الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الزاجل الأسير إلى هناء القاضي

غريب عسقلاني

2008 / 7 / 17
الادب والفن



".. عن بلاغة البساطة في لغة رفة القلب "

يا سيدة الحضور..
يا هناء القاضي, التي لا أعرفها, ويتلبسني القين بأني أعرفها منذ بكارة الزمن الأول.. ويسكنني ذهول المسافات إليها, حيث تقف عند حواف قرص الشمس مع بواكير صبح نديّ..
صدقينيي ..
والمقام صدق واعتراف..
إني أراكِ على وجه الحاسوب, امرأة/ طفلة بضفائرك الذهبية وشبراتك الملونة وغمازات خديكِ الضاحكتين, تجدلين من ضفيرة الشمس شالا ولا تحترقي.. كل ما يصدر عنكِ وجيب كغكغة أطفال العصافير..
هل أنتِ هي؟
وهل هو أنا.. أتهيأ قبل ولوج نصكِ بالبراءة الأولى, أتزود من نبع زلال.. وأجوس بين فواصل الكلمات العارية إلا من نبض لهفتكِ إليه, وعليه..أعيش مع بلاغة افتقدتها لطول ما تقلبتُ بين غوامض الشعراء, وإيهام الصور, وزخرفة المشاعر لتبدو على غير ما هي..
لكني في حضرتكِ أقف مشدودا إلى البساطة, وبراءة الكلام..
يضربني السؤال..
-أهكذا هو الشعر؟
روح ترفرف بأجنحة الكلام..
يبقى السؤال معلقا بين بياض البراءة وتلاوين الكلام..
- كيف يحمل بسيط الكلام كل هذا الفيض؟
أي نبض يحمله الكلام..
والكلمة معك عذراء مثل نبع لا يجف عن ماء زلال..
تأخذي الحيرة يا سيدتي إلى تيه جديد... ويلوح لي في ضباب اللحظة رجل يسربله الالتباس.. يقف على بعد نبضة قلب منكِ
آه ما أبعد المسافات التي تفصله عنكِ
آه من ما أوسع نبض قلب العاشقة/ أنتِ..
حزني مثقلٌ.... بالمسافات
حبي يحيّ... بالمسافات
هو الساكن فيكِ, بين وهج الروح وثنايا الذاكرة.. لم يغادرك يوما ولم..
أنا لم أقل لك يوماً..إني أحُبك
أنت لم تقل لي يوماً..أنك تحبني
من قال يا سيدتي, أن الحب يحتاج إلى بيان اعتراف.. هو كائن فينا يحيا معنا يقظتنا.. ويشاغبنا في غفوتنا.. أنتِ قلتِ..
هل نسيتِ!!
يصحو حبك
يلهو في مساحات روحي
ويركض في شراييني
مثل فراشات الليل يحومُ..حولي..
هل رأيتِ كيف صرتَ ِيا سيدتي جغرافيا, وتشيأت روحكِ إلى مساحات بساتين وغاباتِ وصحارى, وتمددت شراينكِِ إلى دروب ومسافات ومحطات ذهاب وإياب, وتحول الذي لم يعلن بالكلام إلى سرب فراشاتٍ تترنم في الليل بأعذب ما يجود به الكلام..
يا إلهي ما أوسع فضاءات امرأة باذخة العطاء..
آه ما أوسع حزنها, عندما يقتلها الهيام واجتاز مسافات الانتظار للخروج من صقيع الغربة تحت مطرقة الغياب..
وجهك القادم من خلف السكون
المتسلل..
من خلف النسيان
......
.....
يشعلني وجدا
كيف تعيشين الانتظار؟
هل توشوشين الريح الذاهبة من صحارى جليد أيامك إلى شمس دفئه..
وهل انتِ على ثقة أن ريحكِ سترقص من حوله.. وتغني عند نافذة قلبه..
وأني في حضرة عينيكَ
يصيبني الذهول
وأعجز عن الكلام
...
...
لا أعرف سوى
أن في عينيكَ.. لحن قديم
بقدم الزمان
هل تخبره الريح عن عاشقة معذبة به.. ما زالت على البعد ترقص على نغم حضوره..تتهيأ له..بضاعتها رجفة امرأة طفلة تشاغب الوصول إليه..
أرتبك.
أأرتب.. شعري
أم أسوي.. هندامي
...
...
لو مررت.. من أمامي
نضرب.. دقات قلبي
ترقص خلفك الثواني..
يكفيني.. أنكَ لثواني
تقلب لي..
كياني
آه من عذاب جور العشق يا شاعرتي/ الطبيبة..
وأنا الذي قضى بين مفازات النص عمراً يشغلني السؤال لامرأة صاحبة اختصاص فسيولوجيا الأعصاب:
كبف وجدت كيماء الوجد يا سيدتي..؟
وهل للوجد فسيولوجيا؟ وهل هي مغلقة على غير العاشقين!!
ومتى تحدث المغامرة/ المقامرة ؟
عند يقظة العقل.. أم عند غفوة القلب يا هناء..؟
هل أصابكِ العجز مثلي عند السؤال!!
أم انكِ صحوتِ على غرة من صدفة قاتلة,وعرفت انه انشغل بغيركِ عنكِ,فتدثرت بعباءة من عذاب, هدهدتِ فلبكِ الذي أخذ البراءة مذهبا.. وصرختِ بقرار العقل:
تريد أن تراني!!!
.. ما الذي أيقظ ..
فيكَ وجدا!!
ارحل عني.. يا كل عمري
فأنا نسيتك
وأسألك أن تنساني..

وبعد يا شاعرتي الطبيبة
هل كان قرار النسيان هزيمة للبراءة؟
وهل مازلت على بعد نبضة منه؟
وهل ما زلت تبوحين بالذي فيكِ..وهل في ما قلت بيانا للعاشقين..
قد يختلف البعض على ما كتبتِ وما تكتبين, ولكن لا شك عندي أن بعض البعض الذين عاشوا مرارة الوجد.. سيدركون أن البلاغة في بسيط الكرم لا يأتي بها غير العاشقين..
كوني يا سيدتي عذراء بهية.. كوني البتول ثروتها الصدق في بليغ الكلام.
ملاحظة: المقتطفات من نصوص نشرت للشاعرة هناء القاضي في موقع مركز النور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير