الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهدئة والحوار الفلسطيني الفلسطيني قرار إسرائيلي بامتاز ؟؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2008 / 7 / 14
القضية الفلسطينية


ليس من قبيل الصدفة أن تقبل إسرائيل بالتهدئة في هذا الوقت بالذات مع أن الهدنة وليست التهدئة مطروحة منذ زمن طويل ، والمراقب لمجريات الأمور هنا يدرك أن قبول إسرائيل بالتهدئة جاء مباشرة بعد إعلان الرئيس محمود عباس عن قبول الحوار الفلسطيني الشامل بدون شروط ، ومن ثم ترحيب وقبول حماس بما أعلنه الرئيس عباس . إذن هناك أهدافا خفية لإسرائيل من وراء هذا القبول كما علمتنا التجربة الطويلة من السياسة الإسرائيلية التي تستفيد دائما من الأحداث وليس فقط صناعتها .. ومما لا شك فيه أن إسرائيل ترغب في تعزيز قوة حماس الداخلية حتى تقطع الطريق على أي تقدم في الحوار الفلسطيني ، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني أطول فترة ممكنة .. ويؤكد ذلك ما جاء على لسان رئيس السياسة الإسرائيلية ومخضرمها شمعون بيرس ، حين قارن الانقسام الفلسطيني بالإنجازات الكبرى التي حققتها إسرائيل مساويا هذا الإنجاز بقيام دولة إسرائيل عام 1948 .
المتتبع لإجراءات تخفيف الحصار عن حماس في غزة مرة بالإغلاق ومرة بفتح المعابر التجارية وتزويد القطاع بكميات تجارية تتلاءم مع ضبط التهدئة التي مازالت سلطة غزة تسعى لضبطها بشكل تام ، وتحاول فيها إسرائيل بامتحان قدرة حماس على ضبط التهدئة فتقوم بعمل استفزازي ضد تنظيمات أخرى في الضفة حتى تقابل بردة فعل من غزة ، وأصبح واضحا للجميع أن حماس تقوم بكل الخطوات اللازمة لضبط التهدئة ولا نعرف ماذا تهدف حماس من وراء ذلك ؟ لكن يبدو ما كان غير مقبولا في زمن السلطة أصبح مقبولا في زمن حماس ؟؟ والسؤال الجوهري الذي يطرح أمام حركة حماس هو : هل كان ثمن تضحيات شعبنا الطويلة تساوي تهدئة طويلة مع المحتل ؟؟ إلى ماذا تهدفون ؟ الجميع يقول الآن : أن التهدئة ضرورة وطنية .! هل عجزت المقاومة المسلحة عن الاستمرار في عملها تحت ضغط حاجات الصمود لشعبنا ؟ ألم يكن بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من ناقش ذلك واقتنع منذ زمن طويل بضرورة تغيير وسائل وأساليب المقاومة المسلحة أو ترشيدها ؟ هل كان لزاما على شعبنا أن يدفع كل هذه التضحيات حتى تقتنع فصائل العمل المسلح بما اقتنع به الآخرون منذ زمن طويل ؟؟
نعتقد أن إسرائيل في المرحلة القادمة ستقوم بتعزيز قوة حماس من خلال تخفيف أعباء الحصار المفروض على غزة بشرط أن يتزامن ذلك مع قدرة حماس في الحفاظ على التهدئة ، والتعامل مع قضية الحوار الفلسطيني ... وبدأ ذلك واضحا بعد قبول حماس بالحوار بدون شروط في بداية الأمر عادت حماس في الأيام الأخيرة لفرض شروط على قبولها بالحوار .. وهكذا ستكون إسرائيل راضية عما يجري ، فكلما ذادت حماس من تعنتها بقبول الحوار ستخفف إسرائيل من الحصار ؛ بالإضافة لقضية الأسرى وقضية الجندي الإسرائيلي التي تعتبر شبه جاهزة والتي سيتم فيها فتح معبر رفح ، وهنا نقول للذين يراهنون على الدور المصري في رفضه فتح معبر رفح بالاتفاق مع حماس والتخلي عن سلطة أبو مازن في قضية المعبر : إذا ما أعلنت إسرائيل رفعها الحصار عن غزة ، هل ستبقى مصر وحدها تفرض حصارا على غزة ؟ خاصة أن إسرائيل والناطق باسم البيت الأبيض أعلنتا في أكثر من مناسبة أن معبر رفح قضية مصرية ؟! بالطبع لا يمكن لمصر أن تبقى فارضة حصارا على غزة لوحدها ، وهي تقوم بين وقت وآخر بفتحه بالتنسيق مع حماس في غزة تحت يافطة ( ظروف إنسانية ) ، وبعد رفع إسرائيل الحصار عن غزة لن يبقى لمصر أي مبرر باستمرار إغلاقها لمعبر رفح المنفذ الرئيسي لغزة على العالم العربي والخارجي .. إذا ما تم ذلك يكون الحصار قد رفع نهائيا عن حماس وبالتالي سيزيد من قوتها ، عندها ستقوم إسرائيل بعمل ( هدنة ) طويلة مع حماس قد تصل لعشرات السنين في إطار ما ، بشرط أن تبقي الانقسام بين الفلسطينيين مستمرا وتلقي بحماس وغزة في حضن مصر ...
حينها لن يكون هناك أي خيار لسلطة الرئيس محمود عباس إلا التمركز أكثر في رام الله والبحث عن ما يمكن الحفاظ عليه في إطار كونفدرالية مع المملكة الأردنية ، أو ما أشيع مؤخرا عن المملكة الأردنية الفلسطينية ؟ وإن لم يقبل بذلك ستعمل إسرائيل على تقسيم الضفة الغربية إلى أربعة كانتونات منفصلة عن بعضها لن تكون القدس وبيت لحم ضمنها وهي الآن شبه منفصلة لمن ينظر إلى خارطة الضفة الغربية التي تقع القدس وبيت لحم في منتصفها ... قد يكون هذا السيناريو غريبا عند البعض ، لكن التجربة الإسرائيلية تقول عكس ذلك ، ومن يعود إلى مشروع أوسلو في حينه لم يتوقع أحد ما حدث بعده ؟؟ وصفق كثيرون حينها للمشروع وبنو أحلاما وأوهاما كثيرة على ذلك .. لكن إسرائيل كان في حسابها أشياء أخرى .. بقي أن نقول : هل تدرك كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني هذه السيناريوهات وهذه التوقعات ؟ وهل بقي عند حماس أي قناع تخفي بها وجهها أمام هذه الحقائق التي تتحقق يوما بعد يوم على الأرض ؟ أم أنها تدرك ذلك وتقوم بإيهام شعبنا في غزة تحت ستار أنها تعمل كل ما في وسعها بتدبير حاجاته الفسيولوجية التي أوشكت على الانعدام ؟ وأن هناك ما هو مخفي وما تقوم به عمل رباني لا يمكن لأحد محاسبتها عليه ؟
على كل حال ما هو مطلوب من كافة القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركتي فتح وحماس إثبات عكس كل التوقعات السابقة والعمل الجاد بما يخدم المصلحة العليا لشعبنا الفلسطيني الذي دفع ثمنا باهظا ومازال .. وأن ما هو قادم سيثبت حسن النوايا عند الجميع ، وإذا كانت إسرائيل تسعى إلى استمرار الانقسام وتشرذم الحالة الفلسطينية ، لماذا لا نقوم على إفشال هذه المخططات ونرسم سويا إستراتيجية تعمل على الحفاظ على كينونة شعبنا الفلسطيني ؟ وتضمن تحقيق أهدافه الوطنية إن عاجلا أم آجلا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص