الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتداء

اميرة بيت شموئيل

2008 / 7 / 11
الادب والفن


يا الهي ، كيف اصارحها بالحقيقة. هذه المرأة التي اهملتني طويلا ولم تحاول ولو مرة الاستماع الى صوتي الجريح. كيف اصارحها بحقيقة قد تحطم احلامها وتزحزح ثقتها الى الابد. اعرف انها بحاجة الى هذا الوغد، لتثبت براءتها من تهمة الخيانه. تريد ان تثبت للجميع ان  الطلاق كان بسبب الحب  وليس بسبب الخيانة من اجل الجنس. ها هي اليوم ترسم السعادة في كل خلية في جسدها .. والهدوء في كل زاوية في بيتها.. الا في داخلي. .. لقد اجبرتني على الرضوخ لحلولها.. واجبرتني على الابتسامة لدعم رسوماتها. اه يا ابي.. اين انت؟؟ لما تركتني اقاسي الامرين.. حرماني منك واسري في هذا السجن الموحش.. لماذا لم تقلل من ساعات عملك لترضي طلبات جسدها المجنون .. ما بالك لم تعر اهتماما لطلباتها الحيوانية.. لماذا لم تشبعها بالجنس كما اشبعتها بالمال... ابي، اوا لم تكن لها وفيا انت ايضا؟ ام انك اهملت علاقتكما الزوجية بسبب اعمالك. اعرف بانك احببتها واحببتني وما زلت.. فلماذا لا تأخذني انا معك، لاعيش في حنانك ورعايتك.. ما الذي يجعلك تتردد في تكفلك بي ؟؟ ما الذي يخيفك مني؟؟ لست انا من خانتك يا ابي.. اريد ان ابقى وفية لك كما اليوم .. اريد ان اقوم بخدمتك، لتجد الراحة والسعادة عندما تعود الى البيت بعد ساعات الشقاء في العمل. اطلقني من هذا السجن لانطلق بنفسنا الكسيرة الى الحرية والصفاء... الثقة والوفاء.. الراحة والهناء. ارجوك يا ابي، لا تشبهني بهذه الخائنة، فلك في قلبي حب، لا يضاهيه حب انسان.. حب يجعلني اعيش المأساة مرتين.. مرة عنك ومرة عني.. اسحق واقتل في اليوم الاف المرات يا ابي. لست في امان مع امي.. هذه المرأة لم تعرفني اطلاقا.. هذه المرأة لا تهتم الا بنفسها يا ابي. لقد كنا انا وانت بدرجة ادنى من بقية الاشياء في حياتها... وهذا الشرير لا يحبها كما اوهمتنا والناس جميعا. لقد كانت بالنسبة اليه نزوة عابرة كبقية نزواته، ولكنها تحولت بحكم الاقدار الى واقع يجب ان يتعامل معه بشئ من العقل، بعدما اكتشفته معها في سريرك، يوم عدت من العمل على غير عادتك.. لو لم تكتشفهما وتطلقها يا ابي ، لعبرت هذه النزوة لديه ايضا والتحقت بالبقية.. ولكنها الاقدار من ابت ان تتعب انت وتشقى طوال اليوم، لتعربد هي وهذا التافه بما تجنيه من تعبك وشقاك. هذه المرأة، اذا كانت قد خانت علاقتها الزوجية معك اليوم، فقد خانت امومتها معي دائما. لا احس بحنان الام فيها.. فلماذا تجبرني على البقاء معها؟؟ لم اعد اتحمل روائح الخيانة والخداع والاعتداء يا ابي.. سانفجر واحرق ما استطيع احراقه في هذا البيت العفن. وليكن ما يكون يا ابي..
- امي، زوجك اعتدى على مراهقة وحاول النيل من طهارتها بلا عذر مشروع.
- اخرسي يا حقيرة.. هل تعتقدي، بكذبك هذا، ستعيديني الى ابيك المغفل؟
- لست ابهة ان عدت الى ابي ام لا.. ولكني اصر على ان ما قلته عن زوجك هو الحقيقة.
- كيف واين اعتدى على هذه المراهقة يا طائشة؟
- دخل الى بيتها بعد ان صادق امها وعلقها بشباكه واعتدى عليها.
- لا الومه، حتى اذا مزقهن معا. اذا كانت امها العاهرة قد فتحت بابها واقدامها له، فالاصدق ان تكون ابنتها قد فعلت مثلها تماما.. فلماذا تعتبريه اعتداء؟
- لاني اثق بكلامها.
- هل تثقين بالعاهرات يا فاجرة.. ماذا تعني لك هذه الساقطة؟؟
اضربيني ما استطعت.. شدي شعري.. اكسري عظامي.. قسوتك لا تفاجئني يا مستبدة. لكني مصرة اليوم على ان اسمعك صوتي حتى النهاية.. نعم أثق بها اكثر منك.. أثق بها كما نفسي.. لانها ... أنا... أنا يا امي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي