الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواتمة في حوار مع وكالة الأنباء الروسية نوفوستي

نايف حواتمة

2008 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


حاورته: جوليا ترويتسكايا

س1: ما هي نتائج مباحثاتكم مع الأخ أبو مازن ونتائج زيارة أبو مازن إلى سورية ؟
المباحثات بيني وبين الأخ أبو مازن انعقدت، وكان وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الوفد الأول الذي عقد هذه المفاوضات مع الأخ أبو مازن، وتناولت المباحثات العناوين التالية:
العنوان الأول: المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية المباشرة والغير مباشرة وأقصد بالمباشرة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن وبين حكومة أولمرت، والمفاوضات غير المباشرة بين حماس وحكومة أولمرت عبر الوسيط المصري، وتناولت المباحثات أيضاً المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، والعلاقات الفلسطينية العربية والدولية.
انتهينا إلى نتائج تؤكد أن المفاوضات المباشرة بين عباس وأولمرت لا زالت تدور في المربع الصفر، ولم تتقدم إلى الأمام وتدور شفوياً دون أي كتابة أو تدقيق ودون أي محاور تمس العناوين الرئيسية (القدس، اللاجئين، الحدود، المستوطنات، الأمن والسلام، الأسرى)، ولا يوجد أي تقدم في هذه القضايا.
س2: لا يتم تسجيل حتى محاضر أو وفق مرجعية معينة ؟
لا يتم تسجيل محضر لأن التسجيل يعني أن للمفاوضات مرجعية معينة بما يجري التفاوض عليه، ولهذا مرة أخرى المفاوضات تدور في المربع الصفر وبدون نتائج، والكثير من الوقت في المفاوضات يذهب للبحث بالقضايا الأمنية والترتيبات الأمنية في الضفة الفلسطينية أو في قطاع غزة، وهذا يعني استهلاك الحجم الأكبر من مساحة المفاوضات بالقضايا الصغيرة الأمنية، ولهذا المفاوضات لا تبشر بأي نتائج إيجابية يمكن أن تنجم عنها قبل نهاية العام، أيضاً الموقف الأمريكي حتى هذه الدقيقة لا يضغط على حكومة "إسرائيل" من أجل الاستجابة فعلياً من أجل البحث الجدي في القضايا الكبرى التي ذكرتها بالمفاوضات، وخلال أيام سينعقد في واشنطن لقاء بين رايس وليفني وأحمد قريع (أبو العلاء) ولا نتوقع من هذا اللقاء أي نتائج إيجابية، وأيضاً اتفقنا على أن هناك ضرورة لإنجاح عقد الاجتماع الدولي في موسكو (نوفمبر القادم) حتى يصبح ممكناً إخراج المفاوضات من النفق المسدود، ويصبح ممكناً أيضاً نقل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، المفاوضات غير المباشرة، إلى مفاوضات علنية ومباشرة بين السوريين والإسرائيليين، وبمشاركة كما اقترحت على الأخ أبو مازن اللجنة الرباعية الدولية، وليس فقط بمشاركة أمريكية على المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، والمفاوضات السورية ـ الإسرائيلية.
محمود عباس (أبو مازن) غير متفائل، بل هو متشائم فعلاً، فكل حديثه مع الرئيس الأمريكي بوش عندما التقاه في شرم الشيخ، وكذلك مع رايس عندما التقاها قبل أيام، أكدت له بأن الإدارة الأمريكية الحالية ليست في مناخ أن تضغط على حكومة أولمرت لإخراج المفاوضات من المأزق والفراغ الذي تدور فيه.

س3: حديثكم مع الأخ أبو مازن يوضح بأن المفاوضات غير مجدية حالياً ولكنها تجري، وأبو مازن غير متفائل لإنجاز أي هدف في المستقبل القريب ... سيد حواتمة من خلال لقائكم مع أبو مازن هل تحدثتم عن الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني ؟
طرحت على الأخ أبو مازن وقف المفاوضات أولاً: حتى يتوقف الاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية، ويتم تثبيت التهدئة وفك الحصار عن قطاع غزة، وأن تتداعى اللجنة الرباعية للضغط على حكومة أولمرت لإخراج المفاوضات من الطريق المسدود الذي تدور فيه.
وثانياً: العنوان التالي الذي تم بحثه الحالة الداخلية الفلسطينية، وهنا اتفقنا أن الانقسام الفلسطيني، والصراع بين فتح وحماس أدى إلى نتائج خطيرة على مجموع القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وأضعف الموقف الفلسطيني سواء للسلطة الفلسطينية أمام حكومة أولمرت، ولحماس في المفاوضات الغير مباشرة مع حكومة أولمرت، لأن حكومة "إسرائيل" تقول بأن أبو مازن لا يستطيع أن يفرض سلطته على قطاع غزة، وحماس لا تريد مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل"، لذلك حكومة أولمرت تقول بأنه لا يوجد مفاوض فلسطيني موحد تتفاوض معه، لذلك تبرر هروبها من البحث الجدي في القضايا الأساسية وتوثيق هذه القضايا لتكون مرجعية للجميع، ولتبرر أيضاً هروبها من أي رقابة دولية، لأن حكومة أولمرت قد أبلغت أبو مازن بأنها ليست مع عقد الاجتماع الدولي في موسكو، لأنه لا يوجد شيء جديد نطرحه ونقدمه للمؤتمر.
اتفقنا على ضرورة الحوار الوطني الشامل، ولكن علينا أن نلاحظ أن الحوار الشامل يصطدم بعقدتين: العقدة الأولى هي حماس لأنها غير ناضجة جدياً لبدء الحوار الوطني الشامل، فحماس تصر حتى الآن على القضايا التالية:1 ـ أن يبدأ الحوار ثنائي بين فتح وحماس وليس حواراً شاملاً منذ اللحظة الأولى. 2 ـ تصر على أن يكون على مائدة الحوار بين فتح وحماس، وكذلك فيما بعد بالحوار الشامل اتفاق مكة، وهو اتفاق محاصصة ثنائي انقسامي واحتكاري بين فتح وحماس، ولا علاقة للشعب الفلسطيني به، ولا علاقة لمكونات الشعب الفلسطيني ولا للقوى الديمقراطية الفلسطينية به مثلاً (جبهة ديمقراطية، جبهة شعبية ... وآخرين) فهو اتفاق ثنائي خاص بفتح وحماس، ولذا إصرار حماس على أن يكون اتفاق مكة مطروح ليس فقط بين فتح وحماس، بل حتى على الحوار الوطني الشامل. وتصرّ أيضاً على إعلان صنعاء على مائدة الحوار بين فتح وحماس، وفيما بعد على الحوار الوطني الشامل لماذا ؟ ... لأن حماس حتى هذه اللحظة تصرّ بأن هذه الوثائق هي وثائق للحوار وليست وثائق للتطبيق، وأقصد إعلان القاهرة التي أجمعت عليها كل الفصائل والقوى الفلسطينية في مارس/ آذار 2005، ووثيقة الوفاق الوطني، ووقعنا عليها جميعاً في 26 حزيران/ يونيو 2006، ثم تراجعت حماس وجرت فتح إلى التراجع عنها، ووصلوا إلى اتفاق مكة الذي فتح أبواب جهنم، أبواب الحرب الأهلية والانقلاب السياسي من فتح وحماس على برامج الوحدة الوطنية، والعسكري الذي قامت به حماس وهيمنتها بالقوة المسلحة على قطاع غزة، ولذلك حماس تصرّ حتى الآن على أن يكون الحوار ثنائي بين فتح وحماس، بعد الاتفاق بينهما يذهبوا إلى الحوار الشامل، وهذا هو الذي يعطل الحوار الشامل بالتأكيد، وتصرّ حماس على أن يكون اتفاق مكة وإعلان صنعاء الذي لا علاقة لكل القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية به أساساً للحوار، وهذا لا يمكن أن يكون أساساً للحوار، لذلك عباس أعلن بأنه لن يلتقي مع حماس بل سيلتقي الفصائل الفلسطينية، فالتقى بالجبهة الديمقراطية، والتقى فيما بعد بالجبهة الشعبية، الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة.
اتفقنا على أن الحوار يجب أن يبدأ حواراً شاملاً وليس حواراً ثنائياً بين فتح وحماس، لأننا جربنا النتائج المدمرة والانقسام المدمر للحوار الثنائي بين فتح وحماس، وثانياً الحوار ينعقد على أساس إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني والمبادرة اليمنية ودعوة عباس للحوار الذي أطلقها في 4 حزيران/ يونيو 2008، أما اتفاق مكة وإعلان صنعاء لا يمكن أن يكون على مائدة الحوار الشامل، لأن هذه اتفاقات احتكارية ثنائية، اتفاقات محاصصة انقسامية بين فتح وحماس، ولا علاقة لمكونات الشعب الفلسطيني بها ولا للقوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية علاقة بها.
عباس أعلن أنه لن يلتقي حماس طالما أن حماس ترفض أن تبدأ الحوار شاملاً، وترفض أن يكون الحوار هدفه تطبيق وتنفيذ إعلان القاهرة، وتنفيذ برنامج وثيقة الوفاق الوطني، وتنفيذ المبادرة اليمنية، ولذا أقول أن الحوار الشامل متأخر لأنه يصطدم بشروط حماس المسبقة التي تقدمها، والتي قدمتها أيضاً بالرسالة التي قدمها مشعل للرئيس بشار الأسد عندما اجتمع بالمكتب السياسي لحماس يوم الخميس (3/7/2008)، وهذه الرسالة تتكلم مرة أخرى عن اتفاق مكة وإعلان صنعاء والحوار الثنائي بين فتح وحماس.
أيضاً محمود عباس رفض اللقاء مع حماس لأن حماس وجهت رسالة قبل اتفاق التهدئة بينها وبين "إسرائيل" في غزة عبر الوسيط المصري، وجهها خالد مشعل إلى الملوك والرؤساء العرب والبلدان المسلمة، رسالة هجومية على محمود عباس تقول بأن عباس أعلن مبادرته للحوار في 4 حزيران/ يونيو 2008 للتغطية على اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة حتى يبرئ نفسه أمام الاجتياح القادم، وكما تعلمون لم يقع الاجتياح بل وقع اتفاق تهدئة بين حماس و "إسرائيل" وهذا نفس الأسلوب الذي اتبعته فتح والسلطة الفلسطينية في الاتفاقات الأمنية مع "إسرائيل"، أي اتفاقات جزئية ومجزوءة أمنية بديلاً عن المفاوضات الشاملة على القضايا الرئيسية، وهذه الرسالة استلمها عباس من عدد من الزعماء العرب، وجاء بها معه إلى دمشق ليقول أيضاً للقيادة السورية التي اقترحت عليه اللقاء مع حماس، فرفض اللقاء وقال أن حماس بهذه الرسالة تدعي بأن عباس يخضع للضغوط الأمريكية، وهو من الرؤساء القلائل الذين شاركوا في قمة دمشق العربية، رغم كل الضغوط الأمريكية الكثيرة، بينما الكثير من الرؤساء والملوك العرب لم يأتوا نتيجة لهذه الضغوط عليهم، وبالتالي أكد محمود عباس أنه لا يتأثر بالضغوط الأمريكية ولكنه يعي أن أمريكا دولة عظمى، ولها سياساتها وأساليب عملها في منطقة الشرق الأوسط، وأيضاً هذا الاتهام بإطلاق المبادرة للحوار في 4 حزيران/ يونيو للتغطية على اجتياح إسرائيلي كله "كذب بكذب"، وعليه لا يحق لخالد مشعل أن يوجه هكذا اتهامات، ويطالب بنفس الوقت بالحوار، ويضع شروطاً على الحوار. بالنتيجة حماس غير ناضجة للحوار الوطني الشامل.
أدعو موسكو لتأثير في علاقاتها العربية والفلسطينية من أجل حوار وطني شامل بدون أي شروط مسبقة وبدون شروط حماس بالاحتفاظ بالهيمنة العسكرية على قطاع غزة وشروط حماس باتفاقات ثنائية قائمة على الاحتكار والمحاصصة بين فتح وحماس، لأن هذه الاتفاقات الثنائية لا تلزم الشعب الفلسطيني ولم يشارك بها ممثلو الشعب الفلسطيني، ولا تلزم القوى الوطنية والديمقراطية فالذي يلزم الجميع هي الوثائق التي وقعنا عليها جميعاً (إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني) فقط، والذي يلزم الفلسطينيين والدول العربية هو المبادرة اليمنية التي وافقت عليها القمة العربية في دمشق بالإجماع، حماس حتى هذه اللحظة ترفض ذلك وتقول هذه كلها أوراق للحوار وليست للتنفيذ. إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني وقعت حماس بجانب الجبهة الديمقراطية، بجانب فتح والجبهة الشعبية والآخرين من أجل التنفيذ، وكذلك الحال القمة العربية وافقت بالإجماع على المبادرة اليمنية للتطبيق، للتنفيذ وليس مجرد حوار عليها.
السبب الثاني الذي يعطل الحوار كما وقع في لبنان ومؤتمر الدوحة، فمؤتمر الدوحة كما تعلمون وقع بعد 8 سنوات من الصراع بين عواصم عربية وعواصم شرق أوسطية، وأيضاً عواصم دولية وخاصة التدخلات الأمريكية، لتعطيل حل الأزمة الداخلية حتى نهاية أيار 2008، أي بعد 8 سنوات كاملة الدول العربية وإيران لعبت دوراً كبيراً لتعطيل حل الأزمة الداخلية اللبنانية إلى أن دخل لبنان في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية بين "السنة والشيعة" بعد احتلال بيروت الغربية، فأصيبت هذه الدول بالرعب، فالحرب الأهلية بين "السنة والشيعة" ستنتقل إلى إنعاش الحرب الأهلية (سنة وشيعة بالعراق)، وإنعاش حروب أهلية (سنة، شيعة) في كل منطقة الخليج أي كل دول الخليج، أي على الجانبين على الجانب العربي وعلى الجانب الإيراني، لذلك لأول مرة بعد 8 سنوات تتقدم الدول العربية على ضرورة التدخل المشترك بحوار شامل لبناني ـ لبناني، من أجل حل الأزمة الداخلية اللبنانية بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون انتخابات جديد.
عديد من الدول العربية ودول شرق أوسطية ليست ناضجة حتى الآن لمثل هذا الدور الذي وقع في الدوحة بشأن حل الأزمة الداخلية اللبنانية، لذلك الحوار الوطني الفلسطيني الشامل معطل.
واتفقنا أيضاً على بدء جهود كبيرة من قبل الأخ محمود عباس ووفود من قبل منظمة التحرير الفلسطينية لكل الدول العربية والشرق أوسطية وكل الكتل الكبرى وخاصة الرباعية الدولية للبحث مع هذه العواصم بأن الانقسام الفلسطيني آثاره مدمرة على الشعب والحقوق الوطنية الفلسطينية، ويجب الانتقال للحوار الوطني الشامل على أساس الوثائق التي عليها توقيع إجماع الفصائل والقوى وتطبيقها وتطبيق المبادرة اليمنية.
طبعاً الأخوة في القيادة السورية طرحوا مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية، لأنه كما تعلمون الوفد مشكل من 3 قوى (فتح وجبهة ديمقراطية وجبهة شعبية)، وهذا هو الوفد الذي يزور دمشق، فالأخوة السوريين يتطلعون إلى نقل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية الغير مباشرة إلى مفاوضات مباشرة وعلنية بأقرب فرصة، ويتطلعون إلى مشاركة الإدارة الأمريكية في هذه المفاوضات المباشرة والعلنية.
س4: هل هذا الكلام الذي تكلمت به عن المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية صادر عن السوريين ؟
أعلنوا أنهم يتطلعون ويتأملون إلى ذلك بنقل المفاوضات الغير مباشرة إلى مباشرة وعلنية، ومن جانبنا قلنا للأخ أبو مازن أن الفرصة الفعلية لتحريك المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ولنقل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية إلى مفاوضات علنية ومباشرة ميدانه الحقيقي المؤتمر الدولي في موسكو لأن هذا المؤتمر سيكون مشارك فيه دول العالم، والمهم الرباعية الدولية ليتحول إلى قوة ضغط على الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" من أجل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ