الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التومبير

محمد بوغابة

2008 / 7 / 19
الادب والفن


عدت كالعادة للحي بعد منتصف الليل، ولجت منزلي. أهيئ وجبات السمر .
صدى هرج ومرج بالشارع.
كريم ( التومبير ) بالدرب...كريم ورزقك على الله. على أبواب العقد الثالث .قوي البنية. على جسده أثار عدة ضربات الموس (بالعنق ، بالقفى بالصدر ..)....ومع كريم رفقاءه.
عندما يأتي كريم يفرغ الحي من أبنائه . ويدخل الجميع لنوم مبكر.
لا نوم هادئ هذه الليلة. تغلق الأبواب ، تسد النوافذ ، تطفأ الأنوار ، تقطع الأنفاس.
خمر الرخيص ( كحول قاتل الفئران mata rata ،خنيبرة دزيتون 2 أورو ، سلسيون ( لصاق للعجلات ، يشم بثمن نصف أورو للقرورة ) و انتشرت الظاهرة بشكل ملفث ومخيف شباب سنتحر ، ولذيذة رائحة ذلك اللصاق...الكيف .حشيش محشوة بالرزينة . أقراص...ويبدأ كريم بالصراخ والسب واللعن.
وإعتدناه.
شخصيا عندما يراني يهرع إتجاهي طلبا نقود قليلة.
اعطيه كلما طلب شيئ.
المثير هو أنه منذ مدة وهوعلى هذا الحال.يثير زوبعات خالية وفي باب ضابط أمن، لا يقوى على الخروج. ولا على الإبلاغ به.
أهيئ سحوري وشاي منعنع. وأبدأ تداريبي بعصى غليظة ، فصارت العصى ريشة في يدي .فما بالك بسيف.
كلما جاء كريم للدرب إلا وأتدرب على العصى لحدود الفجر.
أحياء شعبية فقيرة. تشبه غيتاوات. لا نعرف دوريات أمن. فيها كل ما يدمر روح الإنسان.دون جمعيات ولا مكتبات..ولا شجرة ولا حديقة ولا حفلة ...كريم دائم الشجار.و إذا سكت فاعلم أنه لا يقوى على النطق من كثرة اللصاق (سلسيون ) ).
محاولة من الواقع
***********************************************

هل كانت صورة
تشتكي لزمان جور الزمان وترقع الواقع بالحلم
محاوله مجدت المشهد في تلك الأحياء البسيطة
على أنغام الحروف
أ/محمد بوغابة
كن بخير دائما


********************************
البارحة...وبعد منتصف الليل كان كريم بالحي.
نشبت حربا بينه وبين أحد رفقائه.
وعند الثانية صباحا سمعت صراخ شاب ينادي على كريم ويقسم انه لن يخلي سبيله حتى يقتله.
ووراء الشاب أمه وإخوته البنات
وبعد ذلك إبتعد الضجيج.سمعت صرخات نسائية قوية
قلت مع نفسي ربما قتل كريم.
وعند الغد جاء جيراني الشباب يخبرونني بأن كريم تهرس من يده اليمنى وكاد يموت بعد أن سقط من صور عال.
دفعوا له ثمن الإقامة بالمستشفى وثمن الأدوية.
يقول المثل العربي.
صياد النعامة يلقاها .
شباب دون مستقبل ..دون عمل ، دون ثقافة.
الهمجية والزفت.
الحرمان
نعيش دون دوريات أمن لنأكل بعضنا البعض.
ولم يكن كريم سوى إنسان بحاجة للعطف.رجال تفتقد لدريهمات الجيب. للمعرفة ، للطبيعة ، محرومين مكبوتين مهمشين ، السجن لنا بالمرصاد ، نموت صغار في العذاب الشديد.نتفرج على عالم جد غني ، نباد أحياء ، لا تفصلنا عن الغرب سوى مضيق جبل الطارق. وطربوا عنا الحصار ،
لا سكن ، لا زواج ، ولا والو. الباربة la barbe قادمة قادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي