الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال يبحث عن إجابة

طارق قديس

2008 / 7 / 16
كتابات ساخرة


يُحكى أن أعرابياً من وادي السير قد امتطى صهوة سيارته وذهب ليرى إحدى العرافات ممن اشتهرن بكشف الطالع في إحدى القرى النائية، بعد أن تكدس سؤال خطير في جمجمته لم يجد له إجابة لدى أهل العلم والاختصاص ومن دعكتهم الحياة عن جنب وطرف من قبله.

ذهب إليها فوجد طابوراً طويلاً من الزوّأر وأصحاب الحاجة يتقدمه في غرفة الانتظار، فجلس على أحد المقاعد بعد أن سجل اسمه لدى السكرتيرة ودفع المعلوم.
ولما نودي عليه دخل بسرعة، فرأى نفسه أمام امرأة تجلس على الأرض، تلبس زياً هو أقرب في وصفه إلى أزياء الفلكور، تضع أمامها إناءً شفافاً يغمره ماء، عندئذ أشارت إليه بالجلوس فجلس على الأرض، وبدأت بتوجيه الأسئلة إليه الواحد تلو الآخر حتى انتهت قائلة:

إذن أتيت إلى هنا حتى أرشدك إلى حل سؤال واحد يشغل تفكيرك؟ لنرى إذن! هل أتيت كي تعرف كم ستعيش! فأجاب بالنفي ، فقالت : إذن أتيت كي تعرف كيف سيكون مستقبلك المهني! فأجاب كذلك بالنفي، فقالت : إذن أتيت لتكشف الطالع عن من ستكون عروسة المستقبل ! فقال : لا ، فقالت : إذن أتيت لتعرف إلى أي حد وصل اتساع ثقب الأوزون! فابتسم لها ونفى مرة أخرى، فعادت وهي تقول : إذن لا بد أنك قد أتيت كي تعرف مني كيف تكون نهاية مسلسل (نور)! فقال : لا من جديد .. عندها أبدت العرَّافة استيائها وتوجهت إليه بشيءٍ من العصبية قائلة : إذا لم يكم سبب مجيئك أيٌّ مما سبق، فلماذا أتيت إذن؟

عندئذ قال لها : ببساطة أنا قد جئت إليك كي أعرف منك متى سيكفُّ سعر برميل النفط عن الارتفاع؟

قال هذا وارتسمت الدهشة على صباحها حتى بدت وكأنها قد تعرضت للطشة كهرباء.

فعاد وقال لها كمن يلقى حجراً في بحيرة ساكنة : إنك لم تجيبي على سؤالي، متى سيكف سعر النفط عن الارتفاع؟ فنحن لم نعد نحتمل، إن الأسعار شمطت إلى الأعلى، وكل السلع في ارتفاع حتى غدا الحصول على لقمة العيش أصعب ما يكون.

عندئذ خرجت العرافة عن صمتها وقالت له : ومن تحسبني أيها السيد؟ إني مجرد عرَّافة على باب الله، أحاول أن أكشف طالع البشر، وأن أرش على هموم حياتهم الخاصة بعض الأمل. أما سؤالك يا عزيزي فإجابته لا تكمن لدي فأنا ببساطة لست وزيرة للاقتصاد!

فقال لها على عجل، ولكن حتى الوزراء في حكومتنا لا يعرفون الإجابة، ولا حتى من هم في منظمة الدول المصدرة للنفط يعرفون كذلك، فمن أسأل إذن؟
فابتسمت له وقالت بتهكم: أظن أنه لم يبق أمامك سوى أن تسأل هيئة الأمم المتحدة، فهي أدرى من الجميع.

قالت هذا ثم أشارت له بالخروج تاركة السؤال في جمجمته يزداد اتساعاً، فيما هي تهم باستقبال الزائر التالي بعده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا