الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من صدام حسين إلى البشير..

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2008 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت وكالات الأنباء العالمية الخبر التالي:
جنيف (ا ف ب) - رحب ممثلو مجموعات متمردة في دارفور بنية المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير.
وقال شريف حرير من حركة تحرير السودان-وحدة ردا على معلومات ذكرت أن المدعي العام لويس مورينو اوكامبو سيطلب توقيف البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية "اعتقد أن سكان دارفور سيكونون سعداء".
وقال احمد حسين من حركة العدالة والمساواة من جهته "هذا نبأ سار لشعب دارفور" مضيفا "سيكون ذلك انتصارا تاريخيا للإنسانية".
و أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية سيطلب إصدار مذكرة ضبط و إحضار في حق الرئيس السوداني مؤكدة بذلك معلومات صحافية. وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك "على حد علمي فان المدعي العام ينوي التوجه إلى مجموعة من القضاة لتقديم معلومات ومطالبتهم بإصدار مذكرة توقيف". نهاية الاقتباس.
كان لهذا الخبر المفرح تأثير كبير ليس على سكان دارفور أو جنوب السودان أو حتى أفريقيا كلها، بل إن هذا الخبر و أي أخبار أخرى "تـُبشِّر" بمحاكمة كل طاغية مستبد و مجرم ـ و ليس البشير وحده ـ سيكون سببا لسعادتنا و راحتنا نحن العراقيين تحديدا، فقد اختبرنا حكم نظام البعث المجرم و زعيمه المشنوق صدام، فعلينا كعراقيين و نحن دولة عضو في الأمم المتحدة أن ندعم و لو عبر البيانات الرسمية و الدبلوماسية العراقية هذا التوجه الدولي لوقف الاعتداء السافر على حقوق الإنسان سواء كان ذلك في السودان و مصر و ليبيا و القذافي الداعم للإرهاب و المغرب و لا ننسى مملكة آل سعود أو بــــورما و نظامها العسكري الذي ترك الشعب يموت إما عبر سياساته أو بسبب الكوارث الطبيعية.
و كردّ فعل "عربي"!! على هذا الخبر المفرح، راح إعلام النظم العربية و الإسلامية الدكتاتورية ـ من ضمنها نظام الملالي الوهابيين في قم و طهران ـ يروج لنظرية المؤامرة مرة أخرى ـ الأسطوانة المشروخة ـ زاعمين أن هذا هو مجرد بداية "لتقسيم السودان" مع أن هذا البلد تمزق أصلا بفعل الدكتاتورية التي شجعت على التقاتل و التناحر بين السودانيين و شردت أبناء الوطن الواحد، فأقلية حاكمة متخمة بخيرات البلد و أكثرية ساحقة مسحوقة بفعل التهجير و التجويع و الإبادة، و أظن أن هذا الخبر سيكون له وقع سيء على كل من يظن أن بإمكانه أن يخدع الغرب و الأمريكيين تحديدا عبر تصنعه "كذبا و نفاقا" الصداقة معهم، فلا صديق للغرب الديمقراطي إلا الديمقراطيون و الإنسانيون.
و لعل الضحايا يسلون قلوبهم المليئة بالجراح و فقد الأحبة بفضل تحقيق العدالة، أمنيتنا كعراقيين أن نرى كل دكتاتور يلحق بركب صـــدام حسين فيحل عليه العار الأبدي و يلعنه الله و يلعنهم اللاعنون، و لن يبكي عليهم إلا المرتزقون و ملالي السوء و المتاجرين بالدين و الوطن و آلام الشعوب، و يوم التغيير قريب و يوم الحرية لهذا الشرق الإسلامي المنكوب قريب، فلتتحرك الشعوب الإسلامية و تستعد كرامتها من الطغاة و المستبدين الذين مرغوا كرامتها في الوحل، لأن لا كرامة للإنسان مع الطغيان، و لا إنسانية مع نفاق.
هنيئا لشعب السودان الأبي التواق للحرية و انتخاب قادته الذين سيكونون حينها خدما للشعب، و تحية لأنصار الإنسانية حيث ما كانوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل