الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاطعة

احمد فايق دلول

2008 / 7 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


المقاطعة، موضوع شائك للغاية، غالبا ما يتردد علي اللسان العربي، و يراود قلب المسلم، فكيف لا نقاطع البضائع الدنمركية؛ و رسولنا يهان؟ لا بد و أن نقاطعهم اقتصاديا، و لكن هل فكرنا يوما، ما معني المقاطعة؟ و هل فكرنا يوما، كيف نقاطع؟ و من نقاطع؟ و ما مصلحتنا في المقاطعة؟ و هل نقدر علي تحمل تداعيات المقاطعة؟ فالمقاطعة التي نرجوها تبدأ بالفكر و المنطق، فلنقاطع الدنمرك أولا و قبل كل شيء بفكرنا الإسلامي، و خطوة مكملة لذلك، هي ترك الأفكار الدنمركية و مقاطعتها تماما، و المقاطعة الفكرية تتم من خلال الفكر و الثقافة و العلم ، و كل ما يؤدي إلي نقل الأفكار الدنمركية النصرانية إلي العالم العربي و الإسلامي، مثل منع الطلاب المسلمين من الدراسة في جامعات الدنمرك، و منعهم حمل الثقافة او الفكر الدنمركي، و تأتي بعد ذلك المقاطعة الاجتماعية؛ و التي تتمثل في منع زواج شباب الإسلام من الفتيات الدنمركية ، و كذلك منع البنات المسلمة من الزوج بالشاب الدنمركي الحاقد، و تأتي بعد ذلك المقاطعة السياسية والتي تتمثل في سحب السفراء العرب و إغلاق سفاراتهم، و كذلك طرد السفراء الدنمركيين من بلاد الإسلام و إغلاق سفاراتهم و مصادرة محتوياتها، و قطع العلاقات الدبلوماسية و السياسية بلا عودة، أما المقاطعة الاقتصادية فموضوعها شائك للغاية ، فمن غير المعقول أن أقاطع السلع و البضائع الدنمركية؛ و في المقابل لا امتلك السلع أو البضائع البديلة التي تلبي حاجات المواطن العربي، فبعد المقاطعة الجزئية الاقتصادية للبضائع الدنمركية؛ فرغت المحال التجارية في دول الخليج من البضائع و خاصة مشتقات الألبان؛ و بقي المواطن هو الخاسر في هذه الحالة، حيث لم يكن ليجد ما يلبي احتياجاته و لو جزئيا، و بقيت الحكومات العربية عاجزة عن توفير السلع البديلة لمواطنيها، فالمقاطعة الاقتصادية تحتاج إلي شبكة تجارية عربية تلبي كافة احتياجات المواطنين، و أن تتبع الدول العربية سياسية الميزة النسبية و الميزة المطلقة في إنتاجها للسلع التي يحتاجها المواطن.
و لو قلنا من نقاطع؟ فبكل سهولة و يسر ، أقول: قاطعوا السلع و الخدمات الصهيونية الإسرائيلية التي تجتاح الأسواق العربية و خاصة أسواق دول النفط، فالدينار الذي يدفعه العربي ثمنا للسلعة الصهيونية؛ يرتد إلي صدر المواطن الفلسطيني علي شكل طلقة نارية حارقة ، فبالله عليك أخي العربي؛ هل تقبل أن يقتل أخوك الفلسطيني بأموالك؟
و لا يفوتنا ان نذكر نوعا من المقاطعة، فلن نستطيع تحمل المقاطعة بحق الا بعد مقاطع الشياطين ، و كذلك مقاطعة الذنوب و المعاصي التي تسير بنا نحو الهاوية ، و نحو الهدف الذي ترجوه أمريكا و إسرائيل.
هل تستطيع الشعوب العربية تحمل المقاطعة الاقتصادية؟ في حال وفرت الحكومات العربية بدائل مناسبة لمواطنيها؛ فالمواطن العربي يتحمل المقاطعة بكافة تداعياتها، و في حين لم توفر الحكومة البدائل لمواطنيها، فالمواطن يتحمل تداعيات المقاطعة حبا لرسول الله (صلي الله عليه و سلم) ، و نأخذ مثالا علي ذلك، شعب فلسطين في قطاع غزة؛ و الذي يقبع تحت حصار جائر لأكثر من عام، حيث تحمل الجوع و العطش ، و تحمل فقدان الأدوية و العلاج، و اجتاز حالة لم يسبق لها مثيل في القاموس العربي أو الإسلامي؛ من اجل البقاء علي كرامته التي كادت أن تسلب منه .
و في الختام؛ أقول: انه بالرغم مما للمقاطعة الاقتصادية من آثار سلبية علي المواطن العربية؛ إلا أنها حققت بعض المزايا، و نذكر علي سبيل المثال أن كثيرا من الشركات الدنمركية قدمت اعتذارها للإسلام و المسلمين ، وطالبت بعدم ربط سياسة حكومتها التخبطية بالعلاقات الاقتصادية العربية الدنمركية، و فصل العلاقات السياسية عن العلاقات الاقتصادية؛ مثل شركة "nike" ، و كذلك مجموعة مطاعم "ماكدونالدز" التي تبرعت بريال من قيمة كل وجبة طعام إلي مستشفيات الأطفال الفلسطينيين، وذلك بسبب الخسائر التي منيت بها بعد الانتفاضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -