الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدمى الايرانية تتحرك... ارفع راسك فانت ع....ميل

نبيل الحسن

2008 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



العجائب والغرائب تتوالى مسرعة على ارض الرافدين ! , حتى لم يعد باستطاعتنا اللحاق بتفاصيلها , لنتمعن أو نندهش أو نفهم على الأقل , أفعال وأقوال العبقريات السياسية والفكرية , التي حرمنا من صولاتها , وافتقدنا إمكاناتها , على زمان النظام الفردي السابق , عادت اليوم والعود احمد ! , ليكون عنوان برنامج قادتها الأساس (ارفع راسك فأنت عراقي !!) , ولم نصدق فقط أنفسنا ولكن تملكتنا حالة من الزهو والخيلاء , لتحسس ومعرفة ماسيقودنا أليه القادمون على ضهر الدبابة الأمريكية المحررة للعراق , والتي نزل منها حالما وصل زحفها الناصرية السيد الدكتور احمد الجلبي , ليهنئنا بالمستقبل الزاهر بعد سقوط صنم الدكتاتورية والشمولية , القادم مع الحضارة والتكنولوجيا ومبادئ الديمقراطية والحرية الأمريكية كما اخبرنا , لينقذنا من سوء حالنا وبؤس شوارعنا ومدننا , بعدها نشر حزبه شعاراته البراقة وأولها ( ارفع راسك .... ) مع المزيد من الشرح والتفصيل لما سيقوم به الأمريكان بناء على إرشاداته من كنس لكافة مخلفات الفاشية , الجهل والتخلف والحروب .
- ليس الجلبي هو الوحيد ولكن الأول (كما تقول الإعلانات ) !!
إصابته الدهشة والحيرة بلا شك , مما آل إليه حاله بعد حين , فالدبابة الأمريكية التي تركها في الناصرية تقدمت صوب بغداد , ولم تنتظره ليعود ويمتطيها ويدخل بلد الرشيد , قائدا محبوبا يجلس على عرش المغادرين وريثا , لاحق هو بعدها القرار الأمريكي الذي لم تعد من مهماته الملحة تنصيب وإسناد قائد فاشل لا ارض صلبة تحته , بل تحولت المهمة للتوغل في نبض الشعب وإشراكه في اللعبة الجديدة المسماة بالعملية السياسية الديمقراطية , ومبدأ التعددية وصناديق الاقتراع , وليفز حتى الشعبويون البراغماتيون من أي صنف كانوا ولون , فالتجربة جديدة والوعي يحتاج إلى تراكم , والشعوب تعكس عاطفتها غالبا لا مصالحها الحقيقية , مادامت في بداية الطريق , فهل يستوعب الجلبي اللبرالي الدرس الأول ؟ الذي أسقطه عند المحك , فعبقري التآمر والفتن وجمع الأموال , ضهر فاشل على مستوى قناعة الجماهير التي لم يعايشها , أو يفهمها يوما , فأين يكمن السر وكيف يصلح الخطأ , لينطلق سليل الأعيان والمال الذي لا يعترف بالهزيمة !, وكيف له الدخول ثانية وتصدر العملية السياسية ؟ بحكم ثقافته وموقعه وما اجتمع له من آراء رجال حزبه , توقع له متفائلون أن يطبق شعاره ويتحول إلى الوطنية العراقية ليقود تيارا ليبراليا متفتحا حان وقته يتجاوز به كل تشدد واحتقان وطائفية مريضة وقومية عنصرية , ولكن مافعله وأثار الدهشة هي المسميات الجديدة التي تبعها وأنتج صنوها وإذا به يدخل البيت الشيعي مؤذنا بولوج دهاليز تؤدي حتما إلى أجندة غير عراقية بالمرة متخلفة متوحشة ثيوقرطية فاشية تشكل ظلا وسكة أخرى للفكر السلفي والقاعدة , ليفتح الطريق على مصراعيه لنفوذ وإرادات دول الجوار , وكأن مس من الجنون أصابنا في السياسة ونحن نرى القوات الأمريكية تقتحم مقر من كان يعتبر رجلها الأول وتعبث بمحتوياته , بحثا كما اتضح بعدها عن الخيط الإيراني الذي امسك به السيد الجلبي , وتناغم مع سياساته ,ووجده اقرب إلى طبيعته التآمرية والحفاظ على هيبته القيادية , منه إلى خطورة التعامل مع الشعب وكسب وده والتلاقي معه , وسط معمعة القتل والتفجير .
- هي بعض من سيرة علماني ,متخرج من أرقى الجامعات الأمريكية , يفضل أن تدخل طائفته العراقية نفق ولاية الفقيه الإيراني دون التحول للديمقراطية الغربية , ليوفر لنفسه فرصة البقاء والاستمرار .
- ماذا عن باقي العناصر والقيادات وغالبيتهم من الجهلة واللطامة , والحديث هنا عن المجموعات ذات الخلفية الدينية الطائفية الشيعية , صاحبة المساحة الأكبر من النفوذ والقرار السياسي في العراق , تواصلا مع كون الشيعة هم الأكثرية في دولة تطبق المفاهيم الديمقراطية , القادمة مع إعصار أل 2003 , ولكن من المسؤول عن سيطرة التخلف وتغييب العقل على القرار الشيعي العراقي غير السياسة الصدامية السابقة وتدميره للأحزاب العلمانية واليسارية أولا , ثم حملته الإيمانية المشوهه والتي حولت المجتمع نحو الفكر المحافظ الطائفي , والتمحور حول آراء رجال دين , بعيدين عن مشاكل الأرض قريبين من عالم الغيب , أنهى صدام من العمل المعلن على الأقل , القيادات والأحزاب القريبة من المجتمع وتطلعاته , كما افرغ حتى حزب البعث من محتواه العلماني , ودمر كل تطلع شيعي ضمن قياداته , ليسهل نمو وانتشار هذه التوليفة الغريبة (والحديث عن الساحة الشيعية ) من المتاجرين بالطائفة والدين التابعين لسلطة القرار الإيراني , يضاف أليهم ما رباه هو أو ساعد في نشوئه وامتداد نفوذه , من معممي الأمن العامة , ثم الحواسم , ومن وجدها مهنة رابحة يعتاش منها كطفيليات تتغذى الجهالة والتخلف , و وتستثمر غياب الأحزاب والفكر العلماني بين الجماهير المتضررة من سياسات النظام السابق .
- كلهم تنفسوا وتكاثروا وانتشروا من خلال الاحتلال , راكبين موجة ديمقراطيته , تغذوا وسمنوا فوق آلام الشعب وتضحياته , وزادوا ثراء وقدرة مادية ,كمردود لما أفسدوه من مناصب السلطة المباحة لهم , والآن يطالب فاقدي الوطنية هؤلاء بخروج قوات الاحتلال , ليكون أسيادهم في ولاية الفقيه هم البديل , وليملا نجاد الفراغ العراقي كما حلم وتمنى , فهل حل أوان رفع حجاب (التقية) اليوم ؟ لان لحظة الاستحقاقات قادمة , والوطن الأم الإيراني في خطر , مما يستوجب نهوض وتصرف الخلايا النائمة في المنطقة الخضراء وباقي أنحاء ارض الرافدين كنواب اومسؤولين , محافظين أو حتى ملتزمي بانزين خانات , عراقيين بالاسم , ليطالبوا برحيل القوات الأمريكية ! , القادم أكثرهم معها أو في حمايتها , بعد أن قدمت لهم خدمة العمر وقاتلت وأزاحت من اجلهم نظام صدام وأعوانه , ثم القاعدة وتحالفاتها , ليصفى خالصا لهم العراق ونفطه , ينهبونه ويبقون مابقي الفساد والفوضى .
- ماذا بعد رحيل العسكر الأمريكي ؟ (إن رحل) , الكثرة تعلم وأولهم القيادة الإيرانية , أن الحرب الأهلية هي البديل , وانتشار السلاح والمعارك والتقسيم الجغرافي والمناطقي للبلد , وذلك مايخدم تماما الخطط الإيرانية , بينما يتوقع غبي كالمالكي انه سيمتلك زمام الأمور ويصبح رجل العراق الأول الذي لاغنى عنه ! , متغافلا عن حقيقة لن يدركها أبدا عقله الفارغ , وهي إن إيران لاتريد عراق مستقر ينهض اقتصاديا وسياسيا ويمارس دوره الطبيعي في منطقة الشرق الأوسط , بل مايفيدها بلد يتمزق يلجأ جنوبه أخيرا إلى الحضن الإيراني تاركا الصحراء للسنة والجبال للأكراد , وأقصى ماسيئول إليه حال المالكي والأديب والدباغ وأمثالهم , هو الهرب بما سرقوه من ملايين أموال الشعب العراقي , ليلتحقوا بالصداميين وينافسوهم على الاستثمار في أسواق دبي والخليج والأردن وسورية , هذا إن نجوا من مقصلة جيش المهدي , التي لازالت سراياه تتدرب على ارض ولاية الفقيه , وتدرس (عمائمه) وأئمته على يد معلموا قم المقدسة بانتظار المعركة الفاصلة , التي لن توفر في جنونها حتى المرجعيات الصامت منها والرشيد , ولا اعتقد إن سيناريو كهذا غير مفهوم أو مدروس ومطروح بين أوراق الجانب الأمريكي الذي يعرف جيدا أن رأس الأفعى هناك في طهران تحرك ذيلها العراقي ساعة تشاء , وكما يبدو فان مراهنة القيادة الإيرانية هي على هذه الأشهر المتبقية من عمر ولاية الرئيس بوش , تطلق فيها نعيق غربانها في العراق , (يسميهم رافسنجاني بالأصدقاء) , مدافعين عن أجندة إيرانية خالصة يصورونها وكأنها روح الاستقلال العراقي الخالص , الذي رماه المالكي جانبا يوم جلس كالجرذ المرعوب في حضرة مولاه الخامنئي , محمر الوجه خجلا ! إن كان قد اخطأ أو لم ينفذ واجب كلف به .
- تتحرك الدمى سريعا هذه الأيام , في محاولة للتخلص من تواجد السيد الأمريكي الذي حماهم وروجوه لنا طيلة 5 سنوات , لمصلحة متبوع آخر , يحنون له رقابهم وظهورهم كي يعبرها نحو ارض العراق وكان لا رجال فيه , ولننتظر ونرى موقفهم يوم يضرب الرأس , عندها لا تدري الذيول بأي جحر تلوذ .

نبيل الحسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -