الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اختلف به عبدالكريم قاسم عن غيره

عقيل عبدالله الازرقي

2008 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


غيرت أحداث انقلاب 1958 وجه العراق، لتنذر ببداية عهد من الطائفية السياسية والعسكرية وتمهد الساحة للصعود الحتمي لنظام صدام حسين. عهد جر الويلات والحروب المدمره والاغتيالات المنظمه ودخل العراق بمرحله التأسيس الى الطائفيه السياسيه. كل ما سجله التاريخ على ثوره الرابع عشر من تموز من مثالب يتقاسمه كل من شارك في هذا الانقلاب الدموي من قوميين وبعثيين حتى من هم لايحسبون على هذه الاحزاب. فلابد لنا ان ننصف الزعيم عبدالكريم قاسم ولو بشيء . الرجل وان كان من جنرالات الثوره وهذا يحمله قسط من المسؤليه فقد كان قاسم الوطني الذي لم يداهن على قضيته رغم شدت مع عصف به من محن وانقلابات ورفاق درب انقلبوا اعداء لكن الناس عادت لتبكي عليه وترفع صوره بعد ان شتمت به لسنين. ربما تماشيا مع المثل العراقي (ماتعرف خيري لمن اجرب غيري) وحتى محاسن عبدالكريم قاسم اصبح البعض اليوم يحسبها اخطاء ومثالب رغم ان الرجل اراد بها خيرا فمثلا كان اطلاق صراح الذين حاولوا اغتياله مثلبه في نظر البعض وكأن العفو غير مقبول فالشاعر عريان السيد خلف يخاطبه ب(الغلطه الجبيره شلون نمحيها).عبدالكريم قاسم الذي عرفت عنه العفه والنزاه وهذه الصفاه هي التي حفظت قاسم في قلوب الناس وليس الانجازات الماديه التي لايدخل الرئيس فيها الا من خلال الامر بتنفيذ قرار والتوقيع على مشروع. وهو ما اريد الاشاره اليه هو ان الرجل حمل من العفه لا بل البساطه جعلت الناس تنسى كل ماحدث من الانقلاب ومالحقه من دمار فالكل عندما يتكلم عن قاسم يفرق بينه وبين الكلام عن انقلاب 14 تموز . عبدالكريم قاسم احد رموز هذه الثوره ولكن الكل يعلم ان الكثير هللوا لها وصفقوا حتى من لم يكن قوميا.فهذا كامل الجادرجي زعيم الحزب الوطني الديمقراطي يقول عن الانقلاب وموت فيصل الاول بعد وقوع انقلاب 14 تموز "يذبح ألف خروف في صباح كل يوم، فلا يضير أن يصبح العدد ألفا وواحدا." فلماذا يتحمل قاسم ماصنع غيره.كان المهندس للمذبحه هو عبدالسلام عارف الذي لم يسلم منه حتى عبدالكريم قاسم نفسه.ولكن جنرالات العراق يحاكمهم الناس قبل القانون والتاريخ قبل السماء. عبدالكريم قاسم رغم انه كان سنيا ومن ام شيعيا وهذا ما لم ولن يتحقق بزعيم اخر الا انه لم يشهد عليه اي اشاره الى انه كان طائفيا يوم من الايام او تصرف بطائفيه. هذا خير مثال لسياسين اليوم ليضعوه نصب اعينهم للسبب الذي يجب ان يخلد عبدالكريم قاسم عليه كزعيم ووطني. فالاستاذ حسن العلوي يذكر الزعماء العراقيين في كتابه "الشيعه والدوله القوميه" من فيصل الاول الى صدام ويذكر طائفه كل منهم الا انه لايذكر عبدالكريم قاسم فيضعه في الهامش معلقا ان قاسم لايدخل ضمن هذا التصنيف. هذه الصفات هي التي حفضت الى قاسم كرامته وجعلت الناس تذكره بخير رغم ماحل بسببه وكان احد فرسان الانقلاب المشؤوم. صنع قاسم طريقه بطوليه عند استشهاده عندما حلق ذقنه ولبس بزته العسكريه وجاء الى الاعدام ليرفض ان يضعوا الغطاء على وجهه جعلت صدام يختارها . ولعل صدام رأى ان الذاكره قد حفضت الى قاسم ذلك فأراد ان يصنع الشيء نفسه لكن موقف صدام جاء بعد ان القي القبض عليه بطريقه مذله. وربما لو اعدم قاسم صدام ومن تأمروا عليه لاصبح صدام قديسا من قبل خمسين سنه وليس اليوم. لكن مايؤخذ عليه هو تعطيله الى كل سلطات الدوله التشريعيه والتنفيذيه والقضائيه ولم تكن هنالك نيه خالصه الى انشاء برلمان ديمقراطي ربما لقصر الفتره وكثر الثورات ومحاولات الانقلاب التي عصفت بقاسم. وظهور الفكر القومي العربي وصعود عبدالناصر كزعيم وطني هي من جعلت عبدالكريم قاسم الى ان يسمي نفسه زعيم الى ما لانهايه. كريم قاسم ولمده اكثر من ثلاث سنوات لم يستطع شراء بيت ولاسياره ولم يكن له خدم كما كان لسابقه ولا قصور كمن جاء بعده. فشقيقه الأصغر [ لطيف قاسم ] الذي كان نائب ضابط في الجيش العراقي ،وبقي بتلك الرتبة طيلة مدة حكم أخيه عبد الكريم قاسم كما يقول الاستاذ حامد الحمداني. لايهمني اذا كان تاريخ 14 من تموز يسمى ثوره او انقلاب اغر ام اغبر فلكل وجهه نظره وهذا من الاسباب التي منعت من جعل هذا اليوم العيد الوطني للعراق. هل يأتي الزمان بمثل هذه الصفات التي لايملكها لصوص السياسه في عراق مابعد التحرير. هذه الاسباب هي التي خلدت قاسم وليس الاصلاح الزراعي ولا ذكر الاكراد في الدستور كشركاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ


.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات




.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟


.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة




.. شرطة الاحتلال تعتدي على فلسطينيين في محيط باب الساهرة بالقدس