الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى اين تذهب اموال العراق الطائلة ؟

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



هذا اليوم اقرت الحكومة العراقية ميزانية بديلة للعام 2008 قيمتها 70 مليار دولار ! بدلا من الميزانية التي اعلنت في السابق وقيمتها 49 مليار دولار وقد تمت اضافة 21 مليار لها لتصبح بالرقم الجديد والذي هو 70 مليار دولار بالتمام والكمال ! وطبعاً هذا الرقم العالي جداً من شأنه أن يبني نصف العراق في النصف الثاني من هذا العام بالرغم من الفساد الاداري والمالي الذي ينهش بدوائر الدولة اين ما وجدت في العاصمة بغداد او محافظات العراق الاخرى !

لكن المشكلة الحقيقة تكمن في كيفية انفاق هذه الاموال الضخمة على ارض وشعب العراق وبطريقة عادلة ومتساوية ؟ لم تتمكن الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى اليوم ان تنفق اموال الشعب بطريقة صحيحة ولو بنسبة عشرة في المئة ! وذلك بسبب الفساد والنفوس التي اذا اعطيتها سُئلها جرتك الى ما لا تقنع به ! كما يقول علي ابن ابي طالب ( ع ) . وهكذا ينتقل الشعب العراقي من حال سيىء الى حال اسوأ حسب الستراتيجيات التي تحرك الحكومات العراقية التي جاءت الى دفة الحكم عن طريق الانقلابات والمافيات العسكرية التي اوصلتنا الى نفق مظلم وقذفت بنا في قاعه ، ميزانية بهذا المبلغ العملاق لبلد مثل العراق نفوسه اقل بكثير من الثلاثين مليون انسان ونصفه من المهجرين داخل وخارج الوطن ينبغي ان تودع الفقر فيما لو تم توزيعها بالحق والعدل !

وبما ان الحكومات التي جاءت لتحكم العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري يطلف عليها حكومات ديمقراطية باستثناء حكومة اياد علاوي المؤقتة وحكومة مجلس الحكم سيىء الصيت فكان ينبغي على حكومات الجعفري والمالكي التي انتخبتها الاحزاب العراقية الفائزة بالانتخابات ان تعمل بمبدأ الحق لتوزيع هذه الثروات الطائلة والتي هي من حق الشعب العراقي ، فمن يزور العراق الان وبخاصة مدن الجنوب والوسط سيجد من حالات الفقر ما لا يستطيع ان يجده في الصومال ! وكم عرضت الفضائيات العراقية الغير تابعة للحكومة العراقية ولا للاحزاب الحاكمة حالات مؤلمة لاناس داهمتهم الشيخوخة ويسكنون بصرائف من الطين ويتصدق عليهم الجيران والمارة ! بينما الحكومة العراقية لم تكلف نفسها لاعانتهم من هذه الميزانية التي تكفي لعشرة اضعاف الشعب العراقي !

حالات الفقر في العراق لا تعد ولا تحصى ، وحالات السرقات والنهب التي تمارسها الاحزاب العراقية الحاكمة تفوق التصور والخيال ، فكل حزب من هذه الاحزاب علمانية كانت ام اسلامية تسيطر على انبوب من انابيب النفط في الشمال او في الجنوب ! كل حسب منطقة نفوذه الجغرافي ويتم تهريب النفط بطرق حديثة وبعلم الحكومة التي تستمد قوتها من هذه الاحزاب ! ولهذا تجد ان نفوذ الاحزاب داخل العاصمة بغداد هو كبير جداً وكل حزب من هذه الاحزاب يمثل سلطة قائمة بذاتها مدعوم بالميليشيات التي تسند مواقعه وقصوره المنتشرة على ضفتي دجلة !

فبعد ان كانت هذه الاحزاب تلعن الطاغية صدام وزمرته ، جاءت لتحتل مكانه في القصور وتمت المحاصصة ما بين هذه الاحزاب بتقسيم قصور الطاغية وحاشيته المنتشرة في مناطق الكرادة والاعظمية واماكن اخرى كثيرة !

يقول التاريخ ان ابي ذر الغفاري دخل على قصر معاوية ابن ابي سفيان بعد ان تم نفيه في زمن الخليفة عثمان ابن عفان ، فسأله معاوية ما هو رايك يا ابا ذر بهذا القصر الكبير الذي بنيته ؟ فقال له ابو ذر أن كان قد بنيته من مالك الخاص فهذا هو الصرح بعينه ، وان كنت بنيته من بيت مال المسلمين فهذه هي السرقة !!

فكم من القصور والعمارات والصروح صادرتها هذه الاحزاب او اشترتها بمال المسلمين لتصبح ملكا لها على حساب الفقراء والمظلومين من العراقيين ؟ ناهيك عن القصور الباهضة الثمن التي تم شرائها من قبل الوزراء ورؤساء الاحزاب والبرلمانيين وغيرهم في دول عربية وعالمية وكلها من ميزانية العراق ! فكلما يرتفع مبلغ الموازنة لميزانية العراق كلما تكثر السرقات وتتضاعف حالات الفقر في نفس الوقت ! فلا تنفع ميزانية بارقام عالية بيد الاحزاب الحاكمة والشعب يتضور من الجوع والقتل !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل