الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النصر الذي صنعه حزب الله!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2008 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد عامين من حرب تموز في لبنان:

جاء القرار 1701 ليفتح لإسرائيل ثغرة نجاة في مأزقها الكبير الذي أقحمها به رئيس الوزراء إيهود أولمرت، فهو إذن انتصار لها.. وأيُّ انتصار!.

في أحد الخطابات اليومية التي يلقيها لتفادي آثار حربه الخاسرة في لبنان قال اولمرت: "نحن شعب رائع.. لقد انتصرنا في هذه الحرب، هذا هو أعظم انتصار في تاريخ الدولة... لقد غيرنا وجه الشرق الأوسط. وغيرها وغيرها".

ويتهامس ضباط كبار كانوا جالسين في كلية الأمن القومي حيث ألقى أولمرت خطابه قبل أن يسمعهم مراسل صحيفة سرائيلية وهم يتساءلون: عن أيِّ حرب يتحدث.. هذا المسطول؟!.

عندما كان في العشرين ونيّف من عمره، عمل أولمرت خادما لعضو في الكنيست، ولا يصفه أعضاء في الكنيت آنذاك الا بـ"الوصولي، والحزبي المبتدئ"، الذي عاش حياته السياسية متنقلا بين العديد من الأحزاب طيلة مسيرته،ليصل إلى منصب رئيس بلدية، حتى صعد إلى عربة أريئيل شارون، وحاز، بالصدفة، على لقب "القائم بأعمال رئيس الحكومة"، وعند إصابة شارون بالنوبة الدماغية، تحول إلى رئيس للحكومة!.

"لقد أراد ألمرت التفوق على أريئيل شارون بعدة درجات، وخسر بأكثر مما خسر شارون.. في لبنان".

هكذا يصفه الإسرائيليون، مضيفين أنه وفي كافة مراحل مسيرته هذه كان يُظهر أنه من أتباع حيروت من ناحية معتقداته ولكنه يلبس قناع اللبيرالي أمام اليساريين.

إذن هو انتهازي منافق يريد أن يرتدي لقب "رئيس حكومة" بالمواصفات الإسرائيلية، وهذا يعني أن يحقق لإسرائيل نصرا كبيرا.. في المنطقة.

اندمج ألومرت بكل كيانه مع أفكار واشنطن في صياغة شرق أوسط جديد، حتى قبل أن يخوض غمار هذه الحرب الخاسرة التي تأكد أن واشنطن متورطة فيها لضرب حزب الله حتى قبل الثاني عشر من يوليو عندما خطف حزب الله الجنديين.

فبعد أن صدقنا السيد نصر الله أن الحرب كانت مبيتة على لبنان، جاء الصحافي سايمور هرش الحائز على جائزة بولتيزر والذي كشف فضيحة سجن ابو غريب "ليؤكد تلك الحقيقة ويقول إن الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني كانا واثقين من أن حملة القصف الإسرائيلية على مواقع حزب الله قد تهدىء مخاوف إسرائيل بشأن أمنها.

مجلة نيويوركر التي تنشر مقال هرش بتاريخ 21 من الشهر الجاري تنقل عنه قوله إن إدارة بوش كانت ترى أيضا في هذه الحملة مقدمة لهجوم وقائي أمريكي محتمل على ايران لتدمير منشآتها النووية.

لقد أراد أولمرت أن يكون له سهم في بناء "شرق أوسط جديد"، وعليه الآن أن يتلقى الضربات داخل الكيان الإسرائيلي حيث نقل حزب الله بانتصاره الكبير، هذه الحرب إلى هناك، محققا أكبر انتصار في التأريخ على الدولة غير الشرعية، هازّا وبعنف، ثقة المجتمع الإسرائيلي الهجين، باسطورة جيشهم.. الذي لا يُقهر.

هذه الثقة المهزوزة عبر عنها وزير البنى التحتية، بنيامين بن العيزر حين قال "إسرائيل خسرت الحرب".

وأكدتها تسريبات أوساط سياسية من حزبي "كديما" و"العمل" أن أولمرت، سيُضطر نهاية إلى المصادقة على تشكيل لجنة تحقيق رسمية لتبحث هذه الخسارة الكبيرة.

الحكومة الإسرائيلية شهدت جلسة صاخبة للمصادقة على القرار 1701 من قبل أعضاء من كل الأحزاب نتيجة إدارة هذه الحرب التي يقولون إن إسرائيل تكبدت من خلالها خسائر فادحة للغاية. وعلى الرغم من هذه النقاشات إلا أن الجميع وافق في النهاية على اتفاق وقف اطلاق النار ما عدا وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الذي امتنع عن التصويت لعدم تضمن القرار على هدفين أساسين، من أجلهما دخلت إسرائيل الحرب وهما: اطلاق سراح الجنديين الأسيرين وتجريد حزب الله من أسلحته.

فلا هذا ولا ذاك حصلت عليهما إسرائيل... من خلال الحرب.

وهاجم موفاز اولمرت قائلاً: "أنا أذكر أن في قرار الحكومة - بشن الحرب- التزمنا باعادة الجنديين من دون شرط أو قيد، بينما تعلن إسرائيل أنها ستتفاوض مع حزب الله من اجل اطلاق سراح الجنديين، وهي بذلك خضعت لارداة حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله.

لقد فشلت إسرائيل في القضاء على حزب الله، وهو الهدف المطلوب من الحرب وخطتها المبيتة. وهاهو حزب الله وبعد أكثر من شهر من حرب غير متكافئة، استخدمت إسرائيل فيها كل قذاراتها المحرمة دوليا، يخرج صامدا قويا، رغم أنه قاتل فقط بأقل من خمس قوته الحقيقية، ليهزم الجيش الخامس من ناحية قوته في العالم. وهزمه، ليس في ساحة الحرب وحسب، بل وهذا الأهم ... داخل مجتمع إسرائيل الذي ما عاد يحلم بالأمان.

ويجب التنويه الى أن أولمرت وباقي من أيده في مغامرته الفاشلة، لم يتحدثوا قبل المصادقة على القرار 1701، عن القضاء على حزب الله.

مسلسل تراجعات كان السيد نصر الله حدثنا عنها في احدى خطاباته الواثقة من النصر. فان إسرائيل أعلنت بعد فشلها الذريع في القضاء على حزب الله، أنها تريد إضعافه فقط! وهو غلاف معدل لهدفها الأول، ويبدو لها من الوهلة الأولى قابلا للتحقق على أساس أن أيَّ حرب تُضعف الطرفين.

هنا أيضا خسرت إسرائيل التي تعوضها الولايات المتحدة عن كل خسائرها الا ... اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي.. امام ضربات مقاتلي.. حزب الله.

وحزب الله الذي جعل من اقتناص دبابة "الميركافا" وجبة رجاله المضلة، أوقع في صفوف الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية فادحة قالت عنها الاذاعة الاسرئيلية إنها لن تعوض، فكسر الروح القتالية أشد ايلاما على الإسرائيليين.

ماحققته إسرائيل، أو انها أقنعت نفسها أنها حصلت عليه من القرار 1701 هو هدف متقزم يتمثل بابعاد حزب الله عن الحدود، بعد أن تبددت الأهداف السابقة، وهو أيضا باعتراف أعضاء بارزين في الكنيست، لن يتم تحقيقه أيضا، لأنه في الأساس غير قابل للتحقيق.

فقد أكدت عودة النازحين اللبنانيين الى قراهم وبلداتهم المدمرة، أن مقاتلي حزب الله ليسوا وحدهم في ساحة المواجهة مادام كل سكان الجنوب المتضررين حتى الموت، ينادون أمام الفضائيات وهم يشاهدون ما حلَّ بمنازلهم:

كلنا فداكِ يامقاومة، وجنود لنصر الله الذي فشلت إسرائيل في قتله بالغارات الذكية والغبية وبما لديها من جواسيس..

إنه النصر... الذي حققه حزب الله.

أليس كذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على