الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرَيِّس عمر حرب

طارق قديس

2008 / 7 / 18
الادب والفن


نزل فيلم "الريس عمر حرب" للمخرج خالد يوسف إلى السينما، وهبط من السماء على محلات بيع الدي في دي، واتبدأ الجمهور بالتزاحم على شباك التذاكر في جمهورية مصر العربية وفي كل البلدان الأخرى التي فتحت أحضانها لاستقباله وعرضه على شاشاتها الكبرى.

الدعاية التلفزيونية للفيلم كان لها تأثير السحر على الجمهور، فالتركيز على كازينو للقمار، والمؤثرات الصوتية، والإيحاءات الجنسية عملوا على سحب البساط من تحت كثير من الأفلام المنافسة في ذات الوقت والتاريخ، إلا أن التأثير الأكبر كان لما تم كتابته أسفل بوستر الفيلم ببُنطٍ عريض : " للكبار فقط "، وهو ما دفع العامل البسيط لأن يتنازل عن قوت يومه أملاً برؤية قبلة من سمية الخشاب أو سماع تأوهٍ من غادة عبد الرازق!

الفيلم تناول عالماً مصغراً هو الكازينو حيث عالم الشيطان، عالم الغاب، حيث النقود تتحكم بالناس، حيث يكون خالد صالح هو الكل في الكل، فهو يتملك ذكاءً خارقاً وقدرة على جعل الأرقام في لعبة الروليت تأتي على هواه، أما الباقون من لاعبين وعاملين فهم جزء من عالمه الخاص.

هذا هو الخط العريض للفيلم، أما هاني سلامه فهو يمثل عقدة الفيلم لأنه الشخص الذي يدخل إلى الكازينو كديلر للمقامرين، فيكتشف في النهاية أن هنالك علاقة خاصة تربطه بالريس عمر، تنتهي بأن يعلن له الريس أمام عالمه الصغير أنه قد اصطفاه ليكون ابناً له، ذلك الابن الذي لطالما تمناه في شبابه.

ومنذ المشهد الأول يفرض خالد صالح نفسه ممثلاً من الطراز الرفيع ليضع نفسه فوق أداء الجميع، وتبدأ مع مرور المشاهد الشخصيات الفاسدة بالظهور على السطح متنقلة ما بين المقامرين وبنات الليل، ومطعمة ببعض المشاهد الإيحائية من هنا وهناك.

الفيلم سقط من عيون الجماهير بعد مشاهدته، ولم تشفع للمخرج كثرة المشاهد الإغراء والقبلات فيه على مدى ساعتين، ولم تدفع مدرسة يوسف شاهين السهام عن وجه خالد يوسف الذي لم يقدم في عمله الجديد – بخلاف ما سبقه من أفلام – موضوعاً ذات أهمية، فهو لم يقدم من خلال كاتب السيناريو هاني فوزي سوى صورة مشوهة للمفهوم المسيحي للعلاقة بين الآب والابن الذي ملؤه الخير فكانت الصورة التي طرها معكوسة وملؤها الشر.

إن فيلم الريس عمر حرب يُحسب تصويرياً للمخرج، لكنه على مستوى القصة والمضمون لا يمكن أن يُحسب له بأية حال من الأحوال، ولعل هذا ما يجعلنا نقف منتظرين بأحر من الجمر فيلم خالد يوسف التالي، والذي نتمنى أن يجاوز به إخفاق الفيلم الأخير، فأين هذا الفيلم من (العاصفة)، و(ويجا) .. وهي فوضى!

إنها لتصعب المقارنة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال