الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوصله عربية في العراق

غسان الصراف

2008 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن النظام الرسمي العربي ينظر الى الرئيس العراقي السابق صدام حسين بوصفه ممثلا للعرب السنة في الحكم بل كان يوصف من قبل الغالبية العظمى من الانظمة العربية بوصفه الحاكم الذي اجهز بغزوه الكويت على فكرة النظام السياسي العربي واوجد سابقة خطيرة في العلاقات العربية البينية لم تعد تقوم على الثقة والتكامل والتنسيق المشترك ومع كل ذلك حاول بعض العرب من الجيران وغيرهم الابقاء على خيط من المصالح التجارية من خلال باب مذكرة النفط مقابل الغذاء واستمر الموقف العربي تجاريا بحتا في العراق حتى حصل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في ربيع 2003.

واستهلت بعض الدول العربيه تواجدا انسانيا من خلال الهلال الاحمر الاردني والمستشفى السعودي ومستشفى الشيخ زايد ثم مالبث ان تضاءل شيئا فشيئا التأثير العربي بعدما ان تم تفجير السفارة الاردنيه في بغداد والذي سبقه حمله رخيصة شعواء ابتدأها أحمد الجلبي ومؤيديه بعبارات تأبى نفسي عن ذكرها قرأتها بأم عيني قرب مقر السفارة على الاردن كان فيها الكثير من التطاول على الاردن وملكه. هذا التواجد الدبلوماسي العربي انتهى يوم قتل السفير المصري والدبلوماسيين المغاربه وكاد الدور ان يصل للسفير البحريني والقنصل الاماراتي . غير أن الجامعة العربيه ارادت العمل بقوة في العراق لكي لايضيع منها ويذهب للحضن الايراني ولكن منطق الخشية والشكوك ودرجة الانقسامات السياسية أعاق اداء الجامعه العربية التي رعت مؤتمرات للمصالحة الوطنية والتي باتت فيها من وجهة نظر الطرف الشيعي حصرا منحازة للطرف السني.

وقد اختلف القوم في تقييم الدور العربي وضرورته . فمنهم وفي المقدمة امين عام الجامعة العربية عمرو موسى الذي أيد دورا عربيا متوازنا قبل ان تتحول الاوضاع في العراق الى (وصفة للفوضى) . لكن للدول حساباتها ومصالحها غير حسابات هيئة علماء المسلمين التي حثت الدول العربية على عدم التوجه الى العراق لان ذلك يمنح الاحتلال الشرعية بالرغم من انها تؤمن بان العراق محتل من ايران ايضا .


وكانت تفجيرات سامراء المفجعه الباب الكبير الذي خرج منه العرب او بالاحرى الذي طرد منه العرب وسط صمت بمعنى الرضى من الحكومة العراقية ،على الرغم من كل ماقدمه العرب لتسهيل عملية التخلص من صدام ، لتتمكن ايران من ترسيخ وجودها واثبات انها هي وحدها من يديم سطوتها في العراق من خلال ادواتها في السلطة . وجرى تصنيف الدور العربي على انه ضد التغيير الذي حصل في العراق بعد عام 2003.

ولقد شددت الادارة الامريكية وعبر رحلات مكوكيه أدارتها وزيرة الخارجية الامريكية رايس في المنطقة على اعادة التواجد العربي في العراق ، رؤية واشنطن تقوم على ان من بين اهم عوامل الحد من النفوذ الايراني في العراق هو دخول العرب بقوة وخاصة بعد التمادي الايراني الذي بلغ اوجه ابان زيارة احمدي نجاد الى بغداد وقد شكر الرئيس بوش اليوم رئيس دولة الامارات على شطب ديون العراق واعادة افتتاح السفارة في بغداد. ولايخفى ان هذه الدعوة الامريكية تحمل بين طياتها نبرات شك وتحسب من قبل الكثيرين احزابا وقوى وتكتلات . فالايعاز الاميركي للعرب بالدخول بقوة في العراق من اجل الحد من النفوذ الايراني نظر اليه الكثيرون على انها دعوة للحد من النفوذ الشيعي والهيمنة الشيعية على مركز القرار في بغداد باسم الحد من النفوذ الايراني وهو مايعني في نظر البعض عودة للنفوذ السني من جديد.

ولاأعلم ان كانت حكومة المالكي ووسائل اعلامها التي هي اكثر من وزارة اعلام حكومة صدام احادية في التوجه تدرك التحول العربي واسبابه ، فهل تصدق هذه الحكومة ماتقول انه تحول عربي تجاه الحكومة (المنتخبة الشرعية) في العراق ، الحكومة العراقية التي تعرف اكثر من غيرها ان لايران حساباتها كقوة اقليمية صاعدة غير حسابات المنابر الشيعية والروزخونيات التي ترى في الجمهورية الاسلامية بمثابة الاخ الاكبر . وهي تعرف باستثناء بعض صغار المستشارين ان عين طهران الان على مفاعل ( بوشهر ) اكثر من عينها على النجف وان قياس نبض الامة الايرانية يقاس بما يصدر عن محمد البرادعي

أما الجيران العرب فكانوا يراقبون إيران بعناية وحذر، وهم يريدون أن تبقى أمريكا في العراق ولعلهم يعتقدون بذلك أنه من الأفضل أن يكون هناك نوع من توازن النفوذ بدل انفراد إحدى الدولتين بالهيمنة على العراق بدون منازع.


أقول هل تصدق هذه الحكومة انها الان اكثر قبولا على المستوى العربي ، ام انها مرغمة على قبول بديهيه ان العرب لاغيرهم هم من يلعب الادوار الايجابية على المسرح العراقي . هذه الادوار ترجمها التحول الدراماتيكي لمواقف السنه العرب دشنها الشيخ عبد الستار ابو ريشه رحمه الله ، تحول كان بمثابة المفتاح السحري الذي اطل من خلاله العراقيون غير مصدقين لما بدا لهم من اجواء جديدة ذكرتهم بالذي مضى من الايام الخوالي . فهلا ادركت ولو بعد خمس سنوات هذه الحكومة بان الحل والربط بيد عرب العراق وعرب المنطقة وان استقرار العراق وطمأنينة اهله بيد المحبين من عرب العراق من الموصل الى البصرة وبأن الايرانيين كانوا على الدوام الخنجر الغادر في الخاصرة العراقية شيعية كانت ام سنية وان من يريد ان يخرج من عنق الزجاجة امريكيا كان ام من ازلام المنطقة الخضراء ان يراهن على العرب عمق العراق الستراتيجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-