الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيزك

غيورغي فاسيلييف

2008 / 7 / 16
الادب والفن


رجع زكريا الى بيته كعادته، يعني رجع حوالى العاشرة مساء. وهو شاب غير متزوج، ويعمل في مطبعة متوسطة الكبر. هو يعمل محررا ومدققا.
بعد وصوله الى البيت يشلح حذاءه، ويروح الى الحمام، ويغسل يديه، ويشغّل الكمبيوتر، ويروح لتبديل ثيابه. في هذا الوقت يقوم بفتح الشبابيك لتهوية البيت. ويروح الى المطبخ، ويضع ابريق الشاي على الغاز، ويحضر اكلا خفيفا يكون مكونا، عادة من الجبن الأبيض، والزيتون الأسود (عيطون)، وحبة خيار واحدة. يحضر كاس شاي اخضر كبير. بعدين يأخذ العشاء والشاي ويروح الى كمبيوتره. يقرأ بريده ويحذف اغلب الرسائل الكثيرة التي تصله، لأنه لايعرف مصدرها. ويجيب على بعضها.
بعدين يروح الى البلكون ليدخن، لأنه لا يحب التدخين في البيت، او في الأماكن الضيقة. ويرجع الى الغرفة ويطفئ الكمبيوتر ويأخذ كتابا ويبدأ القراءة قبل النوم. زكريا يعتبر اليوم الذي لا يقرأ فيه اكثر من ساعتين، يعتبره يوما ضائعا. واحيانا يقرأ حتى الرابعة او الخامسة صباحا. مع العلم ان يوم عمله يبدأ في الساعة التاسعة والنصف صباحا. وهو بحكم عمله محررا ومدققا يقرأ ماهب ودب، لكن القراءة البيتية بالنسبة له طقس لايتغير ابدا.
في هذا اليوم، في هذا المساء اخذ يقرأ كتابا صدر حديثا يتحدث عن أساطير البلدان الاسكندنافية. في هذا الوقت اتصل به صديق، واتفق معه على اللقاء في اليوم التالي في العمل. بعد الانتهاء من القراءة راح الى الحمام، واخذ دوشا. يجب القول ان زكريا يأخذ دوشا يوميا قبل النوم، ويفرشي اسنانه، ويروح الى الفراش.
نام زكريا بحدود الساعة الثانية ليلا. شاف في منامه انه في المدينة، وفجأة شعر بهزة ارضية قوية، مما جعله يحس برهبة، وجعل الناس من حوله يصرخون من الرعب. وسألته امرأة عما جرى، وقال زكريا انه لايعرف، ولكن يمكن ان هذا هزة ارضية. وفي هذا الوقت قطع الراديو ارساله، ليبدأ المذيع بصوت يبدو عليه الهلع : " سيداتي وسادتي، تعلن وزارة الطوارئ انه قبل لحظات وبشكل مفاجئ دخل نيزك طوله كيلومتر تقريبا المجال الجوي للأرض، وضرب شبه الجزيرة العربية، وتبين المعطيات الأولية المأخوذة من الأقمار الصناعية ان السعودية وكل منطقة شبه الجزيرة قد اختفت من الوجود، وتحولت الى حفرة كبيرة تحترق وتلتهب. ومركز اصطدام النيزك بالأرض كان في منطقة مكة في السعودية، التي تعتبر مكانا مقدسا للمسلمين".
كانت تلك المرأة ما زالت تقف قرب زكريا تستمع الى الراديو رفعت يدها وبدأت تصلّب، وتصلي بصوت مسموع: " باسم الآب، والابن والروح القدس"! وتلتها بالصلاة الربانية: "أبانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين". وكررتها وهي تبكي عدة مرات.
وبعد لحظات قال المذيع: "جاءنا الآن من وزارة الطوارئ ان اصطدام النيزك بالأرض في شبه الجزيرة ادى الى احداث حفرة تغطي كل الجزيرة بالكامل، وان هذا احدث موجات عاتية لماء البحر، الأمر الذي ادى الى غمرها التام بالماء".
وهنا فاق زكريا من النوم على صوت ضربات لم يفهم مصدرها في البداية، وتبين انها آتية من جارله يبدو ان يدق مسمارا في الحائط.
2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو