الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش . . ظاهرة جديدة بالزي الرسمي

علاء الكاشف

2008 / 7 / 13
العلاقات الجنسية والاسرية


الشرطة والجيش يعدان احد أهم الأجهزة في اي دولة في العالم. لأنها مرادف للأمن في ذهن المواطن. بمعنى انه يشعر بالحماية إزاء وجودها , وعند دخولك الى مراكز الشرطة تجد لافتة متسخة ومعلقة على مضض مكتوب عليها (الشرطة في خدمة الشعب) أي في حالة الاعتداء عليك او التحرش بك او أي أمر آخر يمكنك التوجه الى مراكز الشرطة لتقدم بلاغاً ضد الشخص المعتدي وتقوم الشرطة بالواجب المناط بها وكما ذكرنا هذا ما معمول به في دول العالم ولكن ليس في العراق لكون العراق لا يخضع لهكذا قوانين فلا زالت أجهزة الشرطة والجيش تعاني من اختراقات وتجاوزات ولازالت القوات الامنية تعاني من عقدة السلطة التي كانت موجودة في زمن النظام المباد فهم يعتقدون انهم فوق القانون ولا أحد فوقهم ليحاسبهم على اعمالهم فتجدهم يتخبطون يمينا وشمالا دون رقيب او حسيب وهذه إشارة في غاية الخطورة على انهيار ثقافي واخلاقي في مؤسسة امنية يعتمد عليها النظام في الدولة.
و قد عايشت موقفا مماثلا ً أثناء ذهابي الى عملي وبينما كان الطريق مفتوحا ً لسير المركبات فاجأنا احد رجال الشرطة ممن يتكفلون بحماية احدى الوزارات العراقية بالوقوف وسط الشارع وايقاف السيارات والسماح لها بالمرور حسب مزاجه الشخصي غير آبهٍ لاعمال الناس ومشاغلهم وامتحانات الطلبة وهي قصة بسيطة بل وعادية جدا. أردت فقط أن أوضح بها المعاملة الطبيعية في جهاز الشرطة. بل إن القصص المماثلة كثيرة جدا والأخطر من هذا والذي احاول الوصول اليه هو تحرش رجال الشرطة والجيش بالموظفات والطالبات ومن الصباح الباكر مما ولد هاجساً وخوفا ً لدى النساء عند المرور بالقرب من سيطرة لقوات الامن والغريب في الامر ان رجل الامن وعند مرور احدى النساء من امامه ينسى الواجب والاوامر ورتل السيارات الطويل ويتسمر امامها ولا يحيد بنظره عنها الا بعد ان تتلاشى معالمها عن انظاره .وليس هذا فقط بل ان تجاوز رجال الامن يصل الى الكلام المعسول الذي لا يخرج الا من اشخاص خارجين عن السيطرة وغير ابهين لسلطة القانون التي من المفروض ان يتحلوا بها. وفي احدى اوقات الظهيرة وبعد نهاية الدوام رأيت عدة طالبات خرجن من الجامعة المستنصرية ليركبن احدى الحافلات وتفاجأت بأن يقوم احد الحماية الذي اوكلت اليه حماية الطالبات والطلبة يتحرش بهنّ دون حياء واستحياء من الطلبة المتجمهرين امام الجامعة , ان هذا الامر ما كان ليتم لو علم ان هناك قانونا ً يمكن ان يحكمه او هناك ما يعرف بالانضباط العسكري الذي يحاسب الجندي على تهاونه في اداء الواجب وليس فقط التحرش بالمواطنين ومضايقة سيرهم .
احد الطلبة تحدث باستخفاف عن هذه الظاهرة بالقول لو اردت ان تمرر سيارة مفخخة من امام سيطرة للجيش العراقي اجعل امرأة تمر من امامهم فهم سوف ينشغلون بها ويتركون السير والواجب ولو طلبت منهم مرافقتها لتركوا حتى الوطن الذي يعتقد انهم واقفون من اجله , واضاف انها حالة مزرية يجب معالجتها وعلى الحكومة ان تسن قانونا ً للعقاب لكي لا تستفحل هذه الظاهرة .
نور طاهر (طالبة جامعية) تقول ان هذه الظاهرة وللأسف الشديد مستفحلة بكثرة لدى القوات الامنية وخصوصا الشرطة العراقية التي من المفروض ان تكون في خدمة الشعب ولكن على العكس فهم يشوهون الواجب الاخلاقي الذي من المفترض ان يتحلوا به واصبح الناس لا يشعرون انهم وجدوا لخدمتهم فالجيش والشرطة انخرط به بعض الاشخاص فاقدي الاخلاق والثقافة مما جلب السمعة السيئة لهذا الجهاز الامني , وعن سبب هذه الظاهرة ترى ان غياب الرادع عامل رئيس في الامر ناهيك عن ان اغلب عناصر الجيش هم من محافظات مختلفة وهم ليسوا من بغداد وبالتالي لم يتعرفوا على اهل المدينة وطبائعها اضف الى ذلك الضغط النفسي والعصبي نتيجة بعدهم عن أهاليهم ووقوفهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة كل هذا ولد لديهم شعوراً بالاحباط فتراه يحاول ان يفعل أي شيء ليتخلص منه فيتحرش بالنسوة او يوقف السيارات لاسباب بسيطة واروي حادثة طريفة لاحد الجنود عندما كان يوقف السيارات ويطلب من السائق اعطاءه بيت شعر ليدعه يمر وهكذا مع جميع السيارات وطابور السيارات وصل الى عدة كيلو مترات .
ابتسام محمد (استاذة جامعية) تقول ان نساءنا لم تعد تستطيع التحرك كما كان في السابق ..كنا نقول اذا تحرش بنا احد فان هناك قانوناً يحمينا ولكن ماذا اذا كان القانون هو من يتحرش بنا ويضايقنا فاين نقدم دعوانا والى من نشتكي امرنا هل يريدوننا ان نجلس بالبيت ولا نتحرك منه بسبب بعض التصرفات الطائشة التي تصدر من بعض المحسوبين على الاجهزة الامنية هذا من غير الممكن ان يحدث اني اطالب وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ان تضع ارقاماً للاتصال والابلاغ عن هذه الشكاوى او أي طريقة اخرى يمكن ان نسجل مظلوميتنا لديها وليس هذا فقط فأن أفضل منظر حضاري تشاهده عند مدارس البنات والمعاهد , فتشاهد مسيرة من الشباب الصايع الضايع يلبس ابهى ثيابه يبدأ دوامه على جدران المدارس والمعاهد وازقة المناطق ليتحرش بكل فتاه تمر ويسمعها اقذر الكلام وكل ذلك على مرأى ومسمع من رجال الشرطة والأمن المتواجدين في هذه المناطق , مع اني ارى ان على الفتاة أن تحترم طبيعة الرجل وطبيعة عادات وتقاليد المجتمع فمجتمعنا شرقي محافظ، ولا يقبل الخروج عن المألوف لذا يجب ان يكون لباسها محتشماً لكي لا تدع مجالاً للآخرين للتحرش بها ".
القوات الامنية من جانبها لم تنفه نفياً قاطعا واكتفت بالقول ان هذه الحالة موجودة ولكن ليس بكثرة وتساءل (رسول) احد عناصر الجيش العراقي بالقول على من تقع مسؤولية هذه الحالة اننا نشاهد فتيات جميلات لا يلتزمون باللباس المحتشم ومن الصباح الباكر وبعضهن يتصرفن تصرفات غير مهذبة ونحن مهما كنا بشر قد تذهب اعيننا اليهن (ان الله جميل ويحب الجمال) , ويعتقد (رسول) ان سبب هذه الحالة هم الاهل وعمادات الكليات التي تسمح للفتاة ان تأتي الى الجامعة بلباس غير محتشم خصوصا ونحن مجتمع شرقي يعد هذه الملابس تجاوزاً على القيم والاخلاق ومن يتهمنا بقلة الثقافة فهو خاطئ لاني اتحداه ان يرى امرأة بهذا الملبس دون ان ينظر اليها .
بينما زميله يقول مهما كانت زيادة ساعات الواجب او مدة نزولنا الى اهلنا فانها لا تعطينا الحق بالتجاوز على غيرنا واذا حصل هذا الامر هنا او هناك فأنه يعود للمرأة وملابسها وتصرفاتها فأني لا اعتقد اذا رأيت فتاة مهذبة ومحتشمة سأسمح لنفسي بالنظر اليها .
بينما رد الشاب عمر دريد (طالب جامعي) هذه التصرفات الى الفتاة نفسها حيث قال "لماذا نلوم الشباب فقط ولا نلوم الفتيات خاصة إنهن يتفنن باللباس، وبكافة أشكال الإغراء من خلال إبراز المفاتن أو إبداء الحركات المثيرة وارتداء أحدث انواع الموضات والصيحات "وموضة "الخصر الواطي" كأن الواحدة لا ترتدي أي شيء، وفي حالات كثيرة تتحرش الفتاة بالشاب من خلال نظراتها أو بعض الإيحاءات فيجاريها هو، فنجد الفتيات يتبارين من خلال زينتهن ولباسهن وعطورهن في لفت أنظار الشباب كما لو أنها تدعو الشبان للتحرش بها والنظر إليها. فحسب رأيي لا نلوم رجال الجيش والشرطة على التحرش بهن لاني شاب جامعي ولا أتوانى عن التحرش بهن
بينما يقول مصطفى قاسم (ضابط شرطة) بأن " مثل هذه الممارسات منتشرة وهذا صحيح ، الا اني اعرف الكثير من زملائي وانا منهم يستهجن هذه الافعال ، وباعتقادي لا مبرر على الاطلاق للتحرش بالفتيات ، حتى ولو كان مظهر البعض منهن يشجع على ذلك"
ويضيف مصطفى " الفكرة بهذا الشكل تحول الشاب الى مجرد مخلوق غرائزي ليس له اي تحكم بتصرفاته ، وهو مثل مسخ محبوس في قمقم وينتظر ان يخرج من سجنه حتى ينفلت دون اي انضباط " ، وتساءل مصطفى " ماذا يفعل الواحد منا اذا سافر الى بلد اوربي او غربي ، هل يقضي نهاره في مثل هذه الاشياء لان الفتيات يلبسن نوعاً محدداً من الألبسة اعتقد انه كلام غير منطقي"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من بقايا جاءت من العراق.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمر


.. العربية ويكند | معايير السعادة لدى الشباب.. و تأثير وسائل ال




.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز


.. الصحفية غدير بدر




.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟