الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير في المغرب عجلة تدور لكن نحو الأسوأ..

خالد ديمال

2008 / 7 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المغرب يتغير،هي السمة البارزة(أي نعم)،لكن أي تغيير؟..من الممكن أن نضع علامات الإستفهام،ونسأل،إلى أي اتجاه يسير هذا المغرب؟..
أغلب التقارير والتحليلات الصحفية تنذر بالكارثة،وتضع المغرب في مصاف الدول التي أخذت فيه الحريات منحى تراجعيا خطيرا( محاكمة الحقوقي سبع الليل ومعه مدير مكتب الجزيرة بالمغرب حسن الراشدي بناءا على خبر اعتبرته الأجهزة الرسمية خال من الصحة)،وهو ما يشكل – بحسب مراقبين – انتكاسة حقوقية تنآى بالمغرب في دورة نكوصية ليس لها مثيل، تدير العجلة باتجاه الوراء(سنوات الرصاص) ، ومن دون توقف، لكن هذه المرة باصطفاف أكيد، مرده سن سياسات مستعجلة في مطبخ الدولة( المخزنية)، تروم تأبيد الوضع السائد(واقع الإستبداد)، والإبقاء عليه،إلى حين..ففي كل مرة تطلع علينا الصحف،وبعناوين بارزة،وبالبنط العريض، تستعرض منجزات (أوهراوات ) العهد الجديد،( سيدي إيفني نوذجا بشكل اعتبره البعض جريمة ضد الإنسانية إثر التدخل الهمجي للأجهزة الأمنية)، بصيغة تأكيدية تصف حالات الترهل (أو التفنن في طرائق التعذيب)..
هي مرحلة التراجعات الخطيرة،والتي غالبا ما يتضرر منها المواطن البسيط،بحيث تغدو هذه المنشيطات( أوالعناوين البارزة)،المرهم المسكن الذي ينحوبنفسه في الإتجاه المعكوس، الراسم لملمح المغرب الجديد،بأحرف ظاهرة"هضم حقوق الإنسان"،وبخاصة" المغلوب على أمره"،تبدأ بالزيادة في أسعار المواد الغذائية،وكذلك الأولية،متجهة في خط تصاعدي يمس عيشه الكريم،حتى في أبسط الأشياء..
إن المخططات الإقتصادية التي تروم الدولة إلى تسييدها،والتي تخضع لإملاءات المؤسسات الدولية،همها الوحيد هو النيل من القدرة الشرائية للواطن بدعوى الحفاظ على التوازنات الماكرو/اقتصادية،وأولوية التوازنات المالية على حساب التوازنات الإجتماعية،ولتحقيق هذه الغاية تعمل الدولة ( المخزن ) على إذكاء نار الإلهاء الإجتماعي بفبركة ملفات,وإضفاء صيغة التهويل عليها،وتعمل على إلباسها لباس الخطر المحدق الذي يهدد أمن وسلامة الدولة,وكأنها في حالة حرب،وكأن عدوا يتربص بالنظام للنيل منه،في صيغة مآمرة محكمة الصنع، وكـأن المنجز يتحقق بعملية جد تبسيطية تدور كلها في محرك الصناعة الإستخباراتية المحلية،وتلمح فيها إلى كائن رمزي للغاية" هروب من السجن"،"خلايا"،"اعترافات"،وكيف هي صيغة الإعترافات،وهي المأخوذة دوما ,وعلى مر التاريخ،تحت طائلة التعذيب والقتل أحيانا،والذي قد يجانب الصواب على أكبر تقدير،ويعطي صورة عكسية تباعد بين القول والواقع..
هذا هو التاريخ المستحدث بمغرب ما بعد الحسن الثاني،وكيف السبيل لوضع هذا الوصف( الإنتقال الديموقراطي)؟،والملمح شعاراتي أكثر منه واقعي،وترصيفه على مستوى الواقع يبقى مجرد كذبة كبرى،خاصة وأن حقبة مستجمعة بإحكام شديد (حقبة القمع ضد العاطلين وغيرهم من المقصيين من رحى التنمية)..أرادوها أن تكون صيغة لنعت واحد هو المكمل لسيناريوالعسف( مزيدا من الفقر والتهميش)،ولكن النتيجة واحدة،وهي تحصيل حاصل،أي انكسار اللعبة على إيقاع انتخابات لم تصوت فيها نسبة 75 بالمائة،وكيف يمكن تحليل النسبة المتنبقية،وبلغة السياسة أيضا،خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار الأوراق الملغاة،كأصوات غير معبر عنها.
إن المواطن فقد الثقة في السياسة والسياسيين،والأحزاب لم تعد تمثله في شيء،بل غدت أشبه بالمقاولات الريعية التي لا دور لها سوى ضخ مزيد من الأرباح المالية،والإمتيازات الإقتصادية،تزكيها مراتب اجتماعية جديدة تخدم مصالح فئات معدودة على رؤوس الأصابع" المخزن الجديد" يتحقق لها ذلك من خلال القرب من مراكز القرار،والسلطة، غلى حساب الأغلبية المسحوقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة