الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق اللعبة والرهان

أمير المفرجي

2008 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



يزداد الكلام في هذه الأيام عن إيران تحت غطاء ما يسمى ب * أزمة الملف النووي الإيراني * والذي كان لأميركا وحلفاؤها الدور الكبير في إظهار هذا الملف والعمل على تشديد الضغوط على إيران محاولة تثبيت فكرة العداء والتلميح بأحتمال البدء بشن حرب مباشره ضدها أو عبر حلفائها في المنطقة وأوروبا .
ولكن في الوقت الذي تزداد حدة التهديد العسكري الذي يعتبره الكثير من المهتمين بالمنطقة على انه ليس سوى لعبه سياسية في إطار الحرب النفسية، استنتج الكثير من أخصائيي المنطقة بوجود إشارات دبلوماسية ودية تعاكس وتتناقض مع الحملة الإعلامية التي تتوعد إيران بالشر والعداء. فمن سلة الحوافز التي جاء بها منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا إلى إيران، أظهر الرد الإيراني مؤشرا إيجابيا ووضع النقاط على الحروف مبينا اشتراك و رغبة حكومة الملالي في استمرار المضي في اللعبة الأمريكية التي بدأت في احتلال العراق والمشاركة الإيرانية بها لتنتهي بما يسموه الآن * بمفاوضات أزمة الملف النووي الإيراني*
ولسائل أن يسأل عن فحوى هذه اللعبة الأمريكية التي تولع بها حكام الجمهورية الإسلامية وعن مدى حقيقة هذا الإصرار الأميركي والغربي على عدم السماح لإيران بامتلاك التقنية النووية في الوقت الذي يصر الجانب الإيراني برغبته في امتلاك القدرة النووية لأغراض سلمية . إنها بدون شك لعبة إستطلتفها الجانب الإيراني لأنها تشبهه إلى حد كبير لعبه الشد والجذب التي رُسمت خطوطها وأبعادها سلفا خصوصا بعد أن هدمت الولايات المتحدة الأمريكية سور العراق وجدار العروبة التي كان سابقا المكان الأمن لاتكاء العرب.
إن غياب الدور الاستراتيجي العراقي العربي من المنطقة زاد من حجم وجوهر أللعبه التي ولع بها الابن المدلل لبلاد فارس الذي استوعب النتائج وأمام هذه المعطيات أصبح المجال مفتوحا جراء ما ستؤول إليه الأيام المقبلة من تطورات إلى حد التفكير بالمراهنة وجعل السقوط الأميركي في المستنقع العراقي ورقة العصر الرابحة التي طالما حلم بها حكام بلاد فارس أبان حكم الشاه ووصولا ألى ملالي قم وطهران. بما لا شك فيه ان الخسارة الأميركية وتوقف المشروع الامبريالي نتيجة الرفض والمقاومة العراقية للشعب العراقي الواحد بدون استثناء شكلت عنصرا أساسيا في بلورة السياسة الإيرانية في المنطقة. وقد تحول هذا الرهان مصدر قوه لهم إلى درجة أصبح الحدث الأهم في تفكير محمود أحمدي نجاد. فالرئيس الإيراني كرر مراراً تأكيده أن جيوش الاحتلال في العراق غير قادرة على خوض حرب جديدة وأنه *متأكد 100 في المائة في أن الولايات المتحدة تهدد بالحرب على إيران للضغط عليها نفسياً وتخويفها* .
بدون شك إن إيران هي بلد مسلم وان روابط الدين والتضامن تجاه الشعب الإيراني هي من واجبات الإنسان المؤمن في العراق والبلدان العربية والإسلامية وسوف لن يبخل شعبنا من أضهارهذا الشعور الأصيل تجاه الشعب الجار في إيران. ولكن هل أن تفكير السياسة الإيرانية هي بالمثل ولخدمة القضية العربية في المنطقة ؟ أن أحداث العراق الاخيره أثبتت وجود نزعه قومية إيرانية في المنطقة سواء كان هذا من الموقف الإيراني الواضح المعادي من المقاومة العراقية التي تحارب الاحتلال في العراق أو من موقفها من البحرين واليمن والجزر العربية في الإمارات. إن ما قدمته الجمهورية الايرانيه إلى بعض الحركات المقاومة في فلسطين ولبنان هو عمل إيجابي لا يرفضه أي شريف، لكن من حق أهلنا في العراق أن يسألوا الإيرانيين عن سر دعمهم لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين ومحاربتهم للمقاومين في العراق، بل وتعظيمهم وتمجيدهم للذين تحالفوا مع المحتل الأجنبي حتى صرنا نسمع من الإيرانيين الكثير والكثير من المدح للنظام العراقي التي وضعه الاحتلال في العراق وهو الذي لعب دورًا خطيرًا في تسليم العراق للمشروع الصهيوني الأمريكي. وإذا كان بعض الاخوه العرب يفضل السكوت مراعاة لمصلحة تلك الحركات من مواجهة العدو المشترك "لمشروع الصهيوني الأمريكي" فإن تقارير المقاومة العراقية تؤكد أنه لو لا الدور الإيراني المتحالف مع الأمريكان لتمكنت المقاومة العراقية من كسر هذا المشروع مبكرًا، ولأعلنت أمريكا عن خروجها اليوم قبل غدا من العراق.
أليس من المفترض هو أن تستثمر إيران المقاومة العراقية لصالحها في صراعها المعلن مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ أن الذي يجرى على الأرض بخلاف هذا تمامًا، حيث إن الذي يقوم باعتقال ألإنسان العراقي المقاوم في بغداد الموصل والبصرة هم أفراد المخابرات الإيرانية المعروفة. وبهذا يكون موقف إيران من المقاومة لا يقل خطورة عن موقف الأمريكان أنفسهم !! والأعظم من هذا هو أن هناك فارقًا واحدًا يضاعف من خطورة إيران ألا وهو أن الاحتلال الأمريكي هو احتلال رسمي ظاهر، أما الاحتلال الإيراني قد تم تزوير حقيقته بالتهديدات التي يطلقها الرئيس الإيراني الجديد ضد الكيان الصهيوني و بمساعده حزب الله في الجنوب اللبناني مما جعل من الصعب إدانة الإيرانيين، لأن إدانتهم تعني الوقوف مع المحتل الإسرائيلي في لبنان وبمعنى أخر * الاصطفاف مع الامبريالية الأمريكية وحليفتها إسرائيل *، وبهذا يتم التغاضي بل وعدم الرغبة أصلاً في بحث حقيقة الدور الإيراني في العراق ومشروع تقاسم وموازنة النفوذ بين الاحتلالين الأمريكي ـ الإيراني في العراق.
ألخلاصه من كل هذا هو إن الحرب الإعلامية بين إيران وأمريكا بوعود بالتدمير والحرق والتي تتخذ من الملف النووي الإيراني كحجه هي لا أكثر من زوبعة في فنجان لن و لم تصل بتاتا إلى حد العاصفة . أنها زوبعة كلامية تُمهد لأتفاق ومفاوضات تجري أحداثها وراء الكواليس منذ أن وقع العراق الأبي في الشرك وصعود إيران المبرمج . إنها مفاوضات تمكين إيران من أن تصبح دوله إقليميه *تُصاحب تركيا ولا تعادي إسرائيل*. إن ما نشر مؤخرا في صحيفة الجمهورية الإيطالية وعلى لسان علي أكبر ولايتي الذي عاد ليحتل موقعاً سياسياً مؤثراً باعتباره مستشاراً للقائد الأعلى الديني لإيران على خامنئي تُثبت أن ألإحداث الاخيره التي ألت بعد إبعاد أحمدي نجاد عن مسئولية الملف النووي جاءت ارتباطاً بالحاجة إلى البحث عن مخرج توفيقي بشأن تصريحاته المناهضة لإسرائيل. وقد إستشهد بما قاله خامنئي من *أن السلام العالمي يقبع في الاعتراف بالسيادة واحترام الحدود الدولية*. وهذا مؤشر واضح بأن خامنئي ليس متجهاً مع مقولة "إزالة إسرائيل من على وجه الأرض."

وبهذه المواقف للجارة الكبرى سيسلم العراق للمشروع الأمريكي، فلأمريكا النفط ولإيران العراق وهويته. أما الخاسر الأكبر فهي الأمة العربية والإسلامية. وبهذا فلينام العرب وليسكروا بقنواتهم الغنائية ولعبها المليونية. أما العراق المحتل فقد أصبح أللعبه والرهان السهل الذي تؤمن به إيران الدولة القومية بإسلامها السياسي وتبعيتها العربية وبمباركة شيطانها الأكبر ألامين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة