الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن: النقد كضرورة للتطوير وتأسيس الشراكة الوطنية

رداد السلامي

2008 / 7 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


كثيرا ما لا يستطيع البعض تحمل النقد، رغم خفته وليونته أحيانا، فعادة ما يثير أزمة لدى المنقود تفقده الثقة بذاته ،بدلا من أن يلتقطه ليستفيد منه ، أو ينمي ذاته.
عدم تلافي القصور لأداء تنظيم سياسي أو فرد أو جماعة أو شعب ،يأتي نتيجة عدم إحياء وجود التناقد ،أو الاستفادة من النقد إن وجد.
في بلادنا النقد يعد فضحا ،وكشفا ،وهتكا وتشهيرا ،هكذا ينظر اليه كما أن النقد أو المكاشفة والصراحة وقول الحقيقة مهمة لا يجب أن تقال إلا سرا أو على مضض ، وهذه النظرة راكمت الأخطاء وجعلت الأمور تسوء وتتجه نحو الأسوأ ،وبذلك أضحت محفزات الصدق والشفافية مصابة بالضمور ،وسيطرة لغة النفاق والمجاملة وتغييب الحقائق ،على كل سلوكياتنا وممارساتنا وتفكيرنا، وهكذا ما جعل الوعي المجتمعي مزيفا ومحكوما بالمخاتلة و المداهنة ،والتلويح الذي لا يضع الذات الفردية والجماعية أمام واقعها كما هو وعيوبها وأخطاءها ،وبالتالي تستمرئ هذه اللعبة القاتلة وتسترسل في متاهة خداع الذات ، ،وهنا بالذات منشأ آفات التغيير والتقدم نحو الأمام ، كما يصيب الجمود قوى المجتمع ومؤسساته وأطره بتلك الغشاوة والسرابية المنافية للصدق والرؤية الصحيحة ،و الشفافية كملازمة للتطور والنهوض ، نحو الأمام باتجاه ما يعزز من قيم البناء وتأسيس مجتمع مدني وغدا وطني أفضل.

النقد أغراضه وبواعثه متعددة ،ولكن يبقى مهما، مهما كان الغرض منه ، ذلك أن الثقة بالذات فردية وجماعية هي التي تستطيع أن تتعامل مع ذلك النقد بما يمكنها من الاستفادة منه، على قاعدة "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" ،وبالتالي يتخلق لديها حسا ذاتيا فارزا يميز الخبيث من الطيب ،ويأخذ بالبناء ويترك الهدام ،فالأخذ بما يجب وترك ما لا يجب وفق معيار فارز يحدد أهمية ذلك النقد أو عدم أهميته، يعد ضرورة ملحة في ظل واقع متسارع الخطى والتحولات، متغير ومعقد يلغي الجمود والتحجر وينتج تحديات جديدة ،والانطلاق من إستراتيجية ثابتة هو الذي يجعل من النقد كذلك ضرورة ملحة أيضا ،لأنه يعدل ويضيف ، يبطئ ويسرع ،لأن الواقع ومتغيراته عادة ما يزوي السلوك النابع من جمود فكري قديم في دائرة حرجة لا تخدم الأهداف الإستراتيجية.


النقد إذا أداة تحسين وتطوير وفكفكة لعقد الذات الفردية والجماعية ،وإتلافا لمعيقات البناء والنهوض والتقدم ،كما يقود إلى تشكيل إجماعا حول ما ينبغي أن يختلف من أجله وما لاينبغي
، وينحو نحو فتح ثغرات في جدار الانسدادات أيا كانت ،وهتك مسلمات دعوى امتلاك الحقيقة المطلقة ،التي تصبح مع التسليم بها أيدلوجيا رافضة وجامدة ،لا تتيح إمكانية افتراض وجود حقائق وأفكار ومسلمات إلى جانبها، كما يقود النقد أيضا إلى التعايش بما هو نسف للمقدسات المستعلية الأيدلوجيات النابذة للآخر ،التي يصنعها وهم الفرادة ،والتميز المطلق ،وبالتالي يٌسهل عملية الاندماج الاجتماعي والتنوع والاختلاف والتعدد ورؤية الذات والآخر من زوايا مختلفة ،ويصنع شراكة وطنية حقيقية معيارها المواطنة المتساوية مهما تباينت التوجهات والأفكار والتقاليد والرؤى ، تنتظم في إطار وطني جامع قوامه الديمقراطية كآلية تضبط إيقاف التعدد والتنوع والاختلاف وتداول السلطة سلميا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10. June 2024


.. الانـتـخـابـات الأوروبـيـة: مـن سـيـحـكـم فـرنـسـا؟ • فرانس




.. -صفعة- عمرو دياب تتصدر المشهد وليدي غاغا تنفي شائعة حملها..


.. هل تكون مقامرة ماكرون.. جائزة لبوتين؟| #التاسعة




.. صفعة عمرو دياب.. بين القضاء وتوقعات -ليلي عبد اللطيف-!| #منص