الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصائب قوم عند قوم فوائد

كوهر يوحنان عوديش

2008 / 7 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من يتابع تصريحات مسؤولينا الكرام ( المحسوبين على شعبنا سهواً لانهم في وادي والشعب في وادي اخر، هذا ما تبرهنه وتثبته الايام ) يكتشف حقيقة نواياهم ويتأكد بأنه كان – ولا يزال - مخدوعاً بأقوال وكلمات رنانة كبيرة في المعنى وبعيدة عن التطبيق، فالشعب الذي عانى – ولا يزال يعاني – اصبح رقماً يضاف الى الارقام الحسابية، فلا يهم اذا قتل فلان او هجر علان مع عائلته عارياً حافياً، ولا يهم ايضاً اذا اغتصبت مئات البنات من اخواتنا او اختطفن واجبرن على تغيير دينهن والزواج من الامراء والخلفاء والجهلاء .... ، وايضاً لا ننسى اخواننا المهجرين الذين يتغذون من جلدهم في دول الجوار منتظرين رحمة الامم المتحدة لقبول او رفض معاملاتهم، نعم كل هذا لا يهم ما دام السيد محتفظاً بكرسيه وهانئاً بمكاسبه المادية وكلامه ينقل هنا وهناك وصورته تتصدر صفحات جرائده الحزبية على اساس كونه الممثل الوحيد لشعبنا ولولاه كنا الان في خبر كان!.
( خل ياكلون ما دام خالهم طيب ) مثل عراقي دارج ذو معنى مزدوج يستعمله العراقيون بكثرة، احياناً كناية بالشخص الذي يعيش على اتعاب غيره مادحاً نفسه كذاباً ابداً واحياناً اخرى للتعريف بحاشية صاحب النعمة الذي ينعم على تابعيه ببقايا موائده ثمن سكوتهم او رقصهم عرايا في مجالسه الصاخبة ولياليه الحمراء، ويعود اصل المثل قبل تحريفه الى رجل كان يزور اخته يومياً ويدخل عليهم طمعاً باشباع نفسه وملء معدته الفارغة من جوع اطفالها، وبعد ان يتغذى على ما وفرته الام ( أي اخته ) لاولادها لتسد رمقهم وتسكت بطونهم الخاوية ينادي على الاولاد الصغار ويوعدهم باشياء عاجز هو عن تحقيقها ويبدأ بالكذب والتملق ، فيقول وانا في طريقي اليكم رأيت حقل بطيخ وفكرت ان اشتري واحداً كبيراً يكفيكم جميعاً لكنني لم استطع فعل ذلك لان صاحب الحقل لم يكن موجوداً، وبعد ذلك مررت بالسوق لاشتري لكم البرتقال لكنني لم افعل لانني كنت متعباً، فتقاطعه اخته كل مرة وتطلب منه تحاشي وعدم فعل ذلك لانه لا يملك الكثير لتحقيق كل هذه الوعود كان يرد عليها ب ( خل ياكلون ما دام خالهم طيب ) وكأنهم هم الذين يعيشون على اتعابه ويأكلون من خيرات خالهم الذي يصفر مواعينهم على اخرها، هكذا كانت تمر الايام والاطفال ينتظرون بطيخ وبرتقال خالهم والمسرحية تعاد والكلام المنمق يتكرر، حيث كان يأتي اليهم فارغ اليدين دائماً وبعد ان يشبع يعيد عليهم ما قاله بالامس، الى ان جاء اليهم يومأ وبعد ان اكل وشبع بدأ بتكرار ما يقوله دوماً ولكن قبل ان ينهي كلامه قاطعته اخته ( التي ملت من كذبه وخداعه ):- بما انك شبعت فليس مهماً او واجباً ان تعيد علينا نفس الاكاذيب لاننا مللنا من سماعها وارجو ان تعيدها على غيرنا في المرة القادمة عسى ان يفيدك ذلك في تدبير وجبة من وجباتك!.
حال شعبنا يشبه كثيراً حال هذه الأم التي جوعت اطفالها لتشبع اخوها المتملق، فشعبنا الذي خدع من قبل رؤسائه وزعمائه الدينيين والسياسيين ظل جائعاً ليشبع هؤلاء ( لكي لا نحرق الاخضر مع اليابس ونضع الاخيار والاشرار في سلة واحد، ولكي لا نعمم فكرة الانتهازية على الجميع دون وجه حق، لا بد من القول ان الكثير من ابناء شعبنا يحاولون دفع القضية والتقدم بها خطوة الى الامام بدلاً من ارجاعها الاف الخطوات كما يفعل المستفيدين من وضعنا الحالي )، فالتشرد والفرقة التي تسود شعبنا سببها عيش هؤلاء على اتعابنا ومعاناتنا، فكم واحد من هؤلاء ضحى بشيء تافه وصغير، عدا الكلام المنمق والتافه الذي يخدعوننا به، في سبيل مستقبل ومصير شعبنا الذي اصبح على حافة الانقراض في وطن هو اصله!!!، وكم واحد تنازل عن كرسيه ومنصبه ولم يتعنت برأيه التدميري لانه كان بعيداً عن مركز القرار!!! اليسوا ممثلينا في البرلمان والمحافل الدولية ( كل واحد منهم يعتبر نفسه ممثلاً، لهذا ضعنا وتلاشى صراخنا في اروقة البنوك واعلن موتنا على الشيكات والصكوك )، ام ان ذلك مجرد منصب يتفاخرون به ووظيفة يعتاشون منها !!!.
انشغل الكثير منا كتاباً وسياسيين بالمناقشات والمشاحنات الجانبية، او التجأنا الى تصفية حسابات شخصية وفردية على حساب حاضرنا ومستقبل اولادنا، لذلك لم نفلح لحد الان بتشكيل كيان او مجلس شعبي يضم الجميع ويوحدهم قولاً وفعلاً، وسبب ذلك ليس البسطاء والمعدومين او العامة من ابناء شعبنا – المنشغلين بتدبير ايجار المنزل وسعر البنزين وحليب الاطفال ومواقيت نشرات الماء والكهرباء - بل اصحاب القرار والقادة المحترمين والسادة السياسيين ( سياستنا تعني الكذب والخداع حتى جفاف البئر وزوال الامتيازات، فما دام هناك فائدة من احتكار القيادة والتحدث بأسم شعب، يساق كقطيع غنم تلاحقه الذئاب، اذن لا بد من النضال!!! لابتلاع الاكثر ) الذين لكل واحد منهم زمرة وحاشية يرتبط مصيرهم بمصيره.
رغم كل الذي حدث ويحدث لشعبنا المبتلى بقادة انتهازيين لا يمثلون الا مصلحتهم من مآسي ومحن من مذابح وقتل جماعي وتهجير وتدمير قرى وحرق بيوت وكنائس مع ساكنيها .... لم يستطع رؤسائنا الروحيين وزعمائنا السياسيين من الالتفاف حول المعاناة لحصرها او توحيد كلمتهم ولو لمرة لحدث او امر يخص وجودنا ومستقبل اولادنا، بل بالعكس نلاحظ اتساع الفجوة مع مرور الوقت بحيث اصبحت قضية شعبنا نقطة غير مرئية في بحر حقدهم وانانيتهم.
في النقاش ليس هناك ( حسب اعتقادي طبعاً ) ربح او خسارة، فالكل كاسب ورابح حسب رأيه وقناعته، بل هناك توضيح للحقائق ومن ثم تحليل للامور ومن بعدها تصفية للضمير، وهذا ما يفتقد اليه الكثير من الكتاب ( حتى الذين يعيشون في اكثر الدول ديمقراطية الذين يعرفون ماذا تعني المصلحة العامة، وعلى أي اساس يختار وينتخب الشعب ممثله الى البرلمان والرئاسة ) الذين يتعاملون مع قضية شعبنا، وخصوصاً مسألة الحكم الذاتي، اذ يتناولون الموضوع من منظار حزبي ضيق لا يبان من خلاله الا مصالح القائد الاوحد وحاشيته !، فيتهمون هذا ويعرون ذاك ويلتفون ويدورون ويرجعون الى الجملة التي بدأوا منها وهي :- نحن نعارض لان الحدث لن يسجل بأسم قائدنا الاوحد وملهمنا الاعظم !!!، هكذا يتعاملون مع اهم قضية تخص شعبنا ومستقبل اجياله القادمة بوضع المعاناة والمستقبل في جانب واسم القائد ومصلحته في الجانب الاخر من الميزان.

مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جواري القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك ومن وثن الى وثن – نزار قباني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي