الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ركلات السيد وكيل وزارة الثقافة الأستاذ جابر الجابري في فضائية العراقية

هفال زاخويي

2008 / 7 / 16
الصحافة والاعلام


في لقاء مع العراقية مساء 6تموز2008، وفيما يخص المشهد الثقافي العراقي ، خاض السيد جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة في هذا المشهد وكنا ننتظرمنه ان يضع سيادته النقاط على الحروف ليكشف لنا ان الثقافة العراقية في مواجهة تحديات كبيرة وان دور المثقف دور مهمش وان الصراع لازال على أشده بين السياسي المستحوذ على كل شيء وبين الثقافي المحروم من كل شيء ، وان السياسي لازال ينظر بعين الشك والريبة للمثقف متخيلاً ان الأخير يبحث عن السلطة وعن الكراسي وعن الأبراج العاجية وسينتزعها منه، لكن السيد الوكيل لم يخض في هذه الموضوعات لامن قريب ولا من بعيد ،بل من ضمن ما قاله ان المثقف العراقي يحمل بداخله 30 طفلاً مدللاً لانعرف كيف نرضيه...؟! ، تطرق أيضاً الى المهرجانات التي تعقد خارج البلد ، ونحن لانعرف لحد الآن ما هي الوجوه الثقافية التي تمثل العراق في هذه الفعاليات وكيف يتم اختيار هذه الوجوه ...؟ كما نقول أو بالأحرى نسأل ما دور وزارة الثقافة وبالأخص دور السيد الوكيل الجابري في التغلب على القطيعة الثقافية بين كافة مناطق البلاد وكذلك بين المثقفين المنقسمين على التيارات السياسية ، وهل استطاعت وزارة الثقافة ايجاد خطاب ثقافي عراقي موحد وطني بعيد عن المحاصصة الطائفية المذهبية والعرقية وهل هناك سعي من قبل السيد الوكيل لجعل الثقافة مستثنية من المحاصصة الطائفية والحزبية ، وأين وزارة الثقافة من أعلام الثقافة العراقية من فنانين وادباء ...؟! ثم هناك شيء مهم آخر وهو ان السيد الوكيل ذكر المثقفين العراقيين في الخارج ومثقفي الداخل، واعتقد ان هناك الكثير من الظلم يلحق بمثقفي الداخل... فهل كان مثقفو الداخل كلهم من زبانية الدكتاتور ...؟ الم يعانوا...؟ الم يسجنوا...؟ الم يعدموا...؟ على يد اعتى نظام ديكتاتوري ...وهل كانت معاناة مثقفي الخارج الطليق الديمقراطي كمعاناة الداخل العراقي الذي كان سجناً كبيراً لنا كلنا ...؟! يا سيدي الوكيل ان مثقفي الداخل والذين بقوا يقارعون النظام الدكتاتوري حتى بصمتهم يستحقون ان ننحني لهم اجلالاً واكباراً وذلك لن يزيدنا الا فخراً؟!

ما جذب انتباهي وأدهشني هو ان السيد الوكيل قد ذكر) انني سأركلهم بقدمي واعيدهم الى المزابل التي جاؤوا منها(... لم نفهم من المقصود في كلامه هذا، ثم هل هذه الجملة تنتمي الى الخطاب الثقافي العراقي الرسمي الجديد الذي تمثله وزارة الثقافة...؟! وهل تنتمي هذه الجملة الى العراق الديمقراطي الجديد وهل ان الاشكالات من النوع الثقافي ترى سبيلها للحل عن طريق الركلات بالأقدام ، ام من خلال حوار هاديء بناء...وهل يمكن لمسؤول ثقافي ان يسمح لأفراد حمايته بالأعتداء على الصحفيين ...؟! سنتفهم ان اعتدت حماية عسكرية لوزير الدفاع او وزير الداخلية على الصحفيين والمثقفين اما ان يصدر ذلك من قبل حماية مسؤول ثقافي فهذا ما يثير الإستغراب ؟!كما سنتفهم ان كانت جملة (الركلات بالأقدام) تصدر من ضابط شرطة، لكن ان نتفهمها وهي تصدر من مسؤول ثقافي رسمي رفيع المستوى فهذا محل دهشة واستغراب .

جانب آخر من حديثه المثير والذي هو محل اندهاش بل ويخلق الشعور بالاحباط هو تطرق سيادته الى اتحاد الادباء والكتاب العراقيين مشيرا الى ان هذا الاتحاد قد تم طرده من اتحاد الادباء والكتاب العرب وكأنه يتضامن مع هذا القرار العربي المجحف بحق اتحاد الكتاب العراقيين فبدل ان يسعى السيد الوكيل لاستعادة حق الادباء العراقيين المشروع لتبوء موقعه في اتحاد الكتاب العرب ظهر السيد الجابري وكأنه يشمت باتحاد الادباء والكتاب العراقيين ويعتبره منقوصاً بسبب فقدانه لعضويته في اتحاد الكتاب العرب بل ظهر وكأنه يعير اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بالاعتداء الذي يواجهه بسبب غطرسة اتحاد الكتاب العرب ... افي هذا الموقف يتخلى السيد الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة العراقية عن دوره كمسؤول ثقافي عراقي رسمي ومن ثم كأديب وشاعر...؟!

يقول فوزي الأتروشي وكيل وزير الثقافة والذي باشر عمله منذ أربعة أشهر ( للمثقف عشرات المبررات لكي يعتدي علينا ، اما نحن المسؤولون فليس لنا مبرر واحد، المثقف ينقصه كل شيء، ونحن نتمتع بكل شيء فكيف سنبرر اعتداءنا على المثقف وتجاوزنا عليه...؟) .

نريد أن نؤكد للسيد الوكيل ان المثقف العراقي والذي يصفه ان بداخله 30 طفلا مدللا هو عبارة عن 30 جرحا و30 مخاضاً من المعاناة و30 انكساراً بل يعيش بداخله 30 طفل يتيم وهذا المثقف ليس متطلعاً للترضية بقدر تطلعه لأن يرى دوره الحقيقي ويكون لخطابه الثقافي الف الف حساب ليصب في النهاية لخدمة البلد ورسم مستقبله الحضاري أما أن ينتظر المسؤولون ان يرضيهم المثقف الحقيقي مجاملة ووصولية فهذا محال وحلم لن يتحقق.

أسئلة وتساؤلات أطرحها على طاولة السيد وكيل وزير الثقافة الأستاذ جابر الجابري ، وننتظر أجوبة لكن عن طريق القلم والحوار ... لابوسائل أخرى فأننا في عراق ديمقراطي ليس حكراً على أحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامرَ إجلاءٍ من رفح ويقصف شمال القطا


.. قصف متبادل بين مليشيات موالية لإيران وقوات سوريا الديمقراطية




.. إسرائيل و-حزب الله- يستعدان للحرب| #الظهيرة


.. فلسطين وعضوية أممية كاملة!.. ماذا يعني ذلك؟| #الظهيرة




.. بعد الهجوم الروسي.. المئات يفرّون من القتال في منطقة خاركيف|