الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عصر التطورات العاصفة: الروس يصوتون لستالين

فالح الحمراني

2008 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


اسفرت النتائح الاولوية لمشروع "اسماء روسيا، الانتخاب التاريخي 2008" الذي اطلقته قناة التلفزيون الروسية الحكومية ومعهد تاريخ روسيا التابع لاكاديمية العلوم الروسية، عن نتائج يمكن وصفها بالمثيرة.ويشار الى ان مثل هذه المشاريع مدعوة لاذكاء الروح الوطنية لدى سكان روسيا ورص صفوفهم في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه بلدهم في عصر التطورات العاصفة وتذكيرعم بالعظماء في تاريخهم.والمثير ان ستالين متهم تاريخيا بممارسات الابادة الجماعية للامم والاشخاص وانشاء معتقلات العمل المجاني والتصفية الجسدية لمعارضية ولفعاليات مرموقة من غير ذنب. وهناك تيار يبرر ممارسات ستالين تلك بنجاحاته في البناء الاقتصادي وتصنيع البلد وانتصاره على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.ويتواصل الجدل حول ظاهرة ستالين.ونال الزعيم السوفياتي الاسبق يوسف ستالين على غالبية الاصوات. وصوت لصالحة لحد الان 160 ألف شخص. وهذا يعني ان سكان روسيا وحتى الان يعتبرون ستالين الشخصية الاعظم في تاريخ البلاد.
وتجري الان المرحلة الثانية من المشروع الذي يقضي باختيار اعظم شخصية على مدى تاريخ روسيا من بين 50 شخصية مرموقة عبر التصويت العام على شبكة الانترنت وسيجري تحديد 12 شخصية من بينها التي تحظى بالشعبية الاوسع.وستنتهي المرحلة الاخيرة من التصويت في سبتمبر المقبل. وبانتهاء المرحلة الاخيرة سيتم عرض برنامج تلفزيوني خاص عن كل شخصية من بين ال 12.
ومن ثم يختار المشاهدون الشخصية التي تستحق التقدير الاكبر من بين العظماء.
وما عدا ستالين يندرج في مجموعة ال 12 المتقدمين حاليا الممثل والمغني والشاعر فلاديمير فيسوتسكي والزعيم البلشفي فلاديمير لينين واخر قياصرة روسيا نيقولاي الثاني والقصير الدموي ايفان الرهيب والشاعر سيرغي يسنين وسيرغي رداوجينسكي والشاعر العظيم الكسندر بوشكين والاديب الشهير انطون تشيخوف والقصير الاكبر بطرس الاول واول رائد للفضاء الكوني يوري غاغارين وحتى الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين.
ويؤكد تطابق نتائج الاستطلاع الذي نظمه صندوق "الرأي العام" في اطار المشروع مع نتائج التصويت بالانترنت ان تزعم يوسف ستالين اللائحـة لا يعد تزوير او لعبة قام بها الشيوعيين كما يؤكد بعض المشرفين على التصويت. لاسيما وان هناك تباين في موقف الشيوعيين من شخصية ستالين. وثمة اجماع على ان نتائج التصويت تعكس حاجة المواطنين العاديين "للقبضة الحديدية" لادارة دفة الامور. اضافة الى ان الكثير من المحللين يرون ان المهام الماثلة اليوم امام روسيا تشبه لحد كبير المهام التي حققها ستالين بنجاح خلال حكمه بهذا الاسلوب او ذاك.
ويعترف حتى بعض القائمين على مشروع "اسماء روسيا ..." بنجاح سياسة ستالين جزئيا. فقد اشير في الورقة التي تُعَرِف بستالين في المشروع الى انه ومع الاخذ بالاعتبار الممارسات الشاذة لعملية التحديث الستالينية يتوجب الاعتراف بانجاز المهام التي كانت مطروحة امام البلاد في عهده، ولذلك فثمة اساس من الصحة لربط الانتصار على المانيا الهتلرية بنجاح مشروع النهضة الصناعية السوفياتية.ومن المشكوك ان الاتحاد السوفياتي كان سيحقق النصر على المانيا الهتلرية من دون ستالين".وينسجم هذا التقدير مع رأي الرئيس الفرنسي الراحل دي جول "بالقيصر الاحمر".فقد اشار دي جول في مذكراته الى ان ستالين تمتع بمكانة رفيعة وليس بروسيا وحدها. ونجح على تدجين اعداءه وعدم الاصابة بالذعر عند الهزيمة ولا الاستمتاع بالانتصارات.وكان لتشيرتشل رأي مشابه.
ويلفت بعض المراقبين الى ان لائحة المتقدمين تضم 3 من الشخصيات التي تندرج في قائمة الطغاة والمستبدين في تاريخ روسيا.ويقول معلق راديو اذاعة صدى موسكو انطون اوريخ "ان العالم الخارجي سيصوغ رايه عن روسيا من خلال النتائج التي سيسفر عنها التصويت. واذا كانت روسيا تعتبر ستالين ولينين وايفان الرهيب المثل الاعلى للاقتداء بهم ونجومها الصاعدة فسينظر العالم الاخر لها كبلد وحشي عدواني.واضاف اذا كنا لحد الان نتجادل بجدية تامة عما اذا كان ستالين الذي دمر حياة ملايين البشر، شخص طيب ام شرير، فماذا نستغرب لما يجري في حياتنا؟والان نصوت لصالح ستالين.ولماذا لم يتحد الناس الطيبون ويصوتون لصالح الشاعر العظيم بوشكين؟".
معلقون اخرون يقللون من جرائم ستالين وممارسات نظامها ويرون بها تدابير اضطرارية مست ابرياء ولكنها كانت اساسا ضد القوى التي كادت تفجر روسيا باعمالها التخريبية وبخروجها على النظام، وبفرض النظام الصارم استطاع ستالين ان يحافظ على وحدة الاتحاد السوفياتي ويجعل منه دولة عظمى صناعيا حاز على الاسلحة النووية والاولى التي ترتاد الفضاء الكوني وتربي كبار الادباء والعلماء والمفكرين في مختلف المجالات، وقارع اكبر دولة في العالم، امريكا ل 70 عاما.
ان الجدل حول شخصية ستالين سيتواصل حتى خارج روسيا لفترة طويلة اخرى، لانه جدل ابدي يدور عما اذا كنا نضع في المقدمة مصالح الدولة والمجتمع على حساب مصالح الفرد، وحتى نتجاهل الانتهاكات التي تمارس بحقه، ام نمنح الاولولوية لحقوقه ومصالحه وحرياته الشخصيةعلى حساب مصالح الدولة والمجتمع؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟