرة مع الاسرائليين تتخللها المصافحات ، والقبلات أيضا ، بل أن الحكومة الفلسطينية دخلت في صراع مسلح مع بعض القوى الفلسطينية التي تحارب اسرائيل فلماذا علينا رفع السيوف في وجه اسرائيل .
هذا الأمر يجرنا الى السؤال الأخير : لماذا لا نصافح باراك أيضا ، لاسيما أن ( الأشقاء ) من الفلسطنيين قد صافحوه قبلنا ، بل وقبلوه أيضا ؟

بعد أن قرأ صاحبي هذه المقالة قال لي : سيتهمونك بالعمالة لاسرائيل .
قلت له : ليس مهما ذلك ، إذ أنني سأضيفها الى تهمة العمالة لأمريكا . الذي يهمني في الأمر هو مصلحة العراق وقد وجدت أن مصافحة الرئيس جلال الطالباني لباراك لا ضرر فيها على هذه المصلحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت